|
Re: سلسلة خوازيق البلد (1 من 4): ترحيب بـ (البطل) (Re: مازن سخاروف)
|
(3)
فأقبل بعضهم على بعض يتلامون: جلدة كتشنر وخرخرة الإنجليز
طبعا جلدة كتشنر الأولى فصل من فصول فشل إنجليزي كبير يروي قصة "سكلبة الغلب" أو دراما الهزيمة . فقد تبارى الإنجليز في "الخرخرة" والتنصل من مسؤولية الجلدة التي انتهت بموت غردون وإخلاء الإنجليز للسودان في مايو 1885 (1). وفي ذلك لنا عودة. موقعة أبو كلي (أو عندنا أبو طليح) حدثت صباح يوم 17 يناير 1885 وتم فيها كسر المربع الإنجليزي (ليست للمرة الأولى بعد أن أصبح الجيش البريطاني متعوييييدة) وقتل أكثر من سبعين من عسكر "حملة إنقاذ غردون" ما بين جندي وضابط.. ومثلهم جرحى. الموقعة حصلت بين أحد جيشي الحملة, "فيلق الصحراء" وأبطال المهدية قبل فتح الخرطوم ببتسعة أيام.
بعدها بيومين في 19 يناير حدثت مواجهة عسكرية أخرى في أبو كرو حيث قـُتل قائد الحملة ستيورت وتم إزاحة ربع أفراد الحملة, 250 من أصل ألف وفوق ذلك بقليل (2) ما بين قتيل وجريح. إذن الحملة مثلما قلنا "دقوها دق العيش".
كتشنر خايب الرجا في ذلك الوقت كان كتشنر "المخوزق" عاملا في استخبارات الجيش الإنجليزي ومسؤولا عن الإتصال مع غردون (3). سنشرح لماذا "مخوزق" بعد قليل .
الوثائق التاريخية تطلعنا أن غردون كان في الفترة الأخيرة من حصار جنود الثورة المهدية للخرطوم ما يطلق عليه بالرندوق "مسحلب", أي في طريقه إلى أن يكون "جن وفقد المحنة" وفي تلك الوثائق نقرأ أن حالة غردون النفسية لسان حالها يجسده بيت الشاعر, "أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا, ليوم كريهة وسداد ثغر". ففيها كان غردون يتقلب بين نقيضين: تارة بين التشجع وإيهام نفسه بأنه "قدها وقدود" على قول المصاروة, أو تملكه العناد وأوهم نفسه بأنه, سواء تم "إنقاذه" أم لا فسيحارب حتى آخر نفس (يمكن القول أيضا "عامل فيها ضكر ضبان")؛ وتارة أخرى عندما يغلبه الخوف والجزع فيبدأ في لوم حكومته. ونقرأ في مدونته الأخيرة:
"منغنغين قروش لكن ما بترسلوا لي معلومات". غردون (4)
المدونة وهي آخر ما خطه غردون في ذاكرة التاريخ كانت بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر لعا م 1884, أي قبل فتح الخرطوم بأكثر من أربعين يوم مما تعدون. نحن هنا أمام رجل يجزع كالنساء وقد قتله الخوف قبل أن يقتله أنصار المهدية. ولنا الآن أن نذكــّر أنفسنا, ومسؤولية إرسال المعلومات لغردون كانت مسؤولية مين؟ كتشنر خايب الرجا طبعا.
(عدل بواسطة مازن سخاروف on 04-17-2021, 08:10 PM)
|
|
|
|
|
|