الله سبحانه وتعالي من ضمن أسماءه ( الرحمن الرحيم ) ،، وهو الذي يقدر الآجال والأعمار للأحياء ،، يعرف متى يولد الكائن الحي ومتى يموت ذلك الكائن بالدقيقة والثانية ،، ورغم ذلك فلحكمته البليغة التي تقتضيها ( الرحمة ) فإنه قد أخفى تلك اللحظات عن الكائن الحي ،، والإنسان كائن ضمن تلك الأحياء ،، والله سبحانه تعالى برحمته الواسعة قد أخفى عن الإنسان تاريخ وموعد موته ،، فذلك الإنسان مهما كانت قوة إيمانه لو أخبر بأنه سوف يموت قريباَ وبعد أيام قليلة يدخل في حالة نفسية عصيبة للغاية ،، ويصاب بحالات فزع شديدة لا يعرف مداها ومقدارها إلا رب العرش العظيم ،، ولكن مع الأسف الشديد هنالك أطباء بدولة السودان وفي بعض الدول العربية تعودوا أن يكاشفون المرضي مباشرة بمنتهى الصراحة والوضوح ويقولون لهم بالحرف الواحد ( أنتم سوف تموتون بعد أيام قليلة ،، ولا أمل لكم في الشفاء إطلاقاَ ،، حيث أن المرض قد تمكن منكم بذلك القدر !! ) ،، ومثل هؤلاء الأطباء ( الأغبياء البلهاء ) يظنون بأنهم يقدمون خدمة جليلة للمريض بتلك المكاشفة والصراحة ،، وفي نفس الوقت يجهلون أو يتجاهلون كلياَ بأن ذلك المريض منذ تلك اللحظة التي يكاشف فيها بالحقيقة يعيش أهلك الساعات وأفزعها حتى لحظة الممات ،، وهؤلاء الأطباء في كافة أرجاء العالم دائماَ يدعون ( الذكاء والنبوغ ) ،، ولو كانوا حقاَ وحقيقة أذكياء بذلك القدر لأدركوا بأن الإنسان منذ مولده وطوال حياته يعلم جيداَ بأنه سوف يموت في يوم من الأيام ،، وفي أية لحظة من اللحظات ،، ورغم ذلك فإن الإنسان يتأمل بأنه سوف يعيش حتى ينتهي الأجل بغتة عندما يحين الوقت ،، والله سبحانه وتعالى رغم أنه يعرف لحظة انتهاء الآجال إلا أنه لا يخبر المخلوق بذلك حتى لا يتعذب المخلوق دون أي داعي ،،، فهو ذلك العادل الذي حرم الظلم على نفسه وحرم الظلم بين العباد ،، ورغم أنه يعرف تلك الحقائق عن اللحظة والساعة فهو برحمته لا يخبر المخلوق حتى لا يكابد الويلات .
وهؤلاء الأطباء أصحاب تلك الفلسفات الفارغة يرون أن الضرورة تقتضي إخبار المريض بتلك الحقيقة حتى يستعد للموت ،، وتلك لعمري من أغبى المبررات لهؤلاء الأطباء فوق وجه الأرض ،، فالإنسان بالفطرة يعرف جيداَ بأنه سوف يموت في يوم من الأيام ،، ولكنه يريد أن يأتي ذلك الموت في غفلة حتى لا يحمل تلك الهموم بغير داعي ،، وأمثال هؤلاء الأطباء يتسببون كثيراَ في تلك الأوجاع والهموم والويلات والعذاب بغير ضرورة تقتضي ذلك ،، فلماذا لا يتركون العباد لشأنهم حتى تحكم الأقدار ؟؟؟ ،، وماذا يضير هؤلاء الأطباء ( الجهلاء ) لو أنهم تركوا هؤلاء المرضى ليعيشوا حالات من الأمل والشفاء حتى لحظة الموت ؟؟؟؟؟ ،، وفي تلك الحالة فإن الموت يأتي إليهم دون مثقال ذرة من المعاناة والعذاب في حال الإخبار ،، وحتى لو أن أمثال هؤلاء الأطباء يرون أن الضرورة تقتضي بالإخبار فلماذا لا ينفرد هؤلاء الأطباء ( الأغبياء ) يزوي وأهل المريض بعيداَ عن مسمع المريض ،، وذلك حتى يستعدوا لمواجهة الأمر بعيداَ عن مسمع المريض صاحب الشأن ،، وبالتالي يجنبون ذلك المريض عناء المكابدة والعذاب ،، وبالتالي يريحون المريض من تلك اللحظات الفظيعة المريعة ؟؟؟؟
يجب أن توضع تلك القوانين الصارمة التي تعاقب أمثال هؤلاء الأطباء الذين يكاشفون المرضى مباشرة وبصراحة تامة ،، ويؤكدون للمرضي بأنهم سوف يموتون بعد أيام معدودة ،، فأمثال هؤلاء الأطباء يتسببون في تعذيب المرضى بطريقة فظيعة ورهيبة .،، ويمكن إخبار أهل المريض بالأمر دون أن يتعذب ذلك المريض في حال الإخبار ،، فالإنسان في كل الأحوال هو ميت في نهاية المطاف .. فما الضرورة في ذلك التعذيب بغير داعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة