تم تحديد رؤية إريتريا لما بعد الاستقلال في الميثاق الوطني لإريتريا المستقلّة في عام 1994 حيث دخلت الى قلوب وعقول مواطنيها. حيث ينص الميثاق الوطني لإريتريا على أن ( رؤيتنا هي أن تصبح إريتريا دولة يسود فيها السلام والعدالة والديمقراطية والازدهار،والقضاء على الجوع والفقر والأمية وأن تحافظ إريتريا على هويتها وتفردها وأن يكون المجتمع الإريتري معروفًا بالوئام وعلينا القيام بالمعجزات لبناء دولة سلمية كما فعلنا في حرب التحرير). هذه الرؤية الوطنية لإريتريا تهدف إلى توفير الحلم المشترك للإريتريين وتحدّد مستقبلهم. لقد تمت صياغة السياسة الكلية في ذلك العام ولكن بعد ما يقرب من عقدين من الزمان لم يتم تنفيذ معظم الأهداف . وتم التراجع عن الكثير من المبادرات المبكرة. الرؤية : جاءت الرؤية الشعبية غير الرسمية تحت عنوان : استراتيجية للتنمية الشاملة والمستدامة. هذا المنشور هو ملخص شعبي مختصر لاقتراح متعمق لسياسة اقتصادية وطنية لإريتريا. ان رؤية 2030 التي تم تجميعها تحت رعاية الحركة من أجل سيادة الشعب الإريتري من قبل محترفين إريتريين، تُظهر المشاركات الكبيرة للمهنيين وخبراء التطوير والنشطاء الملتزمين الإريتريين في جميع أنحاء العالم. لذلك يجب أن تكون الرؤية بمثابة أساس للمناقشة المشتركة لسياسة الاقتصاد الكلي بين الإريتريين خلال عملية التحول الديمقراطي. ان هدف الرؤية هو تحديد الأولويات الرئيسية لتنمية الموارد البشرية والنمو الاقتصادي الشامل في السنوات المقبلة، وتوفرالتوجيه الاستراتيجي نحو إرساء أساس قوي للنمو المستدام المتسارع. ان فترة تزيد عن ثلاثة عقود من الهيمنة الديكتاتورية،و الإساءة الجسيمة والمنهجية الواسعة النطاق للناس ؛ أدت الى سياسات ضارة وسوء إدارة للموارد البشرية والمادية الوطنية،و إلى إهدار فرص التنمية وترك إريتريا متخلفة عن الركب في جميع مؤشرات التنمية العالمية. لقد صاغت العديد من البلدان الافريقية وأطلقت رسميًا وثائق رؤاها الوطنية قبل أو بعد بداية الألفية مباشرة، كما انّها ما تزال تبحث وتخطط في كثير من الأحيان في المستقبل بعشرين أو ثلاثين عامًا. ان رؤية إريتريا 2030 تدرك أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي لتحقيق الارتفاع الضروري في مستوى المعيشة ونوعية حياة الناس بشكل عام. فمن الأهمية بمكان، أن يكون مسار التنمية تشاركيًا ومستدامًا وخاليًا من الفساد . وان يكون المسار محميًا بموجب دستور إريتريا والقانون الدولي والحكم الرشيد، وبالتالي تطمح رؤية 2030 إلى أن تكون إطارًا نحو التنمية الشاملة لدولة قوية وموحدة. أمة تفتخر بقيمها الثقافية الأساسية، ورأسمالها البشري، ومواردها الطبيعية، وفي الوقت نفسه، مصممة على بناء دولة حديثة مستقرة تمكّن مواطنيها من العيش بكرامة واحترام كبيرين. كما يجب أن تكون رؤية 2030 بمثابة شعلة أمل وطريقًا نحو تطوير مجتمع عادل وشامل ومزدهر يخدم جميع الإريتريين على قدم المساواة. يجب أن يكون مواطنو إريتريا هم المستفيدون الأساسيون من الرؤية ونقاط العمل الاستراتيجية المقترحة.لذلك تمّت صياغة الرؤية بأنّها: (تصور قوي لمفهوم وطني يكون فيه جميع الإريتريين بغض النظر عن خلفيتهم وانتمائهم أحرارًا في دولة قومية مزدهرة ذات سيادة وقيادة ديمقراطية).فكانت هناك أربعة محاور شاملة توجه رؤية 2030 .(اولاً) تنمية رأس المال البشري، حيث يأتي شعب إريتريا في المرتبة الأولى وهو أهم ثروة وأكثرها قيمة في البلاد.(ثانياً) النمو الاقتصادي الشامل.(ثالثاً) اقتصاد اخضر وحماية البيئة.(رابعاً) القانون الدستوري واحترام حقوق الإنسان.كما يجب تحقيق وضع الإريتريين ورفاهيتهم والتنمية الاقتصادية للأمة في طليعة رؤية 2030 من خلال التركيز على الركائز الاستراتيجية السبعة التالية ذات الأولوية التي ستراعي تقاطعات ثابتة هي :(المساواة بين الجنسين،استدامة المساواة بين الأقليات، الصحة العامة،الأمان، التقنية الحديثة والابتكار، حماية البيئة ) .امّا ركائز الرؤية فهي : الركيزة الاولى ؛ الاقتصاد الأخضر: إن بناء اقتصاد أخضر هو استراتيجية رابحة لتنمية إريتريا حيث يخدم هدفين أساسيين هما : (1) حماية النظم البيئية المحلية والموارد الطبيعية، (2) وضع إريتريا بذكاء كمركز رائد للاقتصاد الأخضر ومركز للتكنولوجيا ومزود خدمة في إفريقيا والعالم. سيؤدي ذلك إلى دفع العلاقات العامة (العلاقات العامة) والاستثمار الأجنبي المباشر والعلاقات التجارية الدولية النوعية ، وفي المقابل تسريع خلق فرص العمل والإيرادات الوطنية. الركيزة الثانية؛ الأمن الغذائي: الحق في الغذاء الكافي والمغذي والصحي هو حق من حقوق الإنسان ليكونوا أعضاء أصحاء ومنتجين في المجتمع. بذلك فإن الأمن الغذائي هو الركيزة الأساسية لرؤية إريتريا 2030 وما بعدها. الركيزة الثالثة ؛ البنية التحتية الأساسية(1) الماء والنظافة ؛ تهدف الرؤية إلى ضمان حصول جميع الأشخاص في إريتريا على مياه نظيفة وآمنة للاستهلاك المنزلي في جميع أنحاء البلاد. (2) الحق في السكن؛السكن الآمن والملائم هو من حقوق الإنسان وان أي عنصر أساسي عند بناء دولة صحية ومنتجة يجب ان تتناول المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.(3)الوصول للانترنت؛ ان الوصول إلى الإنترنت في ظل اقتصاد حر وعالمي ليس حقًا فحسب، بل هو ضرورة لتعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز قيم الديمقراطية والاندماج الاجتماعي والمجتمع الحر.(4) الاهتمام بالمشاريع الرائدة و توفيرالخدمة العامة اللاسلكية في مرافق الدولة المختلفة وجعل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات سهلة الوصول لجميع المواطنين .والاهتمام بقطاع النقل في الدولة على أساس شبكة بنية تحتية فعالة من الطرق والسكك الحديدية والموانئ البحرية والمطارات. بحيث تعمل الشبكة كمحرك لحرية حركة المواطنين والزوار والسلع التجارية ونمو الناتج المحلي الإجمالي، وسيتم تطوير مينائين بحريين لإريتريا ومطارها الدولي لخدمة شعب إريتريا مباشرة .والاهتمام بالرعاية الصحية ؛ خاصة المواطنين الأكثر ضعفاً ومرضاً ، حيث ان الاهتمام الصحي بهم هو انعكاس مباشر لمدى احترام الدولة لحياة مواطنيها، وستكون الرعاية الصحية باسعار معقولة و الوصول إليها من جميع الإريتريين أولوية، ثم التحوّل الى مجانية العلاج لجميع الإريتريين المحرومين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج.و إصلاح القطاع الصحي في إريتريا كاملاً، ووجوب تلقّي الأمة لرعاية صحية لا مركزية وشاملة وذات معايير وطنية موحّدة وموافقة للمعايير الدولية. الركيزة الرابعة؛ الاهتمام بالقطاعات ذات الأولوية كالزراعة والغابات التي يعتمد عليها أكثر من 80٪ من سكان إريتريا. و تطوير قطاع الثروة الحيوانية النشط بشكل عام، وتطوير مصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، لتلعب دوراً رائداً في الأمن الغذائي والانتعاش الاقتصادي.حيث يبلغ إجمالي ساحل إريتريا 1720 كيلومترًا على طول البحر الأحمر ، ويضم 1155 كيلومترًا من الشواطئ القارية وحوالي 565 كيلومترًا حول الجزر العديدة.أمّا السياحة؛ فإريتريا تتمتع بطبيعة متنوّعة منتشرة على مساحة صغيرة نسبيًا. لذلك فإنّ أحد أهدف الرؤية هو تحويل الدولة الى مركز لركوب الدراجات في إفريقيا ليجتذب الأحداث الرياضية والسياحية.كما تهدف لتحويل ارتيريا الى مركز مؤتمرات رائد في إفريقيا ومركز سفر دولي لوجودها المميز. والاهتمام بالتصنيع؛عبر اضافة قيمة للمنتجات الزراعية والثروة السمكية وذلك بتجهيز الأطعمة والمشروبات. والاهتمام بالتعدين حيث تمتلك ارتيريا ثروة من الغاز الطبيعي والذهب والنحاس والنفط والزنك و حزام من الحجر الأخضر. الركيزة الخامسة: الاستثمار في الناس: عبر خلق فرص العمل؛ وإعادة دمج اللاجئين والمشردين داخليا وخرجياً الذين يقدّر عددهم ب 500000 لاجيء عبر المشاريع الزراعية الريفية ، والاهتمام ببرامج إعادة دمج السجناء السابقين، والاهتمام بالتعليم التقني والمهني، والاهتمام بالتعليم العالى، كما يجب متابعة برامج ريادة الأعمال وحاضنات الشركات الناشئة كاستراتيجية وطنية جوهرية.وانشاء مركز تكنلوجيا متكامل يعمل بشكل وثيق مع الجامعات والكليات الإريترية وهيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إريتريا. ويكون بمثابة مركز للشركات التقنية المحلية الناشئة، ويسمح بجلب خبراء التكنولوجيا ورجال الأعمال البارزين الى مكان واحد لتكوين أفكار جديدة. وتدريب وتجهيز الجيش والشرطة كجزء لا يتجزأ من الشعب من أجل احترام وحماية المواطنين ومكافحة الجريمة، وتدريب وتقوية القضاة والعاملين في السلطة القضائية . الركيزة السادسة؛ ملكية الأرض والمخططات الرئيسية للمدن، حيث تسعى إريتريا جاهدة نحو خصخصة الأراضي على المدى المتوسط والبعيد. كما يتم تطوير المخططات الرئيسية لجميع المدن والبلدات الرئيسية في إريتريا.الركيزة السابعة ؛ السلام والأمن، التنمية الاقتصادية الشاملة والعلاقات التجارية السليمة ستزيد من السلام والأمن، والعكس صحيح،حيث لا يمكن أن تتحقق رؤية التنمية الاقتصادية بدون السلام والأمن على المستويين الوطني والإقليمي. وتهدف الرؤية إلى دمج "السلام والأمن" في جميع جوانب خطة السياسة الكلية لحماية رفاهية الشعب الإريتري.وذلك بإحداث تغيير في الاتجاه لجميع الإريتريين. ان الاهتمام بالسلامة والأمن على جميع مستويات حياة المواطنين الارتريين من خلال حماية الحقوق الإنسانية لكل مواطن بالتمسك بالدستور الإريتري على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحماية سيادة إريتريا والسلام الإقليمي، وقيادة سياسة الحوار الوطني والتسامح والمصالحة والاحترام في البلاد، واحترام ودعم وحماية حقوق المرأة مع عدم التسامح مطلقا مع العنف المنزلي والاعتداء العام، واحترام وحماية حقوق العمال. ان دور الحكومة في تنفيذ الرؤية تمّثل في خدمتها لشعب إريتريا عبر توفير القيادة الوطنية والالتزام بالقانون الدستوري وحمايته، والحفاظ على النظام، وحماية الأمن القومي.كما يتمثّل في عقد شراكة قويّة مع القطاع الخاص لتنفيذ الرؤية. وستلعب الحكومة وظيفة حيوية في تعافي البلاد بتوفير الوظائف الحيوية والحوافز الاقتصادية. وقد اوصت الرؤية بأنّ ارتيريا يجب ان توضع على انّها الاقتصاد الأخضر الوطني الرائد افريقياً، وانّها مركز مؤتمرات رائد في إفريقيا، وأنّها وجهة تاريخية للسياحة البيئية والتراث الأفريقي ومركز للتراث العالمي ،وأنّها مركز للعلوم والتكنولوجيا في أفريقيا . علي أبوزيد
المرجع : http://www.madote.com/2019/08/national-vision-of-eritrea.htmlhttp://www.madote.com/2019/08/national-vision-of-eritrea.html. National vision of Eritrea. Simon weldemichael | Shabait. https://eri-platform.org/swfiles/files/Eritrea%20Vision%202030%20-%20Booklet_324.pdfhttps://eri-platform.org/swfiles/files/Eritrea%20Vision%202030%20-%20Booklet_324.pdf.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي ابوزيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست