|
Re: سد النهضة والصراع المصري الاثيوبي بقلم:اس (Re: اسعد عبد الله عبد علي)
|
تحياتي الأخ أسعد من العراق أعرّفك بنفسي فأنا سوداني وأحب المصريين ومصر. أرجو تصحيح بعض نقاط مقالك، خاصةً وأن العالم كله قد ألمّ بقضية سد النهضة وإدّهاء تعطيش دول المصب وأفتى فيه. أ- مياه النيل: سيدي ليس هناك قطع مياه: فالسد لا يستطيع عقلاً حجز مياه النيل، وخزانه بالكاد يحمل مياه مصر والسودان لمدة عام، ناهيك عن مياه الفيضانات السنوية معه، فلاحكمة في ذلك، ومعاملته كأسلوب لتعطيش مصر أو السودان، لا يجوز عقلاً السد، والخزان، أقيما لجمع مياه الفيضان، وهي التي يتم التصرف فيها باستخراج الكهرباء عن طريقها، ومصيرها عند ذلك أن تجري لمصر والسودان، فهذا أيضاً ليس برنامجاً لتعطيش أيٍّ من الدولتين. فالنتيجة بالنسبه لحجز المياه من أيٍّ من الدولتين إدعاء لا علم يسنده. ب- التنسيق: مياه النيل تجري بنفس مقاديرها قبل وبعد السد، والتنسيق يساعد في إدارتها أكثر من ذي قبل إذا أراد المتشاطئون، فمثلاً يستطيع السودان ولأول مرة حفظ مياهه التي لا يحتاجها فوراً لخزنها في سد النهضة وتوفير معظم التبخر لبرودته، لحين الإفادة منها، فهذه ميزة إضافية لدول المصب. أما مياه الفيضان فضبطها خيرٌ من تركها عَيْثى، فعطاؤها لا يبرر دمارها، فهو فقط زراعة جروفٍ وكمائن طوبٍ، وهذا لا يرقى كتخطيط لتضحية باستقرار القبائل الرّحل والوافدة التي تعمل في ذلك المجال، وتنسيقه يجعل التمكّن من تثبيت تلك التجارة بصورة تفيد اقتصادياً واجتماعياً. ج- عطش مصر: نعم يجب ألا نسعي لتعطيش مصر، كما أن مصر يجب ألا ترمي بثقلها على غيرها خيفة العطش. مصر تنال حصة هائلة من النيل، بينما دول المنابع محرومة منها، وهذا أمرٌ لا يمكن أن نستلذ فيه ونغمض أعيننا منه. جنوب السودان الآن ينوي تنفيذ مشروع عشر سنوات لإقامة خزّان ضخم على النيل الأبيض أيضاً، وهو غاية الأهمية لجنوب السودان، ليس فقط لتوليد الكهرباء، بل لإدارة الفيضانات المدمرة التي تمنع استقرار واستثمار وإدارة الدولة هناك. وهي لا تبني برامجها للتضييق في حصص المياه، أكثر منه في ترشيدها، بل لربما زيادتها، لتحوي مصالح الجميع.
ومصر لديها البحر الأبيض فهي ليست في ضياع، ويمكنها تحلية مياهه لتغطية تزايد احتياجها للمياه، فلا يعقل أن تبني حلولها على مياه الأنهار التي يشترك معها آخرون فيها، لهم تطلّعات أيضاً. فدول الخليج لا أنهار لها ومشاكلها محلولة باستقطاب البحوث العلمية لتحلية مياه البحر، أو جر جبال الجليد القطبية. ولا أرى ، أنه بحسن الجوار والحوار البنّاء، ما يمنع تسليف مصر حصص إضافية لبدء مشاريع أخرى للمياه، أو مساعدتها دول المنابع في إدارة مياهها لتقليل الضائع منها فتستفيد وتفيد. كذلك، وبحسن الجوار، يمكنها مساعدة تلك الدول باستدرار الأمطار لديها وشراءها مياهها منهم بأسعار زهيدة تفيد الجهتين (وأنا بصدد نشر بحثٍ في ذلك) أما حلول سيادتك، ويُعابُ بها أيضاً الإعلام المصري، فهي: العداء – التهديد بالحرب – الإصرار على مكاسب الإستعمار - العثماني أو الإنجليزي والذي هو غير موجود ليطالب، ومصر لا تمثل أيّاً منهما للمطالبة عن أيٍّ منهما، لأنها من مستعمراتهما، مثلها مثل السودان وبني شنقول. كما ونصوص الإتفاقية بعدم إقامة سدود في النهر، وكان المقصود بها نهر عطبرة (ولا أمانع في محاولة إدراج النيل الأزرق لأن الأمر سيان)، فالمقصود بذلك عدم حجب جريان المياه للدولة المتشاطئة، وليس التحكّم في الفيضان. والأجدى هو التنسيق وحسن الجوار، فليس هنالك أحمق من سوء الجوار (جار من جهنم) وحلول سيادتك: 1، و2، و3، هو استعداء، ولن تجد إلا استعداءاً بالمثل. وهذه الفتن لا تكسب خيراً غير عدم الإستقرار لكل الإقليم وحرب المحاور. 4 – لقد حاولت مصر ذلك ولم يعجبها الرد من أمريكا: وهو الحوار والصبر على الحوار 5 – كهرباء بديلة لإثيوبيا لن تحل مشكلة دول المنابع التي قامت كلها لحل مشاكلها بنفسها، ولا أؤيد النصح بغير ذلك 6 – مصر لا يحق لها عمل قوانين رادعة لنهر النيل، فالعالم كله أنهار ويسير بمنظومات عالمية سلمية. مصر عليها التحرك مثل كل الدول، لحل مشكلة مياه الشرب، ومشكلة الطاقة ومشكلة البيئة، وهنّ الجيل الجديد من المشاكل التي يتعاون فيها كل العالم، وليس بالإستعمار والإزدراء
|
|
|
|
|
|