لابد من محرك يوجد الحدث من العدم ،، ولابد من نجار يثبت المسمار لإصلاح ذلك المعطوب ،، ولابد من قائد يمثل تلك ( الطاقة ) الضرورية لتبديل الأحوال في البلاد ،، فذلك الخمول والتكاسل هي من علامات الفشل والإخفاقات في القادة والرؤساء والمسئولين في البلاد ،، وهؤلاء المسئولين والوزراء في حكومة السيد عبد الله حمدوك يظنون أن مجرد إسقاط نظام فاسد كان قائماً ثم تبديله بنظام خامل وكسول يكفي لإرضاء نزعات ورغبات الشعب السوداني !.. كما يظنون أن مجرد التمكن من إسقاط النظم البائد يعد ذلك الهدف في نهاية المطاف ،، ويجهلون كلياً أن طموحات ( الثورة والانتفاضة ) أكبر من ذلك ألف مليون مرة ،، وحتى أن ذلك السيد / عبد الله حمدوك رئيس وزراء السودان يظن أن مجرد التحول في المشاهد والمسميات ومجرد الحراك والتبديل ومجرد الشكليات والبروتوكولات الديوانية هو ذلك المنشود في نهاية المطاف ،، ويجهل كلياً أن الشعب السوداني يريد ذلك التحول والتبدل الجوهري الكبير في كافة مجالات الحياة ،، وذلك بالقدر الذي يسعد حياة الإنسان السوداني ،، وهو ذلك الإنسان البطل الذي ثار وانتفض من أجل تحقيق تلك الغايات العليا في البلاد ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الأهداف والطموحات الكبيرة للشعب السوداني لم تخطر إطلاقاً في عقول وخواطر هؤلاء المسئولين البسطاء في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، كانت للشعب السوداني تلك الطموحات الكبيرة للغاية ،، وهو ذلك الشعب الذي أراد أن يوجد ويخلق ( سودان الغد ) ،، سودان ينعم بالحرية والعدالة والسلام ،، فإذا بهؤلاء المسئولين في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة يقتلون تلك الأهداف الثورية العالية بمنتهى البرود في الممارسات والقرارات والخطوات والأحاسيس والحماس ،، وقد تعاملوا مع طموحات الشعب السوداني بمنتهى الضحالة التي لا تليق بالثورة والثوار ،، الشعب قد انتفض مزمجراً ومزلزلاً للأرض تحت الأقدام ،، وهؤلاء المسئولين في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة قد تعاملوا مع تلك الأحداث الثورية بمنتهى الليونة والتهاون والبساطة والضحالة في الخطوات ،، وقد قتلوا تلك الهبة الثورية العالية في مهدها بتلك المواقف الهزيلة التي لا تليق بالثوار ،، كانوا يتعاملون مع تلك الأنفاس الثورية البطولية بمنتهى التهاون والبساطة وكأنهم يتعاملون بمناسك الكهنة في ( دير ) من تلك الأديرة البوذية !! .. منتهى النعومة والميوعة !!،، ومنتهى الصمت والسكوت !،، ومنتهى الفشل والإخفاقات !،، الثورات والانتفاضات للشعوب في العالم تعني قمة الزلزلة للأحداث وإعادة التدوير ،، كما أنها تعني قمة الغربلة للفساد والمفسدين في البلاد ،، وبنفس القدر تعني قمة الهزة التي تنفض الأتربة وتزيل تلك الأدران والأوساخ الملطخة لجدران الأحوال بالبلاد ،، ولكن هؤلاء المسئولين من القادة والرؤساء والوزراء في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة مع الأسف الشديد لم يجارون تلك الانتفاضة العظيمة بنفس القوة والحماس المطلوب ،، ولم تتوفر في ممارساتهم تلك الشدة والقوة والعنفوان الثورية ،، بل كانوا ومازالوا يظنون أن تلك المظاهر فقط تكفي ليقال أن في السودان انتفاضة وثورة !!،، وتلك من أعجب المواقف لقادة يقلدون زمام الأمور بعد انتفاضة وثورة ،، وبكل المقاييس فإن تلك الأحوال بالسودان بعد الانتفاضة الأخيرة تبكي وتبكي ,, وهي تلك الأحوال التي تنوء بالمهلك في كافة مجالات الحياة ،، وبكل المقاييس فإن تلك الحياة المعاشة بمعية الحكومة الانتقالية المؤقتة بدأت تلاحقها اليوم اللعنات تلو اللعنات ،، حيث تلك المكابدات في ظلال الأزمات والصفوف والغلاء والبلاء ،، ولم يذق الشعب السودان مثقال ذرة من الانفراج والسعادة في معارك الحياة بعد تلك الانتفاضة ،، والسيد عبد الله حمدوك يتوهم كثيراً ويظن أن الشعب السوداني سعيد غاية السعادة في ظلال تلك الحكومة المؤقتة ،، وتلك فرية ما بعدها فرية ،، حيث لا توجد أية علامات أو إشارات تؤكد بأن حكومة السيد عبد الله حمدوك قد أراح الشعب السوداني في ناحية من نواحي الحياة ,, ولم تعالج أية أزمة من تلك الأزمات الخانقة القائمة في البلاد ،، ولم تخفف إطلاقاً تلك الظروف الحياتية المريرة القاسية ،، وكل ذلك يجري لأن السيد عبد الله حمدوك يتعاط مع الواقع المرير بمنتهى ( البرود ) في الإحساس وعدم المبالاة ،، والشعب السوداني يناشد السيد عبد الله حمدوك ويقول له بالحرف الواحد نحن الذين جئنا بكم لتتواجدوا في ذلك المنصب الكبير ،، ونجاحكم في إسعاد الشعب السوداني هو الذي يمثل قمة المطالب لدى الشعب ،، ولو تحقق قدر ( ولو يسير ) من تلك السعادة فإن الشعب السوداني هو أول من يقف بجانبكم ويساندكم بشدة ،، كما أن الشعب السوداني يناشد السيد عبد الله حمدوك ويقول له : دعنا من تلك الخزعبلات الكثيرة التي تبشر بمستقبل الأيام ،، فالثورات هي قرارات فورية عاجلة وشجاعة ،، وهي خطوات جريئة وباسلة ،، وفي نفس الوقت هي تنفيذ صارم لا يقبل المجاملات ،، وليست بتلك المقالات المعسولة والتباشير المنمقة ،، وليست بتلك الإنشاءات التي تدغدغ المشاعر ،، ويقال في الأمثال : ( المسمار لو تواجد بجوار الشق ألف عاما دون الحراك والتثبيت فهو كالعدم في نهاية المطاف ! ) .. وأنت يا السيد عبد الله حمدوك لو تواجدت في ذلك المنصب الرفيع طوال تلك الفترة المقررة دون حراك ملموس يمس حياة الإناسن السوداني فأنت كالعدم في نهاية المطاف ،، وعليه يجب عليك أن تتحرك بتلك الخطوات الثورية الجريئة الصارمة العارمة المطلوبة قبل فوات الأوان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة