|
Re: سلسلة خوازيق البلد (1 من 4): ترحيب بـ (البطل) (Re: مازن سخاروف)
|
<5> كتشنر رجل المستحيل: أكاذيب إنجليزية ناعمة على أرض تاسيتي
Quote: (8) هذه الليلة أتبتل للنار وأردد اسم "أهورا مزدة" كتعويذة خاصة, تضمن حرق كل ما يربطني بكضبونيا. لنجعلها ليلة خاصة بقربان التفاصيل الصغيرة, وأكاذيب ناعمة, نتجمل بها, حبيبتي قبل أن نهرب من هنا إلى جزائر بعيدة لا يأتي إليها السجانون ولا أرواح الشهداء.
|
كتشنر الذي قدموه في كتب التاريخ هو شخصية وهمية من صنع الذين يحبكون الأساطير لتسلية من بهم "تطرف الرغبة" في التصديق. مثل هيكل الذي يكتب للأميين في مصر. وأزهري الذي يبلغ درجة متفردة من الإنتهازية حين ينشر إنابة عن الإنجليز بالعربية قائلا:
Quote: "وقد يكون الدستور مسطورا أو غير مسطور, وفي كلتا الحالتين يجب حمايته من العبث" (9).
|
لم يـُتحف أزهري قراءه بإضافة تشرح أي "لبس محتمل" في تأويل عبارته السابقة. إن أزهري حتى وهو شيخ "المسطولين ثقافيا" لم يكن ليمتلك الشجاعة الأدبية ليبرئ ضمير الراعي من قيادة القطيع نحو المذبح. لم يجرؤ "أبو الزهور" أن يضيف قائلا رفقا بعقل قارئه: "أيها السادة, وقد يكون الدستور مسطورا أو غير مسطور, وفي كلتا الحالتين يجب حمايته من العبث, خاصة (بالمناسبة يا جماعة) إن كان الدستور غير المكتوب يتعلق بأمنا الكبيرة, إنجلترا. فليس لبريطانيا دستور مكتوب. وقد حذرتكم وإني لكم لمن الناصحين".
لم يعتقد رجل امتهن التدريس لفترة من حياته أن شرح المسائل المحرجة المتعلقة بواقع الديمقراطية المخزي في بريطانيا أمر يستحق كل هذا العناء.
وهذا الإهمال الذي يكتفي بترك المسكوت عنه في أدب الفراغات الصغيرة عند حيران أزهري, يرتقي إلى مقام المزوّق والمحشي والملوي عنقه لسد االفراغات الأكبر عند مريدي كتشنر. فنحن لا نتحدث فقط عن كتشنر البربري الذي يعطي أوامر لقتل الجرحى, بل هو من جبنه وخسته يعطي أوامر قتل الجرحى والأسرى "شفاهة" ليخلي نفسه من المسؤولية. هذا مثبت في محاضر التحري الأطول نـَفـَسا, ليس في كرري فقط مع جنود سود, بل مع جنود بيض مثله في جغرافيات أخر للقهر والظلامية.
------------ (8) "كضبونيا, ستظل في ذاكرتي إلى الأبد", مازن سخاروف, نشرت بموقع sudan.net used to be (9) إسماعيل الأزهري, "الطريق إلى البرلمان", دار الثقافة, بيروت ص. 13. نعد القارئ بجرد بقية المراجع حنن نصل موضع "كتشنر وعقدة الخليفة".
|
|
|
|
|
|