الفاضل: محمد محمود.(5)4 أخطأ في حقي مرتين: مرة مباشرة ومرة غير مباشرة، حين أخطأ في حق نفسه عليه، وذلك صار له مساس بنفسي، من موقع إجلالي وتقديري للعلاقة الشخصية بيننا ومعرفتي بمكانته كشخصية عامة. أما ما نالني، فقد أخبرني الشاعر فضيلي جمّاع قبل سنوات، أنه حين تقدّم لنيل حق اللجوء السياسي في بريطانيا، ذهب إلى مكتب المنظمة السودانية لحقوق الإنسان في لندن، وأخبره محمد محمود أنه كتب رسالة تعضيد ومناصرة لفضيلي جماع، على الورق الرسمي للمنظمة ممهورأ بخاتمها وأرسله إلى وزارة الداخلية البريطانية. وأنه ذكر في رسالته إلى الوزير أن فضيلي جماع أكاديمي وأستاذ في الجامعة. وهذه مكرمة ومساهمة إنسانية منصفة يستحقها فضيلي بجدارة، ومؤازرة ذهبت إلى من يستحقها. وعندها سألتُ نفسي على الهواء: لماذا لم يكتب محمد محمود رسالة مؤازرة لشخصي على سبيل التراحم. هو يعرفني أكاديمياً أستاذا جامعيا وعضوا في المنظمة يحمل البطاقة رقم (1). السبب واضح وجلي، أن الممسكين بزمام الأمور في المنظمة هم وحدهم الذين يقررون من مـِن الناس يستحق أن يكتب عنه بيده محمد محود خريج جامعة أكسفورد قسم الإنجليزية.! ولم أكن أتوقع منهم إنصافا ولا شهامة القيام بتحقيق العدل. ولا بد من أن نذكر هنا أن محمد محمود كتب بيده رسائل مناصرة ودعم لمجموعة من السودانيين لايعرفهم، ومن بينهم سودانيات لا يعرفهن من قبل، حتى راجت حكاية الشابة التي تقول لصاحبتها: " خلي واحد اسمه محمد محمود في المنظمة يدنكل لك رسالة بالإنجليزي، تخلي " الهوم أوفيس" يمنحك اللجوء التام في نفس اليوم"! المفارقة أننني بدون دعم المنظمة ولا قلم محمد محمود نلت اللجوء من أول مرة كامل الدسم، ولكن محمد محمود الذي يستجير به ويلوذ بكنف قلمه البنون والبنات، تلقى ردأ برفض طلبه المقدم باسمه شخصياً لنيل اللجوء، يقال لأسباب إدارية وناله من بعد، ولكن المفارقة قائمة. الأمر الثاني: محمد محمود جدير بأن يحافظ على موقعه المستقل، ولا يتبنى إلا ما أقرته نفسه بحرية اختيار وقناعة. ولكنه دخل مجلس المنظمة نائباً لرئيسها. وهو يعلم أن جهة حزبية معينة تسيطر عليها باسم التجمع، وأن هذه الجهة لا تمثل سوى قلة متناصرة متآزرة من بين كل أعضاء الحزب الشيوعي. إعادة إنتاج التجربة السوفيتية، بسيطرة الأقلية على السلطة باسم الأب الروحي، وتغييب الغالبية التي تشبه الأيتام في مآدب اللئام. وقد شهد محمد محمود النزاع في الاجتماعات العامة وفي الصحف وبين الناس، ومع ذلك انحاز لمن تسببوا في موت المنظمة وجفاف مواردها. وهو بالتالي مسؤول مسؤولية أخلاقية عن مشايعته وتعاونه. الأمر الثالث هو أن محمد محمود يتحدّى المقدَّس، ويصدق عليه وصف: محطم أصنام، وكل ذلك حق مكفول له، ولكنه لا يقبل الرأي الآخر، فعندما تنادى نفر من المعارضة تحت شعار: إسقاط السلطة. تحدّثتُ باختصار عن أن العمل ضد حكومة البشير يعني الانتصار لإسلام السودانيين، بسمته الخاص ولونه الحضاري، إسلام التصوف، وأن المنتصر الأن هو إسلام أهل السودان على إسلام كيزان الترابي والإنقاذ. وأن منحى مثل منحى محمد محمود الذي يرفض المؤسسة كلها في هذا الوقت لا يجدي بل يلحق ضرراً بالمعارضة. بعد هذا الكلام تقابلنا مع محمد محمود في مناسبات عامة، بدون سلام ولا كلام. وذلك رد فعل على رأي! وكنتُ تيقنت من زمن أن علاقتي الشخصية به تأثرت بموقفي من كتلة المنظمة أو أنها أثرت عليه. بعد سنوات التقينا في عزاء وسلم علي مشكوراً سلام مجاملة! أتوقع أن ينشر محمد محمود اعتذاراً على تعاونه ومسايرته لتلك المجموعة، بما ارتكبت من أخطاء جمة في حق العمل العام وفي حق السودانيين، ولتعنتها في محاولة السيطرة على سودانيي بريطانيا وإيذائهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد محمد البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست