ان اكتب فى الثورة على ان اكتب عن الامال والاهداف التى تحققت ولم تتحقق وان اكتب عن المجهودات التى بذلت فى سبيل العبور لبحر الازمات الى ضفاف الواقع الذى نبداء البناء على ارضه وان نشير الى التوافق الذى يجمع الناس فى اهماف الثورة الكبرى حرية سلام وعدالة وان نلمس مواضع اختلافاتهم واسباب صراعاتهم الفكرية والمذهبية وان نشير الى اكبر تحدياتنا الاجتماعية بعودتنا وتوريطنا بعهد الانقاذ بالارتداد الى تنظيم القبيلة والعروبة والزنوجة وان نتحدث عن التطور فى علاقاتنا الخارجية وتواصلنا مع المجتمع الدولى واحترامنا وحقوقنا داخل المنظمات الاممية وفعاليتنا وعن رؤيتنا للمستقبل واستراتيجياتنا المتخصصة فى حل مشاكلنا فى كل مجال وعن اهدافنا. ان تكتب عن الثورة معناه ان تذكر ما قبلها من ظلم وضيم وامتهان لكرامة الانسان وحقوقه وقيمته كانسان وان تتحدث عن الفساد وسوء الاخلاق وعن دولة الظلم وصناعة الكراهية والامتيازات المحتكرة لمافيات عاشت فسادا فى ساحات الوطن ورهنت ثرواته وموارده واضاعتها وقد تمتعت بها زمرة من السلطان واقاربه واتباعه ومطبليه. ان نتحدث عن الثورة معناه ان نكتب وان نتكلم عن مئات الالاف من القتلى والجرحى بفعل الحروب الاعلية والقمع والترحيل القسرى عن ارضيهم وقراهم والذين ضاقت بهم ارض الوطن بعد استيقظوا ذات صباح ووجدوا انفسهم بلاوظائف وبلاحقوق خدمة وبلاقضاء يحكم بعدالة مطالبهم فضاقت عليهم الارض بمارحبت فهاجروا مرغمين وتشردوا بكل بقاع العالم من اقصاه الى اقصاه اختيارا لغربة ابدية واوطان جديدة مرغمين فى بداية سفرهم وارتحالهم وبعضهم قد استعان ببيع كلاه لتسنده مبالغها بالارتحال الى اقاصى لم يكونوا يفكروا بها يوما واوطان قصدوها واخرى انقطع بهم الحال فتمركزوا فيها واخذتهم عجلة الحياة واصبح الوطن لديهم زكريات رهابيه كانها مشاهد من خلفيات زجاج مبلول بمياه مرارة الازمان والديكتاتورية والجبروت وقضوا جل اعمارهم ولم تعد لعودتهم قيمة فلا اعمال يبدوا بها ولا اناس يعرفون وقد فقدوا كبارهم وتفرق اصحابهم وجيرانهم وعودتهم اصبحت تعنى غربة بارض الوطن وبقايهم يعنى انقطاع تاريخهم للابد فى خيار واختيار قسرى ولدته دولة الظلم والبؤس المقيم وان تتحدث عن الثورة معناه ان تتحدث عن المستقبل وعن خطوات الحاضر لبلوغه وعن ابناء الثابت الذى يؤدى اليه وعن القيم التى يجب ان تسود الناس لبلوغه وعن التضحيات المقدمة كقرابين لبلوغه وعن الاعمال الفنية والاشعار والغناء وعن المسرحيات التى تبشر به وعن دولة المؤسسات التى تبنى لتحقيقة وعن الديمقراطية الى تعبد طريقا اليه وعن الحريات واسهامها فى اعادة الثقة بالذات للانسانية وعن معاهد ومؤسسات البخث العلمى التى ستصنع افكار المستقبل وعن طفولة تعد لتلعب دور الشباب وعن شباب يعدوا ليلعبوا دور الكبار وعن اسهامات دولية واقليمية وعن خير نقدمه للعالم اجمع. وعلينا الادراك باننا بالثورة سبقنا غيرنا وابدعنا وسجلنا سبقا بين الامم يسجل باسمنا مكررين ما انجزناه سابقا بثورتين خلال قرن واحد ولكن ماساتنا تجلت فى ضياعهم بذات ايدينا وتفريطنا ونامل ان لاتكون ثورتنا الثالثة مماثلة لسابقاتها فى الحظ بالسقوط والتراجع السريع ونعرف بعدها باننا شعب يصنع الانتصارات الكبرى ولايجيد الحفاظ عليها لانه لايجيد حمايتها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهيل احمد الارباب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست