تتساوى الأشياء والأفكار موجبها وسالبها وتنكمش المسافات والدروب عندما يحكم المولى عز وجل بقدر جلل كموت شخصية ذات وزن في المجالات كافة نذكر منها : الدينية ، الوطنية والسياسية فقد (غيَّب!) الموت أحد (سدّادات!) البيت السوداني وصار هذا البيت تحت رحمة أشعة الشمس المحرقة والرياح والأتربة والأعاصير ... تلك السدَّادة هي : الإمام الصادق المهدي والذي عَرِف سكة الوطنية منذ نعومة أظفاره ، وتولى زمام الأمور والحكم قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين عاماً ، كان (همس!) وجهر الشرق والغرب الذي درس فيه الإقتصاد ولم يبهره ذلك الغرب بحياته المادية وحسناواته وملاهيه فقد رجع إلى بلده السودان بعد إكمال دراسته للإقتصاد ليعمل تحت (إمرة!) الشعب السوداني في كل المجالات فقد كان فعمل رئيساً للوزراء في عهد الديمقراطية الأولى ثم رئيساً للوزراء في عهد الديمقراطية الثانية ثم رئيساً للوزراء في عهد الديمقراطية الثالثة وعندما جار عليه الزمن في كل تلك الحالات بالإنقلابات العسكرية (الفريق عبود – المشير نميري – المشير عمر البشير (وصوَّب!) الشمَّاتون عليه الشماتة والإهانة ، لم يزده ذلك إلا عزيمة وقوة وصبر ... ذلكم هو – نختار – قول العقلاء ألا وهو : حكيم الأمة السودانية والعربية والإسلامية في عصره إنه : الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي. إن الإمام الصادق المهدي فقدْ (جلل!) ومصيبة كبيرة للسودان وشعبه وشعوب الأمتين الإسلامية والعربية. ذهب الإمام الصادق المهدي ومن غير رجعة في وقتٍ يحتاج فيه السودان إلى نصائحه وأفكاره في هذا الوقت العصيب ... ذهب صادق الأفكار والفلسفات جميعها (يسار – يمين ووسط) ذهب وشأنه تاركاً السودان بلا (كبير!) وهنا يحضرني قول الحكماء في الغرب السوداني : الما عنده كبير يشتري له كبير!... هذا قول بليغ وفصيح وحكيم ومعناه : يجب أن نحترم (كبارنا!) وفيه إستحالة وهي : عدم إمكانية شراء الكبير من السوق! لهذا وذاك – رغم – ما أحسه من إختلافات فكرية مع الإمام الصادق المهدي إلا أن ذلك لا يغير (ذرة!) من إعتقادي أن الإمام الصادق المهدي سيظل فقداً عظيم ولكن كما يقول العامة : الله إختاره إلى جواره فما لنا نحن! نسأل الله عز وجل له الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!) آمين!
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة