أطلق دكتور جبريل إبراهيم، مؤخرا تصريحات عن الوضع الإقتصادي، وقبله تصريحات سياسية، وجهها لأنصاره في حركة العدل والمساواة، أوضح فيها مبررات قبوله بتولي حقيبة وزارة المالية. كان من بينها، ضمان توفير مستحقات إتفاقية سلام جوبا. وفرصة لإظهار النزاهة والجدية خلال الفترة الإنتقالية، تمهيدا لحكم السودان مستقبلا، كمشروع وليس كأشخاص كما قال. تصريحاته واجهت بردود أفعال متباينة، إذ رأى فيها البعض، مؤشرا على جديته، وبعض آخر راى فيها أنها غلبت الخاص على العام. وبغض النظر عن رأينا في ما قيل، سواء التصريحات أو ردود الأفعال يبقى المهم في الأمر هو إدراك قيمة الديمقراطية ودروها في حياة الأفراد والمجتمع، إذ إنها توفر الحرية، للرأي والرأي الآخر، وبذلك يحدث التطور والتقدم. وفي هذا الصدد يهمنا أن نعرف مضمون تصريحاته الأخيرة وجديتها لأن الوضع الإقتصادي، يعتبر مربط الفرس، إذ لا حرية بلا عدالة إجتماعية. الحرية والعدالة الإجتماعية هما المضمون الحقيقي للديمقراطية. الثوار والثائرات، قاموا بواجبهم الوطني وتصدوا بصدروهم العارية لنظام الكيزان، وأسقطوه في مزبلة التاريخ غير مأسوفا عليه. لذلك السؤال الذي يطرح نفسه على وزير المالية الجديد، هل ستكون سياساته الإقتصادية إضافة نوعية لجهود الشباب الذين إنجزوا التغيير.. أم ستكون مجرد تصريحات عديمة الجدوى، لا طائل من ورائها، حالها حال تصريحات من سبقوه في هذا المضمار ..؟ السيد وزير المالية الجديد، قال أن الأزمة الاقتصادية ناجمة عن خلل في الميزان التجاري يعني هناك عدم توازن في الصادرات والواردات. هذا الكلام سمعناه كثيرا من وزراء سابقين، لكن لم نر إنجازات على الأرض لحل مشكلة إرتفاع الأسعار في ظل تدهور سعر العملة الوطنية، وإنخفاص الاجور وضعف النمو وإنتشار الفقر وتدني مستويات التعليم، في بلد فيه ثروات وخيرات لا عد ولا حصر لها. الشعب الآن بعد الثورة يطمح في حياة أفضل، في التعليم والصحة والبيئة والزراعة والتجارة وهكذا بقية مجالات الحياة الأخرى. حتى تنهض الدولة والمجتمع، لابد من الاهتمام بالفرد، لأن قوة الأفراد تشكل قوة للدولة والمجتمع لذلك لابد من إجراء دراسات علمية وإحصاء شامل للشعب السوداني، حتى تتوفر معلومات حقيقية للحكومة بموجبها تستطيع أن تقدم الخدمات وتاهيل الأفراد كلا في مجال عمله، للخروج من دائرة الفقر والبطالة. عبر جدلية العلاقة بين الحرية والعدالة الإجتماعية. إن توفر أفق سياسي بهذا المعنى، ستتحول التصريحات إلى أفعال تفك شفرة المعاناة وتحول حياة الشعب السوداني إلى نعيم ورفاه في وطن فيه كل مقومات الحياة. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة