حتي في اوج ازمة البنزين وحتي في ايام غلق كرونا ظلت شوارع الخرطوم مكتظة بالسيارات والشوارع متهالكة لا تتناسب مع موديلات السيارات لذلك انا اقترحت من قبل ان يتم مضاعفة رسوم الترخيص حتي تؤهل الشوارع وحين تمت زيادة الوقود لاول مرة لم تنتهي الصفوف بل ربما زادت والناس تاخذ اقصي كمية ممكنة وتقف في الصفوف ليوم ويومين كان الناس يستغربون ارتفعت اسعار الوقود والمشهد كما هو صفوف طويلة علي جوانب الطرق عرقلت الحركة انا قلت حينئذ: يجب الاستمرار في زيادة الوقود حتي تنتهي الصفوف فالطلب الشديد علي السلعة يعني ان السلعة رخيصة لماذا خفف الناس من شراء اللحوم والبيض واللبن وحتي الدقيق لانها اصبحت فوق طاقة الناس ولكن عندما عملوا الوقود التجاري اصطفت العربات ايضا
اذكر انه في اول سنين استخراج البترول قال لنا احد استاذة الجامعات المخضرمين انه لا يتحرك بعربته الا مرة او مرتين في الشهر وذلك عند الخروج للنزهة هو والاولاد اما المشاوير اليومية فهو يركب طرحة لان التنقل بالعربة مكلف جدا
الآن حتي موظف الاستقبال يذهب ويعود من عمله بعربته اذكر انه في اول سنين الانقاذ ذكر المسؤولون انهم سيعملون علي استجلاب البصات ذات السعات الكبيرة لان الشوارع لا تحتمل والعربات الصغيرة تأخذ حيزا كبيرا من الشارع ولكنهم لم يعملوا بتلك السياسة لقد افتتن القوم بالعربات الكورية واليابانية واصبحت قيادة السيارات في الشوارع كأنها هواية ناهيك من البوبار والتفاخر اموال البترول كلها انفقت علي السيارات وبناء العمارات واصبح كل شخص يري ان من حقه ان يركب سيارة فارهة ويسكن عمارة التسابق في شراء السيارات لا يمكن وصفه الكيزان هم من ادخلوا هذا التسابق الغبي الآن حتي الحارات تشوهت ففي وسط الحارات الشعبية تجد العمارات قامت هنا وهناك المكيفات الاسبلت تمتد من كل الغرف والسيارات الفخمة (8 بستم) تحت هذه العمارات كل هؤلاء يريدون بنزين مدعوم وكهرباء مدعومة ولذلك انا اقترحت من قبل زيادة سعر الكهرباء كلما زاد الاستهلاك ويجب ان يستمر هذا لا يمكن ان تقطع الكهرباء من حارة شعبية كل استهلاكها لا يساوي استهلاك عمارتين او ثلاثة
اذكر اثنا ركوبي المواصلات ذات مرة وكانت حافلة متهالكة واخذ الناس "يطربقون" حتي يهوّنوا من ملل الحركة البطيئة في الشارع قال احدهم لجاره: -ياخي بتعرف اولاد فلان؟ كلهم مشوا كوريا وقعدوا هناك وبس قاعدين يرسّلوا في العربات عن طريق ليبيا - آآي آآي .. ناس كتيرين عملوا كده
ربما يقول قائل: ان رفع الدعم سيؤثر علي الطبقات الضعيفة فاقول: الشرائح الضعيفة في الولايات مزارعين ورعاة والسياسات القادمة ستجعلهم هم الشرائح القوية العائد من انتاجهم سيغطي التكلفة ومنهم من يعتمدون علي الله وعلي غيثه يأكلون مما تنبت اراضيهم ويشربون من حليب اغنامهم ولا يركبون المواصلات حتي في مدن الولايات الناس يربون الاغنام والدجاج اما الشرائح الضعيفة في الخرطوم فهؤلاء اصلا احوالهم بايظة بايظة انا انصح هؤلاء بالعودة الي ولاياتهم وحرفهم القديمة وقريبا ستجدون جامعة الخرطوم ومستشفي كير تاتيكم هناك في اماكنكم اما الخرطوم الحالية فلن تكون بعدكم كما هي وانا متأكد انه في القريب الآجل سيهجرها الناس كما هجروا سواكن من قبل سينعق في شوارعها البوم وستسكن عماراتها الخفافيش وربما تجد عمارة في كافوري لا يزيد ثمنها عن ثمن دولاب حديد محلي الصنع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة