وكحل عينيها الرماد منذ سنوات وهي غارقة في بحر من الدماء والخراب أضحت أسيرة في قبضة الغزاة وقطاع الطرق بغداد التي فتحت عينيها على المأساة وخرجت من وسط العتمة عبرت فوق الجرح وإجتازت المسافات فأتاها الأحرار والشرفاء والشعراء من كل فجاج الأرض أتاها محمود درويش ويوسف إدريس ونزار قباني والفتيوري وسعاد الصباح يتعانقهم عبدالرزاق عبد الواحد كم كانت بغداد أنيقة وجسورة تحمي حدودها بالدماء وتغسل شوارعها بالماء ماء دجلة والفرات وتكحل عينيها بالشعر والندى والشعاع وتفك ريقها بأغنيات فيروز في الصباح بغداد كانت كالشمس تشق طريقها فوق سعف نخيل العراق كانت تصحو على مفردات النضال رسمت لنا لوحة غيرت في دواخلنا معنى الحياة وفتحت نوافذ الروح الموصدة أمام الأطفال والأحلام والجداول والسنابل والريح والشمس فصارت غيماً ومطراً وحلماً أيقظ فينا وميض ضوء القمر الذي إفتقدناه. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست