أزمة العقل السياسِي السُوداني .. بقلم:نضال عبدالوهاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2021, 12:20 PM

نضال عبدالوهاب
<aنضال عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 04-10-2019
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة العقل السياسِي السُوداني .. بقلم:نضال عبدالوهاب

    12:20 PM May, 10 2021

    سودانيز اون لاين
    نضال عبدالوهاب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    إنجاز ثورة بكل هذا الكم من التضحيات المُتراكمة مُنذ بداية عهد ديكتاتورية الإسلاميين وإنقلابهم في 1989 وحتي سقوط نظامهم في 2019 أمر لا يتكرر بسهولة ويُسر ..
    فلنجاح الثورات شروط مُحددة ..
    وهو الأمر الذي حدث في ثورة ديسمبر العظيمة رُغم الستار الأمني والعسكري الباطش الذي كان يُغلف النظام السابق ..
    ما هي شروط نجاح الثورات إذن :
    1/ توحد الشعب علي هدف التغيير وإسقاط الأنظمة
    2/ سلمية الثورة
    3/ وجود قيادة فاعلة لتنظيم حركة الشارع
    4/ الإستمرارية للحركة الثورية حتي الوصول للهدف بكافة أشكال العمل الثوري المُنظم
    5/ إنحياز المؤسسة العسكرية ( الجيش ) لمطالب الجماهير بتسليم السُلطة لهم ..
    و لعل من أهمّ شروط نجاح الثورة هو الشرط الأخير .. لأنه في حال عدم إنحياز الجيش للشارع ومطالبه لا يتم أي تغيير في إتجاه إسقاط الأنظمة المُستبدة والعسكرية .. لأن الحلول الأمنية وآلة القمع تقوم بتعطيل الخط الثوري .. حدث هذا في ثورة سبتمبر 2013 كمثال .. عدم إنحياز الجيش و تخاذل بعض القوي السياسية في دعم الثورة .. وعدم وجود قيادة فاعلة و عدم الإستمرارية .. برغم تحقق شرط السلمية و توحد الشعب لحد كبير لإسقاط النظام وقتها .. ففشلت وإستعادت السُلطة العسكرية الفاشية المُستبدة زمام الأمور لسنوات خمس بعدها حتي تحركت الثورة من جديد في ديسمبر 2018 ..
    نجحت ثورة ديسمبر لأنها إستكملت شروط نجاح التغيير في إسقاط الأنظمة ..
    فشروط توحد الشعب ، السلمية ، وجود قيادة فاعلة لحركة الشارع ، الإستمرارية ، ثم أخيراً إنحياز الجيش ..
    ماذا حدث بعد وصول ثورة ديسمبر لمرحلة الإنتقال علي الوجه الذي إرتضته كُل القوي السياسية والشارع بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية كمرحلة لازمة وفارقة من أجل البناء ومواصلة التغيير بأدوات جديدة يُفترض ومهام مُحددة حتي الوصول للمدنية الكاملة والديمقراطية ومرحلة الإنتخابات ؟؟ ..
    الذي حدث هو :
    1/ تنصل بعض القوي السياسية عن مطالب الثورة نفسها التي يجب إستكمالها
    2/ محاولة بعض القوي السياسية فرض قرارها وبرامجها الأيدولوجية علي بقية مكونات السُلطة الأنتقالية و لعب دور الحاكم الفعلي متناسية أنها جزء من تحالف له رؤية قد تختلف عنها و أن الذي يجمع الجميع هو الحد الأدني للمهام المتفق عليها وللأجندة الوطنية في هذه المرحلة الإنتقالية
    3/ عدم فهم الواقع السوداني الحالي وهشاشته إجتماعياً وأمنياً من قبل معظم الذين يتعاطون مع الشأن السياسي الحالي وينتظمون داخل المشهد ويتسيدونه
    4/ عدم القراءة الجيدة والواقعية أيضاً للمجتمع الأقليمي والدولي و إتجاهات موازين القوي في العالم حولنا التي تأتي أهميتها بوجوب التعامل مع هذا الواقع دون السقوط في عوامل الأيدولوجيا والمصالح الخاصة للكيانات والاشخاص ، والذي يجب أن يتعداها لمصالح السودان العُليا فقط ..
    5/ عدم النزول للأجندة الوطنية وغياب تفاهمات القوي السياسية وتشاكسها وصراعها المُستمر وتناحُرها خلق تسيد للقوي العسكرية المُستبدة وبقايا النظام السابق وحلفاء الثورة المُضادة والذين كانوا في أضعف أوضاعهم وقت التوقيع علي الوثيقة برغم وجودهم كشركاء للفترة الإنتقالية .. لكن توحد القوي السياسية وإتفاقها مع قوي الشارع كان هو الضامن الأساسي لإستمرار حالة التغيير وإستكمال مهام الثورة ..
    الذي أظهره واقع ما بعد نجاح الثورة هو عُمق أزمة العقل السياسِي السُوداني .. فالمكون العسكري وحلقاته الأمنية خارج حساباتنا نسبة لأنهم لا يمثلون العقل الذي نتحدث عنه في إدارة البلد والمُضي به في عمليتي التغيير والبناء ..
    فشل القوي السياسية هو نتيجة مُباشرة لحجم الأزمة في التفكير والتخطيط السياسي والعقل الذي يُحركها ..
    مُحاولات الرجوع بالبلاد للوراء وعدم المُحافظة علي مُكتسبات الثورة والمُحاولات المُستمرة لفرض الأجندة الحزبية والأيدولوجية لن تُقدم البلاد خطوة واحدة في إتجاه عمليتي التغيير والبناء وبالتالي الوصول للسلام والإستقرار والديمقراطية الحقيقية ونموذج الدولة الحديثة في وطن يُعاني من الحرب والإنقسام والتشظي و الفقر والجهل والمرض .. فُرصة الثورة فُرصة عظيمة صنعها جيل لا يؤمن في معظمه بالأيدولوجيا ولا ينتمي لأحزاب سياسية ولكنه عظيم الإرادة وكثيف الحُب للوطن ولا يؤمن بغير الرغبة في التغيير نحو الأفضل دائماً ويبذل من أجل ذلك كُل التضحيات ..
    من الإنصاف لهذا الشعب و أجيال الثورة أن تُعيد القوي السياسية حساباتها .. عملية البناء والتغيير تستلزم عقلية للأسف غير متوفرة في معظم من يديرون هذه القوي السياسية ومن هم في قيادتها .. العقل القديم الذي ينتج أفكار هذه الأحزاب والقوي السياسية ويُشكل خطها السياسي يجب أن تدركه الثورة أولاً والتغيير قبل أن يُفكر هو نفسه في إستمرار الثورة وصولاً للتغيير ! ..
    نضال عبدالوهاب ..
    10 مايو 2021 ..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de