سألني أحد من رفاقي وقال يا كمرد عليك الله هل مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية لدولة اسمها السودان ام هي شغالة في الخارجية المصرية أم سفيرة مصر لدي جمهورية السودان الفاشلة حاليا ثم إضافة قائلا وهل السياسات الخارحية للسودان كلها عبارة عن سد النضهة الإثيوبية فأجبته يا كمرد سودان منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا تدار بنفس العقلية أي كسب رضا العرب كي يعترفوا بعروبتنا الذي أصبح مرضا مزمنا لدي اغلب المجتمع السوداني فالاستعمار التركي المصري والانجليزي المصري وانضمامنا لجامعة الدول العربية ووفقتنا الهستيرية تجاه قضية الفلسطينيين كلها من اجل إيجاد قبول ورضا واعتراف من البيت العربي بأن السودان دولة عربية وأن الشعب السوداني شعب عربي ذات جذور قريشية محمدية آي ما يسمى بالعرب العاربة ومن اجل ذلك منحنا كل خيراتنا لصعاليك العرب خاصة الخليج وحتى عرب شمال إفريقيا دول المغرب العربي ابتعدنا منهم رغم قربهم لنا جغرافيا بسبب انهم اقل عروبة من عرب شبه الجزيرة العربية لأنهم يصنفونهم بالمزيج الأمازيغي.. ولذا كل الأفكار التي دمر الإنسان السوداني ذهنيا ودنى من مكانته كإنسان انت من الدول العربية خاصة الأحزاب السياسية في السودان امثال الحزب البعثي العربي والناصري والوحدوي والامة والاتحاد الديمقراطي والشيوعي السوداني . فما تستغرب بما قامت بها مريم البوخة منذ تعيينها وزيرا للخارجية السودانية حيث إختزلت كل زياراتها الخمس والعشرين الخارجية حول سد النضهة دون تطرق لأي قضية أخرى من قضايا السودان الخارجية رغم الدولة مشحونة بعدة قضايا خارجية تحتاج تسويقها عبر وزيرة سد النضهة. أقصد وزيرة الخارجية. فقط من أجل نيل ثقة الحكومة المصرية والبيت العربي بالرغم من أن مخاطر السد بالنسبة للسودان يساوي صفر بل سودان من أكثر الدول التي تستفيد من سد النضهة بعد اثيوبيا صاحبة المشروع والارض اما جمهورية مصر فليس لها أي ضرر ناجما عن سد النضهة الإثيوبية وفقا لتقارير الخبراء الدوليين وحتى السودانيين منهم أن وجد خبراء في السودان اصلا والمصريين وما تقوم بها مصر هي ضربة استباقية وتحذير لكلا من السودان وجنوب السودان بعدم القيام بأي مشاريع تنموية تعتمد على مياه النيل العابرة في أراضي تلك الدول حيث تعلم مصر علم اليقين بأن جمهوريا أثيوبيا الفدراليا ليست لديها اراضي زراعية حتى تستخدم فيها مياه النيل فالخوف هو خوف مستقبلي خاصة من السودان وجنوب السودان ومصر تريد المحافظة على امتيازاتها التاريخية التي اتيحت لها المستعمر الانجليزي دون المراعاة للتغيير في المنطقة وازدياد حاجة المواطن لمياه النيل في تلك المناطق. سودان لن تنهض وستظل من الدول الاكثر تخلفا وفقرا قابعا في دوامة البحث عن العروبة الزائفة بشتى الطرق احيانا عبر بوابة القضية الفلسطينية واحيانا اخرى عبر حضن الارهابيين من العرب واحيانا تطبيق سياسة الاسلاموعروبي كما يقال في احاديث العرب (العرب والمسلمين ) فعندما يتمسك الانساني السوداني بقضية الطفل الفلسطيني الوسيم الذي روحه يعادل الالف أرواح أطفال السودانيين وهو الشهيد محمد الدرة ذاك الطفل الوسيم الذي يتمنى كل إنسان سوداني بل والحكومة السودانية التي تتمنى أن يكون كل طفل سوداني زي الشهيد محمد الدرة بسبب الوسامة الجمال وليس بسبب القضية بل اليوم قطاع غزة الفلسطينية من حيث البنى التحتية اجمل من عاصمة جمهورية السودان بالرغم من أن اغلب اموال الشعب السوداني نهبت بسبب قضية فلسطين خاصة ابان حكم المخلوع حيث خصصت لكل شركات الاتصال في السودان أن تخصم عشرة في مائة من رصيد المكالمة لأي سوداني لصالح قضية فلسطين فنهبت مليارات الدولارات بواسطة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وخالد مشعل اليوم قطاع غزة المحاصرة كما يدعون الفجرة والمخادعين اصبحت كعاصمة دولة سنغافورة مقارنة بعاصمة السودان الخرطوم اليوم الشعب الفلسطيني يفكر في الرفاهية والسعادة والسياحة إلى دول ما وراء البحار بينما الشعب السوداني تصطف وراء الحصول على الخبز لإنقاذ حياته واسرته. واصبحنا عبيدا وخدما عند اسيادنا العرب. عندما يقول السعودية والامارات وقطر وكل دول الخليج انهم يفضلون الخادم والخادمة السودانية ويضع في سبيل قبوله شروط معايير كما قالت حكومة الإمارات قبل سنة انها تطلب الخادمات السودانيات وخاصة من شمال السودان لأنهم يجيدون اللغة العربية وذات ثقافة متقاربة عكس الهامس السوداني الذي لديه مجموعة من اللغات بالإضافة للعامية السودانية ومع كل الاسف شعروا ابناء الشمال بالفخر تجاه طلب دولة إمارات لأنها فضلت ابناء الشمال على بقية ابناء السودان. كما يجري في اليمن لابناء السودان من دول الخليج تعتبر إهانة لكرامة الإنسان السوداني وخاصة المؤسسة العسكرية السودانية أن وجد اصلا وما حدث لابناء الشمالية من قبل الشركة الإماراتية تعتبر قمة الاهانة والازدراء والاستهتار بكرامة الانسان السوداني حتى ولو من الشمال السوداني حتى الارتزاق بنسبة للانسان السوداني أصبح بدون مقابل فاصبحت الدولة مجرد زريبة والشعب مجرد بهائم تساق للسوق من قبل تجار العرب والخليج فبسبب امثال مريم وبرهان وحمدتي والاحزاب المستلبة اصبحنا شعبا بلا قيمة ولا شرف ولا كرامة بل للاسف اصبح الإنسان السوداني يؤمن بهذه الوضعية الرخيصة وأصبح ينظر لبقية إخوانه الافارقة السود في القارة السوداء بالنظرة الدونية والاستيلاعية فاغلب السودانيين عندما زاروا بقية الدول الافريقية خاصة الجوار السوداني كاثيوبيا ويوغندا وكينيا وتنزانيا ناهيك عن نيجيريا وجنوب افريقيا تفاحأوا بالتطور والنمو والتقدم الذي حصل لتلك الدول وللانسان الذي فيها فتأخرنا نتيجة البحث عن الوضعية في البيت العربي واصبحنا لا نعترف بالآخر وننظر له بالدونية كما ينظرون العرب للانسان السوداني فتعمقت الخلافات بيننا ووقعت الدولة في الدوامة من الصرعات القبلية والاهلية مما اتحنا الفرصة للعرب أن ينهبوا ثروتنا الوفيرة واصبحنا عايشين في الوهم بأن السودان دولة غنية وأن السودان سلة الغذاء العالمي بينما الشعب السوداني أصبح يبحث عن قوت يومه حتى ينقذ حياته من الجوع والآن الدولة مقبلة على مجاعة لم يشهد لها تاريخ الدولة السودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة