بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي تعتبر منارة للشعوب، يجب أن تكون صورة السودان الجديد واضحة المعالم في عقولنا ومخيالاتنا. حتى نقدم لوفود دول العالم المشاركة في مؤتمر باريس لإعفاء السودان من الديون التي أرهقت كاهله وشلت حركته وحرمته الإستفادة من فرص الدعم والقروض، علينا أن نوضح للعالم في هذه الفعالية العالمية أن شمس الحرية قد بزغت في بلادنا بحق وحقيقة، وأن هناك نظاما جديداً يحتفي بالإنسان، ويوقر حقوقه المدنية على رأسها الحرية والعدالة الإجتماعية، لمحاربة كل مظاهر الدولة السالبة التي سلبت الشعب السوداني حقوقه الأساسية. السودان الجديد قائم على الحرية والمعرفة والإبداع في كل تفاصيل الحياة. سودان يتبنى ثقافة جديدة مغايرة تماما، ثقافة تستجيب لتطلعات الشعب الذي إنجز الثورة ومواكبة لروح العصر. ثقافة جديدة، قائمة على الإنفتاح وشغف العلم والمعرفة للإستفادة من تجارب الدول التي خرجت من كهوف الدكتاتورية والظلام، وحققت الأمن والإستقرار والتنمية ورسخت دعائم دولة القانون والمؤسسات. يجب أن نفهم العالم، لاسيما الدول المشاركة التي لها ديون على السودان أن إعفاء السودان من الديون سيساهم في خلق فرص أفضل للعالم وللشعب السوداني الذي أنجز ثورة عظيمة تحتاج لدعم ومساندة الدول التي تؤمن بقيم الحرية والإنفتاح لضمان إنتقال السودان من مربع الإستبداد والفساد، إلى مربع الحرية والنزاهة ونموذجاً لدول العالم التي ما زالت عالقة في الطريق، أن الحرية والإنفتاح على العالم، هي السبيل الوحيد لإكتساب العلم والمعرفة والخبرة بجانب ترسيخ قيم النزاهة والشفافية في التعاملات اليومية سواء مع العالم الخارجي أو مع الشعب في الداخل. السودان الجديد مسؤولية كل أبنائه وبناته، ليرفدوا بلادهم بخبراتهم التي إكتسبوها من تجاربهم في شتى ميادين الحياة، حتى يساهم الجميع كلا من موقعه في نجاح الفترة الإنتقالية لنجعل من بلادنا صورة مشرقة في النضال والكفاح والبناء، ووجهة آمنة وواعدة لكل رجال الأعمال والخبراء والعلماء والمبدعين والأحرار والشرفاء. السودان الجديد الذي يستثمر في العلم والحكمة والمعرفة، وقيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والعنصرية والطائفية والجهوية لإنجاز التنمية البشرية والتطور الصناعي لتعميق ثقافة مجتمع الدولة السودانية الحديثة الحاضنة لكل أبناءها وبناتها. يجب أن توصل الرسالة لكل وفود الدول المشاركة في مؤتمر باريس بخطاب جديد، خطاب يستخدم لغة العصر بكل مطعياته الحديثة حتى نقنع العالم أن نهضة المارد العملاق، فيها فائدة كبيرة للجميع، ستسد فجوة الغذاء العالمي، بجانب إنها ستحد من الهجرة إلى أوروبا هربا من جحيم المعاناة وإنعدام فرص الحياة في دول العالم الثالث لاسيما ماما افريكا. السودان أمام فرصة عظيمة بعد ثورة ديسمبر المجيدة ليقدم نفسه للعالم بصورة أفضل كي يساعده على الخروج من مستنقع الحروب والتشظي وواقع العتمة التي رافقتنا لأكثر من ستة عقود.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة