عودة السودان إلى مربع الحرب وعدم الإستقرار، ستظل حلم بعيد المنال، يراود مخيلة الأشرار، أعداء الوطن والثورة. لذا نقول لأعداء الثورة تجدوها عند الغافل. كما يقول المثل السوداني: "تلقاها عند الغافل" بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ما عاد هناك أحداً غافلاً عن مخططات أعداء الثورة، سواء كانوا في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، أو في العاصمة الخرطوم. ذاكرة الشعب السوداني ما زالت حية وطرية، تحفظ عن ظهر قلب خباثات الكيزان وجرائمهم وسياساتهم طوال ثلاثة عقود مظلمة، أدخلت الوطن في غياهب الحرب الدينية والصراعات العرقية في ظل واقع كان بائساً وتعيساً، لكن الطاغية الضلالي عمر البشير، وحاشيته من الفاسدين والمنافقين كانوا مصرين على مواصلة عبثهم والبقاء في الحكم. لكن ثورة ديسمبر المجيدة، قصمت ظهر الظلم وتوجت نضالات الشعب السوداني خلال ثلاثة عقود حالكة أهلكت الإنسان والزرع والضرع بالنصر المبين، الذي جعل من السودان وثورته السلمية على كل لسان. ليس هذا فحسب، بل غيرت صورة السودان في أنظار العالم، بجانب أنها عمقت وعي الشعب بأبعاد الأزمة وتعقيداتها، في ظل الأطماع الإقليمية والدولية. كما شكلت صمام أمان للوطن والشعب من مخاطر العودة إلى ماضي القهر والإستبداد والحروب العبثية. سقوط النظام، هو أول مكاسب الثورة لكنه ليس آخرها، لأن الثورة مسيرة نضالية مستمرة هدفها تغيير الواقع وصياغة واقع افضل، يسمح بتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة والسلام والتقدم والرفاه. جدلية الثورة السودانية، بهذا الفهم تتجلى في أنها، إنطلقت من أجل إستعادة الكرامة الإنسانية، ومن ثم التأسيس عليها لترسيخ وعي جديد أساسه الحرية والتقدم الذي يكون الإنسان غايته ووسيلته، في إطار دولة القانون والمؤسسات القائمة على الحرية والكرامة الإنسانية، التي نراها غائبة، بل مستباحة في أغلب دول المنطقة .. فهنيئا للشعب السوداني الذي إنجز أعظم ثورة في العصر الحديث، ستبقى عصية على التطويع. الشعب أقوى والردة مستحيلة. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة