الكراكيب والمراكيب كالعادة سوف يخذلون الناس عند اللفة !!
الكثيرون من أجيال اليوم يتوهمون ويبنون تلك الآمال العريضة ،، كما يتوهمون تلك الحياة الهانئة الرغدة في ظلال تلك ( الديمقراطية السودانية ) المزعومة ،، وبالنسبة لأهل التجارب في الماضي فهي تلك الديمقراطية التي تعني قمة البهدلة والمهزلة في جوهرها وحقيقتها ،، وأوهام الديمقراطية الزائفة ترثها الأجيال السودانية تلو الأجيال بالفطرة لسنوات طويلة منذ استقلال البلاد ،، والمحصلة كل المرات هي تلك الخيبة والخيابة التي تعادل في مذاقها مذاق العلقم والحنظل ،، وذلك المواطن السوداني الذي يمر بتجربة ( الديمقراطية السودانية ) لمرة واحدة في حياته يمقت ويكره تلك السيرة طوال الحياة ،، وذلك حين يكتشف أن تلك الديمقراطية السودانية المزعومة مجرد زيف من الأوهام التي تهلك الحرث والنسل ،، وعليه فإن أهل الماضي ترجف أوصالهم حين ترد سيرة الديمقراطية في الألسن !!,, بينما أن تلك الأجيال الجديدة التي لم تواكب تجارب الديمقراطية بالسودان في الماضي يتوهمون ويحلمون كثيراَ بتلك ( الخزعبلات ) الفارغة ،، فهؤلاء البسطاء الأبرياء يرون الخلاص والهناء والرفاهية في ظلال تلك الديمقراطية المزعومة ،، ويجهلون كلياَ أن ديمقراطية ( أهل السودان ) تغاير كلياَ تلك الديمقراطيات المعروفة في أرجاء العالم ،، وهي تلك الديمقراطيات في العالم التي تبني البلاد وتتقدم بشعوبها نحو الرفاهية والهناء ،، أما ديمقراطية ( أهل السودان ) فتعني قمة الفوضى كما تعني قمة الإفلات والانفلات ،، وفي ظلال تلك التجارب السابقة للديمقراطية بدولة السودان كان الشعب السوداني يواكب أبشع ألوان الحياة ،، كما أن البلاد كانت تتراجع وتنهار بوتيرة سريعة وجنونية للغاية ,, وفي نهايات المطاف تكنى دولة السودان ( برجل أفريقيا المريض ) .
تلك هي الصورة القديمة للديمقراطية الراسخة في أذهان الأجيال القديمة من أبناء السودان ،، وهؤلاء أهل الماضي لا يتوقعون إطلاقاَ أن تلك الأحوال والممارسات ( البليدة العقيمة الكالحة ) التي تمارس تحت فرية ( الديمقراطية السودانية ) سوف تتبدل وتتحسن في ظلال تجربة جديدة لتلك الديمقراطية المزعومة ،، وذلك لأن الأجيال القديمة تعرف جيداَ أسرار الأحوال بالبلاد ،، كما تعرف جيداَ متانة ونتانة الطبائع في هؤلاء أهل الشأن ،، وكذلك فإن تلك الوجوه هي نفس الوجوه ،، وأن تلك المفاهيم هي نفس المفاهيم ،، وأن تلك المعتقدات هي نفس المعتقدات ،، وأن تلك التبعية هي نفس التبعية ،، ولأن ذلك الإنسان السوداني لم يتبدل ولم يتقدم قيد أنملة نحو التحضر والتسامي في العقليات والأذهان ،، ولم يرتقي لتلك المفاهيم العصرية ،، والعقلاء من الناس يدركون جيداَ أن الأمور سوف تجري بنفس الوتيرة والمنوال ،، حيث عند الجد والمحك سوف تتصدر ساحات الصناديق والاقتراع هؤلاء (الكراكيب والمراكيب ) الذين تعودا أن يسقطوا الديمقراطية عند أولى خطواتها في الحضيض ،، ثم تلك الهيمنة والسيطرة لفئات من البشر الذين يمثلون الأصنام التي تعبد في الأرض !!،، وبقدرة قادر سوف تتحول البلاد من فكرة ديمقراطية سليمة مطلوبة إلى فكرة أقطاعية وطائفية مسيطرة ،، وفي نهاية المطاف سوف تنتهي القصة عند ذلك الحد بتلك المارشات العسكرية ،، وبتلك الانقلابات العسكرية المعهودة في البلاد ،، ثم تدخل البلاد في دوامة جديدة من تلك التجارب العقيمة ،، حيث تلك الانتفاضات التي تنهي تواجد العساكر في السلطة ،، ثم تلك اللحظات التي تحلم بالديمقراطية ،، ثم تلك الإخفاقات التي تلازم الديمقراطية ،، ثم تلك الانقلابات العسكرية التي تنهي حالات الفوضى والفشل في البلاد ،، دوامة مفرغة خائبة تدور بدولة السودان لأكثر من ستين عاما ،، حلم بالديمقراطية ،، ثم فشل في الديمقراطية ،، ثم عسكرية تنهي الديمقراطية ،، ثم شعب يسقط الديكتاتورية ،، ثم أحلام جديدة بالديمقراطية ،، فإلى متى تدور تلك الدائرة المفرغة لتجارب أهل السودان ؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة