هناك تناغم واضح وصريح مابين الكيزان والبرهان وشركات العسكر فى رفع الدولار وصناعة غلاء فاحش ومتراكم بتازيم سريع متناغم والحملة الاعلامية والدعوة لانتخابات مبكرة.... لقطع الطريق امام مهام الفترة الانتقالية من المحاسبة وازالة التمكين وهيكلة الجيش وهبكلة الاجهزة الامنية والقضاء ومحاكمات الفساد ومحاكم جرائم دارفور وفض الاعتصام وانهاء الاستعمار الاقليمى الحديث. الانتخابات المبكرة تعنى اجهاض الثورة كما اجهت ثورتى اكتوبر وابريل من قبل وتمهيد الساحة لعودة الكيزان تحت رافعة مكاسبهم خلال 30عام من حكم الانقاذ البائد وتمكينهم من كافه مفاصل الدولة والاقتصاد والجيش والقوات الامنية والقضاء وبذلك كاننا لم نقم بثورة ولم نسعى لتغير. علينا ادراك ان ما انجزه حمدوك ليس بساهل ولاقليل فى ظل مقاومة وعداء الطرف الاخر السلطة من العسكر وانه يعمل وسط مؤسسات ووزارات كل قواها البشرية نتاج تمكين 30عام من الانقاذ وهى كوادر معاكسة ومعوقة لاهداف وبرامج الثورة ومعادية. وان هذه المؤسسات والوزارات افرغت تماما من مضامينها ومهامها الوظيفية واحتاج الامر الى اعادة تشغيلها وترتيب اوضاعها وهيكلة انظمها البالية من جديد وتاسيس اداراتها للقيام باعمالها المرجوة واعادة تاهيل حتى الموجود من موظفيها الذى كان ديكورا بلامهام ولم يتطوروا او يكتسبوا خبرات معقولة وهو ما اخذ وقتا ليس بالسهل . وان حمدوك عمل وفق اقتصاد تسيطر عليه شركات الحيش بالكامل وهى دولة داخل دولة وهى خارج سيطرة ادارته ولانعلم عن تفاصيل اعمالها ومنجزاتها شيبا وهى تستغل فى صناعة الازمات والعراقيل امام مسار الدولة. والاهم ان حمدوك بحاضنه سياسية ضعيفة الدعم ومتعددة الرؤى والافكار والاهداف ومتنوعة المشارب مما اعجزها عن توفير دعم سياسي حقيقى يسند القرارات لحكومة حمدوك على مستوى الشارع ودعم التطبيق. والاخطر ماورثه حمدوك من استعمار دول اقليمية وتحكمها فى موارد السودان واقتصاده منذ 2010 وعبر مؤسسات وطنية وافراد مما جعلها اكبر سرطان ينهش فى جسد الدولة السودانية دون تغذية او دعم وتمويل مقابل واصبحت هذه الدول تعتمد على موارد السودان مماشكل جزء مهما من اقتصادها واصبحت ترى فى اى مساس بمكاسبها تهديدا لامنها القومى. وهذه الدول الاقليمية اصبحت تنال ماتنال من اقتصادنا باقل كلفة استعمار عبر التاريخ بمجرد ترك الفتات وصناعة لوبيهات محلية اوافراد ومؤسسات وبعض مراكز الاعلام واتخاذ القرار وهى قضية من اهميتها وخطورتها اصبحت تمثل تحديا يحاكى تحدى نيل الاستقلال بمنتصف القرن الماضى. واذا كان هنالك مايستدعى الثورة والتغيير من جديد فهو ابدال الحاضنة السياسية بواسطة لجنة او هيئة تتكون من تجمع المهنيين ولجان المقاومة وممثلى منظمات المجتمع المدنى وعدم تمثيل اى حزب بها والغاء وطرد العسكر من مجلس السيادة وتثبيت ان يكون تشريفيا فقط ودون سلطات تنفيذية. وعلى الثوار ادراك ان اهم كوارث الانقاذ كانت فى تحويل الشعب الى مجتمع استهلاكى للسلع والخدمات مع هدمها وتحطيمها لمراكز الانتاج الحقيقية من بيعها المصانع التى كانت تشغل الاف العمال وتنتج اهم السلع كحديد خردة وتدميرها اكبر المشاريع الزراعية والتى كانت تشغل مئات الاف من السودانيين الذين نزحوا اليها من كافة اقاليم السودان ونشات بفعلها المدن والقرى كنتاج لمراكز الانتاج الحديث. وللاسف اورثت الانقاذ حمدوك شعبا يعمل 99%منه قوته البشرية بالمهن الهامشية والسمسرة وتجارة العملة وهى مغرية بكسبها السريع واصبحت ثقافة راسخة وصعبت من الاقناع بالعودة الى مهن الانتاج الحقيقية حتى فى ظل غياب نشاة مشاريع حديثة وصعبت من انجازها برفع تكلفة التشغيل بها لصناعة جاذبية منافسة والاهم غياب التمويل الدولى والذى استغرغت معالجاتو والنجاح فى مساعيها زمنا طويلا وقد تمت بنجاح يحسب لحكومة حمدوك. نعم التحديات كبيرة ومايعانى منع الشعب من غلاء عظيم ولكنه يعبر عن مقاومة القوى القديمة ويعبر عن ظاهر المرض والذى جوهره الاصلاح الاقتصادى الذى يعانى منه البلد وهى كالملاريا الخبيثة والتى تحتاج وقتا لفعالية الدواء. وكوارث 30عاما لن تنتهى دون نكسات ودون زمن و3سنوات او اربع ليست كثيرة من الالم من بعد الاخطاء والتجريب والمعالجات كقربان لعبور عظيم لافق العالم...فاصبروا...ولاتضيعوا ثورتكم العظيمة ...ولاتنقضوا غزلكم بعد قوة انكاثا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهيل احمد الارباب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست