اوتوبيوغرافيا: التعليم من (أزهري يوسف فاشر عبد الرحمن) الي (عمر مسعود محمد التجاني) نتيجته زيرو عنصرية !! بقلم محمد سمنّور اثنان من اساتذتي اكن لهم احتراما كبيرا الاول من اقصي غرب السودان الاستاذ ازهري يوسف فاشر عبد الرحمن وصراحة لا اعرف ان كان الآن حيا او ميتا كان استاذي في الابتدائي وانا اتذكر اسمه لانه كان يوقع اسمه رباعيا علي كراساتنا وتبرز بصورة واضحة كلمة "فاشر" فكنا نعرف انه من الفاشر، ولكن عرفت فيما بعد انه بالتحديد من الطينة، وانا اعرف بعض القبائل التي تنتشر هناك ولكني لا استطيع حتي الآن ان اميز قبيلة الشخص من سحنته ولونه كما يدعي بعض العجائز!! لان المنطقة التي نشأنا بها بها كل السحنات فلا نستطيع ان نميز بينها وصدقوني لم نكن نعني بالقبائل اطلاقا، كان المجتمع انذاك اشبه بالمدينة الفاضلة!!! كان الاشخاص يعرّفون بمناطقهم: هذا من مدني وهذا من كوستي وذاك من ابناء الابيض او عطبرة وهكذا
اعود الي الحديث عن استاذي الكريم الاستاذ ازهري كان استاذي يدرسنا الرياضيات كان قمة في التفاني والاخلاص وكان قمة في الهدوء والنظام والابتكار وكان يمثل قدوة للتلاميذ فقد كانت شخصيته جاذبة ومع هدوئه كان شخصا مهابا علّمنا ان نقسم الصفحة بدون استخدام المسطرة بان نطوي الصفحة من المنتصف وعلمنا ان اهم شئ ان تكون الكتابة نظيفة وواضحة وعلمنا كيف ننظم الامثلة والمسائل والحلول ومتي نستخدم قلم الرصاص وقلم الحبر ..الخ واذكر اننا كنا نتخذ للرياضيات كراس دَبُل، وكنا عندما يمتلئ الكراس يوقع الاستاذ فيه ثم نذهب الي المخزن فتُظهر التوقيع ليُصرف لك كراسا اخر دائما عندما اذكر الكراسات التي تمتلئ ويصرف لي غيرها اذكر الرياضيات والاستاذ ازهري والاستاذ ازهري من الشخصيات التي كان التلاميذ يحاولوا ان يتقمصوها فكانوا يقلدوا طريقته في المشي والكلام والاشارة وكانوا يحفظوا بعض عباراته التي يرددها وانا متأكد ان بعض ذوي البشرة الفاتحة كانوا يتمنون.. ان لو كان لون بشرتهم أغمق قليلا مثل لون بشرته!!! فاذكر في الاحتفالات كانت هناك فقرة لتقليد ومحاكاة الاساتذة دائما يكون ازهري بينهم ودائما تكون الفقرة مثيرة جدا يقاطعها التلاميذ بتصفيق هيستيري
اما استاذي الاخر فهو العارف بالله الشيخ عمر مسعود محمد التجاني وهو شخصية صوفية معروفة بالعلم وهو من ابناء بورتسودان في اقصي الشرق وانا محرج لان ما جعلني اذكر الاثنين بالذات هو تضاد الاتجاهات وتطرف المناطق فهذا من اقصي الشرق وذاك من اقصي الغرب
الشيخ عمر كان شخص متواضع جدا رغم علمه الغزير وانا اذكره بصيغة "كان" لاني لم استطع مقابلته منذ ايام الجامعة فقد كان استاذي في مقارنة الاديان أما القبيلة التي كان ينتمي اليها فقد كانت قبيلة "العلم والتصوف" ولا تستطيع هنا ان تقول اكثر من ذلك! واذكر انه كان يصر الا ندخل القاعة الا ومعنا كتاب الانجيل
عرفت فيما بعد - بعد ان اخذت اتوسع في العلم.. ان مجرد ان يحاضرنا الشيخ كان تواضعا كبيرا منه ولكنها اخلاق المتصوفة فنحن كنا حينئذ -ولا نزال تقريبا- في جهالة جهلاء بالنسبة الي علم الشيخ ومع ذلك كان الشيخ يصبر علينا حتي نفهم نفس الشئ الذي كان يفعله استاذ ازهري عندما كنا اطفالا والحقيقة ان مقارنة الاديان لا اقول صعبة ولكنها تحتاج الي تركيز مثلها مثل الرياضيات الشيخ عمر بصفته احد الزعامات الصوفية كان يؤرقه ما يحدث في دارفور من تنازع قبلي لان هذا هو ضد رسالتهم الصوفية وهم اعتبروها "مأساة" علي حد تعبير الشيخ.. في محاضرة له بعنون "التجانية وقضية سلام دارفور" ولذلك هم استدعوا حتي خليفتهم العام من الجزائر من اجل ان يحلوا المشكلة ولذلك انا اعرف ان النعرات القبلية التي اثيرت مؤخرا خاصة في كسلا وابي دليق وغيرها ستؤثر جدا عليهم فهي رجعية وتخلف ليس له نظير، وهو امر محزن بل مبكي والله ونحن نري ان البعض يظن ان الثورة جاءت لتنصر قبائل ومناطق معينة عانت من الظلم وهذا سيزيد الاستقطاب القبلي وتشبث الناس اكثر بقبائلهم ومناطقهم وهو ما انتهجه النظام البائد ووظفه لصالحه وهو ارتداد كبير لا شك ولكن لن يمنعنا ذلك كله ان نبين للناس.. "تقصير" الطرق الصوفية فيما يخص الموضوع فهم استسلموا واستكانوا لتجاهلهم من قبل النظام البائد فاحاديث الشيخ ما كان يمكن ان تبث في فضائية لا رسمية ولا خاصة، مع انها "حلال للطير من كل جنس" ولذلك ضعف التصوف الذي كان اهم المميزات القوية للشخصية السودانية وانتشر بدله التعصب والتزمت والتقليد الاعمي
استاذي الشيخ لا يعطي دروس فقط في السودان بل في الجزائر ومصر والمغرب وغيرها فرابط الانسانية لديه اقوي من رباط الارض والقبيلة بل لا اظنه يعرف هذه الاخيرة وكذلك كان استاذي ازهري فلا اظن ان شيئا جعله يقطع مئات الاميال ليخرج اقواما من ظلمات الجهل الي نور المعرفة لا شئ سوي تلك النزعة الصوفية والرابطة الانسانية
اذكر موقفا لصديقي المرحوم الاستاذ عيسي من عد الفرسان الذي كان يدرس في مدارس الاساس بالخرطوم كان يعاقب بالجلد بعد الصبية الذين قصروا في أداء واجبهم المنزلي، كان احد التلاميذ مراوغا فسأله الاستاذ هازئا عن قبيلته، فجاوبه التلميذ: بني هلبة قتفاجأ الاستاذ الذي كان من قبيلة القِِمِر، ثم انفجر ضاحكا: انت عارف اهلك هناك في البلد بعملو فينا شنو؟ الليلة انا سآخذ حقنا منكم، عارف المشاكل البتحصل بين القبيلتين هناك؟ فاجاب التلميذ بالنفي! فقال الاستاذ الحمد لله انك ما عارفها، ده احسن حاجة هنا في الخرطوم وانا عشان كده عفيتك من العقاب، وتأسف الاستاذ علي سؤاله عن قبيلته واخذ وعدا من التلميذ الا يذكر ذلك لاحد، وذهب التلميذ دون عقاب بل صار فيما بعد صديقا للاستاذ. والحمد لله ان ذكر القبيلة في مدارس الخرطوم اصبح تقريبا من باب كشف العورة! وانا متأكد ان مناهج اخونا القراي القادمة ستسهم في وأد القبيلة في كل البلد الي الابد
ولذلك.. دعوني اقول في النهاية.. انني اكره ما اكره شئ اسمه القبيلة، ولا اقبل اطلاقا ذكرها ولو علي سبيل الفكاهة واعتبر كل من يذكرونها متخلفين وجهلاء وانا استغرب والله العظيم.. كيف يذكرها شخص يقول انه درس اساس وثانوي وجامعة كمان!!!! أخي وعزيزي القارئ "طززززززز" في قبيلتي وقبيلتك وكل قبائل العرب والعجم وأرجوك لو "تحسست" ادني تحسس من هذا الكلام من فضلك لا تقرأ مقالاتي اطلاقا تبا للقبلية والعنصرية النتنة، واحسب انه لو كان هناك جهاز لقياس العنصرية وخضع له اي ممن تتلمذ عي يد امثال ازهري والتجاني لوجد دائما ان نتيجة الفحص صفر "NIL" يعني "زيرو" عنصرية! بل اكثر من ذلك اذ انهم سيجدون ملايين الاجسام المضادة لذلك الداء الخبيث!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست