. يتداول بعض الأهلة خبر تأسيس نادي الزمالك المصري لشركة لكرة القدم، بعشم أن يقتدي الهلال بهذا النادي الكبير ويسعى أهله لإنشاء شركة مساهمة عامة.
. لا شك في أن الفكرة رائعة جداً والهلال كنادٍ رائد وصاحب جماهيرية كبيرة في البلد جدير بتنفيذها.
. َوإن تأسست مثل هذه الشركة فسوف تقينا شر الإعتماد على رجال المال كممولين وحيدين، وستغلق الباب أمام غطرسة بعضهم، وتوقف طرق الإدارة العشوائية.
. لكن يبقى السؤال الصعب هو: هل من قابلية لتطبيق مثل هذه الأفكار في بلدنا؟
. أشك تماماً في إمكانية ذلك لأسباب عديدة أولها طبيعتنا كشعب تعود أن يستند على ظهور الآخرين.
. فحتى على المستوى السياسي، وبالرغم من ثورتنا العظيمة التي فقدنا فيها أروع شباب البلد وأكثرهم جسارة، انتهى بنا الأمر بالتهليل والتطبيل لرجل وحيد هو رئيس الحكومة الدكتور حمدوك الذي أوشكنا أن نصنع منه ديكتاتوراً جديداً من فرط تغاضينا عن جوانب قصوره التي لا تحصى ولا تعد.
. وحمدوك نفسه بدلاً من توجيه جهوده للداخل، والإيمان الجاد بقدرة هذا الشعب على بناء وطنه، وتحفيز حكومته لذلك، واستغلال ثرواتنا المهولة نراه يتجه للخارج كل صباح (متوهماً) أن الآخرين سيعينونا على تجاوز أزماتنا الاقتصادية المستفحلة.
. وبالطبع لا يمكن أن يساعدنا الآخرون قبل أن نساعد أنفسنا.
. ذات الأمر ينطبق على جماهير الهلال والأندية الأخرى.
. فهذه الجماهير غير مؤمنة بقدرتها على إحداث التغيير.
. ولهذا ما أن يسمعوا برجل مال مرشح لرئاسة الهلال يعقدون عليه آمالاً عريضة، ويبدأون في التهليل له والنظر إليه بعين التبجيل والاحترام بوصفه مُنقذاً.
. نعول على كل من يملك المال، دون أن نسأل عن مدى ارتباطه بالهلال واهتمامه بشأن الكرة وسمو أخلاقه.
. فما يهمنا فقط أنه سيدفع، ولذلك لا أحد يهمه مصدر الأموال أو كيفية جمعها.
. ومرد ذلك إلى ضعف الثقة بالأنفس وقلة الإيمان بقوة الجماهير.
. وإن كنا ننظر للأمور بهذا الشكل، كيف نتوقع من جماهير لا تتحمس لنيل عضوية أنديتها أن تضغط بإتجاه تحويل أنديتها لشركات مساهمة عامة!!
. فمثل هذا الهدف لن يتحقق بالأمنيات بل يتطلب جهوداً مضينة وضغوطاً هائلة.
. فرجال المال غير حريصين على أن يصبح الهلال كياناً مستقلاً لا يحتاج لجيوب الأفراد.
. تحقيق مثل هذا الهدف يتعارض مع نزعة رجل المال السوداني الراغب دوماً في أن يكون تحت المجهر، وأن يستفيد من وضعه الاجتماعي كرئيس لنادٍ جماهيري كبير.
. ولو كانوا يحرصون على استقلالية أنديتنا لما تغول فرد على العلامة التجارية لنادي الهلال، بدلاً من أن تصبح مصدراً لمال وفير يستفيد منه النادي.
. وهناك العشرات وربما المئات من ماسحي الجوخ وحارقي البخور الذين يحرصون دائماً على وجود ممول فرد لكي يتكسبوا من ورائه.
. وكم من (مطبل) أثرى من وراء رجل أعمال ترأس الهلال لفترة ومضى لحال سبيله دون أن تتغير أوضاع النادي، فيما أسس البعض شركاتهم وأعمالهم التجارية الخاصة من وراء الهلال ومن يرأسونه.
. الملايين التي تؤازر الهلال تملك القدرة على فعل الكثير، لكن ليس قبل أن تؤمن هذه الجماهير بقدراتها، وتعقد العزم على أن تصبح جزءاً أصيلاً من المشهد، عوضاً عن الاكتفاء بدور المتفرجين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة