احلامنا باستعادة المؤسسة العامة للمواصلات السلكية و اللاسلكية مقرونة بتنفيذ شبكات زجاجية بسعات و مواصفات عالية الجودة. المواصفات التي اتحدث عنها تعتمد على امتلاك بنية تحتية بمواصفات هندسية عالية يشارك فيها مهندسو الهندسة المدنية ، متخصصوا تصاميم الرسم الهندسي و المعلومات الجغرافية بالتنسيق التام مع مهندسي الشبكة و جهات ذات الصلة ممن يملكون مسارات مدفونة في باطن الأرض. انتهى الجيل الثالث (للموبايل) و ارتقي العالم للجيل الرابع ثم الخامس،. و رغم ذلك ما زالت مناطق كثيرة في السودان ترزخ تحت منظومة الجيل الثالث و ربما الثاني. المعروف ان سرعة النت في الجيل الرابع اسرع بمعدلات كبيرة عن الجيل الثالث. و هنا نطرح السؤال هل شعرت بسرعة مقنعة للجيل الرابع هنا في السودان؟ (بالطبع لن نسأل عن الجيل الخامس لان شركاتنا ما زالت تفتخر و تحتفل بالرابع و لم اسمع أحدها ذكرته) اعتقد الاجابة:- لا لان توزيع هوائيات البث (BTS. Base tranciever Station ) ما زال ضعيفا لا يتناسب مع الكثافة السكانية في معظم المناطق و ربما تضاف إليها ضالة كفاءة الأجهزة المستخدمة. و كذلك عدم الاعتماد على الربط ما بين محطات البث علي شبكات الكوابل الزجاجية. و شبكات الألياف زاتها تعاني لدى بعض الشركات من سوء التنفيذ. و للأسف سوء سلوكيات المواطن السوداني في الآونة الأخيرة من سرقة اغطية المانهولات الحديدية فاقم من مشاكل الشبكة. اغطية المانهولات المفتوحة تساعد في الأعطال و قفل و تصلب المسارات داخل مواسير الشبكة. كما أن الاعتماد الكلى على أنظمة الربط عبر الهوائيات لا توفر الحزم المطلوبة بكفاءة مقنعة بالإضافة إلى انها غير آمنة و قابلة للتصنت. اعتقد هناك شركات اتصال تعاني من عدم المواظبة في حفظ معلومات الشبكة، لذا من المفترض أن تكون المؤسسة الحكومية ذات رؤى متطورة في عمليات التخطيط الذي يعتمد على تنبؤات المستقبل ( Forecast Planning) وحفظ معلومات الشبكة اولا بأول. و اتوقع ان تعتمد المؤسسة تبني تغذية المباني بتمديد الالياف الضوئية داخلها و التشجيع على استخدام ( WI FI). و يجب أن تعتمد المؤسسة رسالتها حول ربط المدارس و الجامعات بانترنت عالي الجودة لتوفير فرص التعليم من على البعد بتبني عمل مؤسسي يعتمد على الربحية في فاصل زمني طويل خاصة بعد أن استقر سعر صرف الجنيه. و للاستدلال على رداءة الشبكات الموجودة حاليا يكفيك ان تذهب لقضاء معاملة حكومية من ترخيص مركبة او استخراج أوراق ثبوتية و اذا سألت عن سبب تأخر المعاملة، تكون الإجابة المحفوظة (الشبكة طاشة ). و للدلالة اكثر على فشل شركات الاتصالات و حرمان المشترك منالاستفادة من مزايا الاجهزة الذكية التي ينتقيها، اذهب للريف او الأقاليم لتكتشف ان بعض الشبكات ما زالت في الجيل الثاني و لا تسعفك من تصفح رسالة نصية دعك من تصفح صورة أو فديو (من العبث ان نتحدث عن رفع فديو، video uploading ) ، بل ان خدمات الاتصال و المكالمات تتوقف مساءً في بعض القرى لان محطات (BTS)تعتمد في التشغيل على الطاقة الشمسية وتخلو محطات كثيرة من بطاريات قادرة على التشغيل في طول فترة المساء. و كل هذا التقصير يعتبر من التجاوزات التي تبيح سحب رخصة المشغِل. و أيضا لا ننسى افتقار الطرق القومية من التغطية الشاملة لشبكات الجوال مما يجعل حدوث الحوادث في تلك المناطق التي تقع خارج التغطية أمرا كارثيا و لذا اعتقد ان المؤسسة المستعادة لها الكثير من مهام الربط و التوصيل و الاضافة النوعية. المؤسسة العائدة تحتاج ان تعتمد التخطيط الاستراتيجي كعامل اساسي للتنمية وكذلك عليها ان تتبني التطبيقات التي تساعد المواطن في قضاء المعاملات المختلفة إلكترونيا و لا تنجح مثل هذه التطبيقات الا في وجود شبكة فعّالة. و كذلك يجب على المؤسسة ان تتبنى مشروع تأهيل الخريجين الشباب للاستفادة من التدريبات التي توفرها جهات كثيرة مثل (ITU) و(ICT). و لابد من الاتصال بالجهات التي كانت تدعمنا سابقا فنيا و ماليا مثل ديتكون سيمينز، ميتسوبيشي، سوميتومو و جايكا و السوق الأوربية المشتركة. يمكن أن تحقق المؤسسة ارباحا كبيرة من خلال إيجار شبكاتها العريضة التي يجب ان تتبناها. في ظروف حتمية دخول المؤسسة سوق الاتصالات وسط وجود منافسين سبقوها من القطاع الخاص تكون فرص النجاح مكفولة بتفهم ضرورة الاستعداد الجيد للمنافسة و إثبات وجودها من خلال التخطيط َ و التنفيذ الجيدين و تبني الربحية المعقولة. توفير شبكة إنترنت قوي في البلاد لابد أن يجد السند من الأجهزة الرقابية التي تعتقد أن ازدياد سرعات الانترنت تضر بالامن القومي. ما يضر بالبلاد هو عدم شفافية المؤسسات الحكومية و انتشار الفساد و ليس نشر معلومة الفساد في الميديا. و للدلالة على صدق كلامي هو مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية السودان بتطبيق الشفافية. الاتصال. اعتقد جازما ان سياسة رفع قيمة الاشتراك المتكرر في باقات النت لكل الشركات، نابعة أيضا من هدف تحجيم العدد القادر على التواصل بالإنترنت و تقع هذه الزيادات على عنصر الشباب من الطلبة و الكنداكات الذين صنعوا الثورة و هي نفس السياسة الامنية لنظام المخلوع. توفر إنترنت قوي يمكن أن يغير طريقة التدريس في المدارس و الجامعات و كافة انوع التسوق، و دفع الفواتير و سيكون له مردود إيجابي في تقليل استخدام الطريق و بالتالي توفير قدر اكبر من السلامة و التوفير. اختم مقالي بمناشدة السيد دكتور حمدوك دولة رئيس الوزراء بإصدار قرار تاريخي لعودة المؤسسة العامة للمواصلات السلكية و اللا سلكية فورا كما اوصت بها الورشة إلتي نظمتها لجنة اعادة المفصولين بتاريخ ١٨ مارس ٢٠٢١ الماضي و نشكر دولة الرئيس الذي تكرم بايفاد السيد خالد عمر وزير شئون الرئاسة لحضور الورشة )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
َعلي عبد الحليم محجوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست