لو -فقط- تتبع الشعب السوداني أخطاءه في اللغة العربية لكفاه ضحكا على نفسه. فمن المعروف أن الفم السوداني لا يجيد إخراج مخارج الحروف العربية. كانت هذه مشكلة عويصة أمام الإعلاميين السودانيين في مواجهة باقي الإعلاميين العرب وخاصة من لبنان وسوريا ودول المغرب العربي والعراق. إن أفصح شاعر عندنا عليه أن يكتب ويترك قراءة قصائده لغيره من العرب. وجداد حمدوك، يتجاهلون نواقص الإنسان السوداني ويحاولون تضخيم حمدوك بالبحث عن قصور حميدتي. فحمدوك حتى اليوم هو رئيس وزراء الإنتظار. لكن الإشكالية لا تكمن هنا، بل تكمن في الحالة النفسية التي يمر بها جداد حمدوك مع انهيار الدولة في ظل حكمه، فسواء نطق كلمة ترويكا صحيحة أم خاطئة فهذه ليست المسألة ففي النهاية هذه الكلمة اعجمية وقد قالت العرب (أعجمي فالعب به). إنما المشكلة أنه حتى انصار حمدوك لا يعرفون ان كلمة ترويكا اصلا كلمة روسية تعني العربة التي تقودها ثلاثة أحصنة، فهي قد تنطق بالراء المرققة أو المفخمة بل وقد تنطق كما في البلغارية تروجكا، باستبدال نطق الجيم بالكاف. فهذه ليست مسألة تعني الشيء الكثير. أتذكر كيف ساق جداد قحط الشعب الغلبان عندما استخدم حمدوك كلمة براغماتية وطاروا بها طيران الخليج مع الحشمة، وظلوا لثلاثة أسابيع يتعبدون بها في كل صلاة لأنها ستفتح مغارة علي بابا كجملة (أفتح يا سمسم). ولا زالت المغارة مقفولة حتى يومنا هذا وعلي بابا نفسه (طلع ماسورة). من الأشياء أيضا التي استخدمها جداد القحاطة مستغلاً جهل العوام، أنهم جاءوا بتسجيل لثلاث ثوانٍ للأصم وهو يتحدث باللغة الإنجليزية. مع أنهم تجاهلوا تسجيلاً لاكثر من ربع ساعة تحدثت فيه تراجي مصطفى بالإنجليزية ويتجاهلون خطاباتها أمام الكونجرس. لكن ثلاث ثوان للأصم خلقوا منه شكسبير السودان الموعود، وهم يقارنونه أيضا بكلام لأحد موظفي وزارة التربية والتعليم. (أنظر كيف يستخدمون التضليل عن طريق المقارنات الوهمية). هؤلاء الضلاليون أستمروا في سواقة شعب جائع للشعور بأنه مثل باقي شعوب العالم. (نحن عندنا ناس بتكلموا انجليزي). وهذا ذكرني بالوهمة التي قام بها أنصار الجاهل طه عثمان والتي كتبنا عنها في حينه. فعندما سافر طه إلى إحدى دول الخليج ورأى ترامب من بعيد هرول هرولة الحُجَّاج (وسقط فوق يد ترامب وصافحه)، وفي صباح اليوم التالي سخّر طه كل الصحفيين المرتزقة لجعله بطل (السلام)، السلام على ترامب وعلى آله. يظل الشعب السوداني سادراً في البلاهة، كما قال علي بلدو، قال أن الشعب يتجه نحو العوارة، وهذا حقيقي، إذا كان مستمراً في استخدام هذه الأساليب الاجتزائية في تبجيل أبطاله الورقيين، الذين لو قارنا أعظم دجاليه بأتعس شخص في أي دولة أخرى لذاب الدجال خجلاً. على هذا الشعب أن يراجع حقيقته اولاً، فحميدتي أو حمدوك لا يختلفان كثيراً عن بعضهما. إن كل منهما له سوءاته التي يخفيها عن الآخرين..(إذا ابتليتم فاستتروا).فاستتروا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة