|
سلسلة خوازيق البلد (1 من 4): ترحيب بـ (البطل) كتشنر "قدس الله سره"
|
09:11 PM April, 08 2021 سودانيز اون لاين مازن سخاروف-UK مكتبتى رابط مختصر
الإهداء:
إلى وليدات الإنجليز في الضواحي وطرف المداين*.
(1)
قبل سنوات في منتدى سودان دوت نت الذي أعلن موته الأسفيري متزامنا مع تعميد الرئيس الأمريكي الجديد جو بن بايدن, كان الفقير إلى الله معنيا بمسؤولية الكتابة عن سيرة المهدية. طبعا برؤية مختلفة عن رؤية الإنجليز ومن تبعهم بإخلاص في السودان إلى يوم الدين. واجهني أحد هؤلاء ذات مساء في إحد رواقات المنتدى حيث تضطرب وتصطدم جهود لوحات المفاتيح كل ليلة. لوحات للتخفي لا يدل على أصحابها سوى مزاعم ومزاعم مضادة. متاهة لفنون لعبة تحمل كل سمات وفظاعات الحرب لكن دون طعن الفرسان ودمار الصواريخ.
إنبرى "غريمي" ليقول: إنت داير تقارن بين الخليفة التعايشي وكتشنر؟ داير تقارن الجبان "العرّد" وساب النسوان, الله لا كسبو ولا كسب يومو.
الأسافير لعبة أخيلة. مثل مبارة الشعراء والخطباء قديما في سوق عكاظ, قبل أن "يستعير" الإنجليز الفكرة من بحر معاناة رؤوسهم الطائرة في ميدان الإعدام بـماربل آرش .Marble Arch
ميدان للبلاغة (بلاغة الأسماء المستعارة) يكافئ الأكثر استعدادا. يُنعِم على من يُعد خياله أفضل من غيره لمناورة انيقة مثل فارس يحارب بسيفه قطرات المطر فلا تسقطن على رأسه المكشوف. الإستعراض مقصود لتشتيت الشحنة الإنفعالية للخصم قبل النزال الفعلي فُيترك صريعا مضرجا بدماء هزيمته. مثل شاعر يخز شاعرا بأبيات تؤلمه ولكن تثير حفيظته فيتخلى عن حذره وتركيزه في حقل ألغام الشعر. يدور الغريمان والنتيجة محسومة في جفن الردى وهو نائم, قبل أن يجهز أشعرهما على خصمه بآخر بيت في القصيدة. تخيلت الغريم المبهور وراء شاشته, مثلما يتخيلني وراء مثلها. تخيلت رجلا في مهمة رسمية, مثل "نائب في الأرياف". وهذه المهمة بإسم كتشنر وكل النشامى (كما يظن) من جنود الإمبراطورية التي أزاحت الخليفة عن طريق مطامح أجنة البرجوازية الصغيرة. سقف المطامح توكيل لإدارة البلاد بإسم بلاط سينت جايمس. كل هذا العناء لأجل توكيل. ما أرخص البيع فيك يا وطني.
تخيلت البعد النفسي "للباشبوزق" و هو متبتل في محراب الإنجليز كخادم نموذجي وأمين للمصالح الإستعمارية. قرة عين للخواجة في البيئة المحلية: يده التي يضرب بها وأذنه التي يسمع بها ولا فخر. المنافسة على التوكيل ضارية. فصاحب "العمارة" متعجرف متقلب الأهواء. وقد يبدل "الخفراء" في لحظة. كل تلك الأخيلة تتدافع في لحظة كما نسميه في علم الموائع بالدفق المضطرب: لا يترك "الغفير" الباشبوزقي شاردة ولا واردة دون أن يدونها في "يوميات خازوق وطني" في بلد المليون من الأميال المربعة يرضي بها سيده. لقد جاء لهذه الدنيا لأجل هدف واحد: لكي يخدم البطل الأجنبي وحده لا شريك له. لينادي في الناس أن هذا سودانكم بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. وليمسكوا بها من قرنيها فيقوم هو بحلبها خالصة للبطل. "حباب شيخي كتشنر الصعب المتكل بالشعب. البَحَد رقد, الشافوه خلوه. الباسو الحمّوه بلباسو"
صلاة الباشبوزق متعني برؤياك, سيدي. مبارك طلعك "يا الهليت فرحت قلوبنا". رأفة بعبدك المتسلق أسوار رضاك العالية. المحطم عند عتبة شيطانك القدسي (بنك المص المركزي لدماء الشعوب),. رحماك, مولاي كتشنر ورفقا بعبدك. فهو لا يطلب سوى ما يقربه إلى الإله الإنجليزي زلفى.
------------- إعلان مجاني لكتابنا القادم بإسم "خوازيق البلد: الوجه الآخر لمحمد أحمد محجوب وكتيبة "الوليد العاق"
|
|
|
|
|
|