النبرة الشائعة بين مكونات المجتمع السوداني في هذه الأيام هي تلك الشكاوي من ضائقة الحياة ومن ذلك الغلاء الفاحش الذي يعادل المستحيل !.. والكل يبكي أسفاً وحسرةً على سوء الأحوال والمعيشة .. والمضحك في الأمر أن الجميع يشاركون في خلق الأوجاع والويلات ثم الجميع يشاركون في البكاء والنحيب !.. ومن مظاهر النفاق في هذا السودان ( العجيب ) أن الظالم يشتكي من سوء الأحوال في البلاد !،، وكذلك المظلوم يشتكي من سوء الأحوال !،، التاجر الطماع يشتكي من سوء الأحوال !.. والمشتري المغلوب على أمره يشتكي من سوء الأحوال !،، السارق الناهب يشتكي من سوء الأحوال !،، والمسروق المنكوب يشتكي من سوء الأحوال !،، أصحاب المخابز يشتكون من سوء الأحوال ويطالبون بزيادة ( أسعار الخبز) في البلاد !،، والواقفون في صفوف الخبز طوال النهار يشتكون من سوء الأحوال وفي نفس الوقت يشتكون من غلاء الخبز ثم يطالبون بتخفيض أسعار الخبز في البلاد ،، والمرضى بدولة السودان يشتكون من سوء الأحوال بالبلاد .. ويشتكون من تكاليف العلاجات والفحوصات ومن غلاء الأدوية في البلاد ،، وفي نفس الوقت أصحاب الصيدليات ومتاجر الأدوية يشتكون من سوء الأحوال في البلاد ويطالبون بزيادة أسعار الأدوية في البلاد !.. وكل صاحب مهنة بدولة السودان يشتكي من سوء الأحوال في البلاد ثم يرفع أسعار الخدمات بالقدر الذي يواكب الغلاء في البلاد !! .. دوامة لا تنتهي إطلاقاً لمدة سنتين منذ تلك الانتفاضة الأخيرة .. والعيب كل العيب يتمثل في انعدام تلك الحكومة القوية التي تضبط الانفلات في البلاد ،، فتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة هي من أضعف الحكومات التي حكمت البلاد في يوم من الأيام !.. القادة والرؤساء مجرد أسماء فارغة لا تقدم ولا تؤخر في تبديل أحوال الشعب السوداني .. الوزراء والمسئولين الكبار مجرد مظاهر شكلية تغدو وتروح صباحاً ومساءً بوتيرة مخزية وقاتلة للغاية !.. والشعب السوداني حين يقارن بين هؤلاء الوزراء والمسئولين في أيام الإنقاذ البائد وبين هؤلاء الوزراء والمسئولين في أيام الحكومة الانتقالية المؤقتة يكتشف أن المسئولين في أيام الإنقاذ البائد رغم تلك المفاسد والعنجهية كانوا أفضل من هؤلاء ألف مليون مرة !!.. وعلى الأقل كانت لديهم تلك الهيبة والمقام أكثر من هؤلاء الضعفاء الغائبون عن أحوال الشعب السوداني بكل القياسات .. وظاهرة الانفلات في كافة مجالات الحياة هي السائدة في هذه الأيام .. وخاصة في مجال الأسعار بالبلاد .. فذلك الغلاء ثم الغلاء ثم الغلاء دون وجيع أو مسئول يتدخل لوضع الحد لتلك المهازل التي تجري في البلاد !! ,, والسيد عبد الله حمدوك عدمه أفضل من تواجده ألف مليون مرة ،، فهو لا يتواجد إطلاقاً في حياة الإنسان السوداني الذي يكابد الغلاء والأوجاع ليلاً ونهاراً ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ليس لها أي أثر في أحوال الشعب السوداني بأي شكل من الأشكال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة