بتاريخ ٢٧ أبريل المنصرم فُجعت البلاد بذهاب 130شاب سوداني طعاما للأسماك غرقا في البحر الأبيض المتوسط في تكرارمستمر لحرائم تجار البشر من بعض ضعاف النفوس من دول تدعي بانها شقيقة وإن دينها الإسلام وبعض مواطنيها ابعد من ذلك في الحقيقة. مات هؤلاء الشباب وهم في مقتبل أعمارهم جازفوا وخاطروا بحياتهم هربا من الظلم والإهمال الواقع عليهم من بلاد ما فتئت ترزح في الفقر وانعدام فرص العمل منذ الاستقلال بسبب حكومات معاقبة فاسدة وفاشلة سواء كانت مدنية أو عسكرية. يئس هؤلاء الشباب من صلاح البلاد حيث يتم تدوير نفايات السياسيين والعسكر الفاسدين في الحكومات رغم تضحية الكثير من الشباب بانفسهم للاطاحة بهذه الحكومات الفاشلة والباطشة في ثورات عظيمة شهد لها العالم اجمع فقط لتنتكس كل حكومة يفترض بانها ثورية جاءت لتنقذ البلاد. ابتلع البحر العريض أجساد هؤلاء الغر الميامين وفاضت أرواحهم غرقا ولم تابه بهم الحكومة الانتقالية التي جاءت على اشلائهم ودمائهم ولم يفتح الله لمسؤول أو لا مسؤول في الحقيقة منهم ليترحم عليهم ويبدي شيئا من الحزن والاسي على فقدانهم. حتى الفضائيات الحكومية والخاصة واصلت برامجها الغنائية والرتيبة ومذيعاتها يتسابقن في إظهار اخر عروض ازيائهن وتبرجهن وكان الذين غرقوا هم قطيع من الاغنام أو صناديق بضائع ضاعت في البحر. بلاد لا تهتم حكوماتها واعلامها لمواطنيها ولا تتداعي مع اتراحههم تداعي الجسد لأي طرف مصاب منه بالسهر والحمى هي بلاد ستظل تصارع أمواج التخلف الي أن تغرق في بحرها المتلاطم. أللهم ارحم غرقي البحر المتوسط وتقبلهم شهداء وأخلف لاهلهم بخير منهم وانتقم من كل تاجر بشر قذف بهم في البحر طمعا في عرض زائل من عروض الدنيا.
د محمد علي طه الكوستاوي ام درمان
العنوان
الكاتب
Date
غرق المئات من الشباب السودانيين في البحر وحكومة الانتقالي واعلامها وكأن الأمر لا يعنيهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة