شكرا لقناة " سودان بكرة " لنقلها زيارة الدكتور الكنين لقرية " ...... " بالجزيرة بدعوة من شيخ احدى الطرق الصوفية بالقرية . شاهدت جزء من الزيارة ، لكنه كان كافيا للايحاء بكتابة هذه المقالة . فعندما بدأت المشاهدة ، كان الوالى يتحدث الى الجماهير داخل الجامع ولايحمل ورقة في يده لم يكن يحتاجها لأنه كان يتحدث مع الموجودين بأسلوب "خد وهات" يتحدث عن امر ما من مشاكل وقضايا المعيشة او الزراعة ، فيقاطعه أحد المستمعين بسؤال فى الموضوع فيجيب عليه ، ثم يواصل حديثه والابتسامة لاتفارقه بدون تكلف مبالغة فى الوعود او اعتذارا عن تقصير . بل ويضع الامر بين يدى اصحاب الشأن نفسهم، أحيانا، طالبا مساهمتهم فى اقتراح او تنفيذ الحلول . كذلك قرظ تجمع أهل القرية للاستماع اليه ورفع قضاياهم من داخل جامع القرية ، قائلا ان ذلك كان دور المسجد فى العهد الاسلامى الاول ، حيث كان المسلمون يجتمعون فى المساجد، ليس للصلاة فحسب ، وانما للتدتول حول كل امور دنياهم . بل ويؤكد تاريخ الامم الاسلامية، انهم كانوا يتناقشون حتى حول الأدب والفن والفلسفة والديانات واختلافاتها داخل المساجد ! اعقب حديث الوالى تعليقات من مسئول الادارة المحلية ومن ممثل لجان الخدمات وعدد من المزارعين . وقد اثنوا جميعا على زيارة الوالى وطالبوه بالمزيد لقريتهم وقرى الجزيرة الأخرى ولكنهم فى نفس الوقت تحدثوا عن التقصير من قبل السلطات المحلية والمركزية فى حل قضاياهم وخصوصا مايتعلق بالزراعة . وهنا كان الحديث يكرر اقوال كبار المسئولين عن أهمية الزراعة فى تنمية البلاد عموما ويشيرون الى التقصير الذى يطال جوانب مهمة فى انجاح الزراعة , فبرغم ماظللنا وظلوا يسمعون من وزير الرى وغيره من كبار المسئولين بوصول المياه الى مناطق الزراعة بالمشروع ، الا ان كل المتحدثين قد أكدوا وصول المياه الى الترعة الرئيسة دون الترع والجداول الفرعية التى توصل المياه الى حواشاتهم المكتملة الزراعة ! هذا باختصار ما تابعته من تلك الزيارة المختلفة عما كان يحدث فى الماضى القريب والبعيد ، بل وفى بعض الحاضر الماثل . ولاأجد تفسيرا لهذا الاختلاف ، غير ماتبرع بقوله رئيسنا المعزول البشير ! فلعكم جميعا تذكرون وصفه لمزارعى الجزيرة ( بأنهم تربية شيوعيين ) وبالطبع كان وصفا على سبيل الشتيمة ، غير ان نفس هذا الوصف هو مايجعلنى أطلق عليه "نعم التربية " كما جاء بالعنوان . فلولا هذه التربية للزائر الذى لبى الدعوة لالتلميع الذات ، وانما للاستماع حقيقة لقضايا الناس وتبادل الرأى حولها بما يؤدى الى الاتفاق ، على الاقل، لأفضل الطرق لحلها دون التقليل منها او الادعاء بامتلاك عصا موسى لحلها او مجرد الوعد الذى لايتحقق ويرجى ان ينسي بمرور الايام . وهى نفس التربية التى جعلت الشيخ الصوفى يدعو الوالى "الشيوعى " وجعلت أهل القرية ، على اختلاف اتجاهاتهم أن يأتوا للاستماع اليه ومطالبته بحل مشاكلهم ، بغير تنطع او محاولة للتشويش عليه من باب الاختلاف السياسى فحسب . واخسرا ، لايفوتنى ذكر رد الوالى على أحد الصحفيين ، بملاحظته عن تركيز الاعلام على نقد الاخطاء من غير الحديث عن الانجازات من مثل اختفاء صفوف الرغيف والبنزين . هذا برغم رايي ، الذى قد يتفق معه الوالى نفسه ، من ان ذكر محاسن ماتقوم به السلطة من انجازات ، لايمنع مخالفة سياساتها العامة التى لاتتوائم مع شعارات الثورة الداعية الى سودان جديد !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست