أفضت اتفاقية سلام السودان الموقعة في العاصمة جوبا إلى عودة البلاد إلى نظام الحكم اللامركزي القديم وعودة نظام الأقاليم وما لفت نظري هو استحداث إقليم النيل الأزرق دون الإشارة إلى الحدود الجغرافية لهذا الإقليم، وقد تبدو هذه التسمية مضللة في الوهلة الأولى خاصة للذين يعلمون أن مديرية النيل الأزرق السابقة قبل استحداث نظام الولايات في مطلع التسعينات من القرن الماضي وبشعاره طائر السمبر الجميل رمز الخير والنماء وعاصمتها مدينة الدمازين كانت جزءً من الإقليم الأوسط وتمتد هذه المديرية التي درسنا جغرافيتها في المرحلة الابتدائية من الكرمك جنوباً وحتى بلدة ود الحداد شمالاً حيث تحدها من الشمال مديرية الجزيرة ومن الغرب مديرية النيل الأبيض ومن الجنوب الغربي دولة جنوب السودان الحالية ومن الشرق دولة أثيوبيا، أي أنها تشمل ولايتي النيل الأزرق وسنار الحاليتين. رغم تقسيم مديرية النيل الأزرق إلى ولايتين بواسطة نظام الإنقاذ ظل الارتباط العضوي هو السمة السائدة بين أهل الولايتين بل أن أغلب السكان لا يعترفون أصلاً بهذا التقسيم فالذي يقدم للحج غالباً ما يقدم أوراقه في سنجة عاصمة ولاية سنار وكذلك في الدمازين عاصمة النيل الأزرق في نفس الوقت من أجل توسيع فرصته وكذا المرضى ينتقلون بين مستشفيات الولايتين كل حسب رغبته وقناعته بل قد يصل الأمر إلى نزاع بين السكان مع المحليات عند جمع الرسوم وكذلك مع ديوان الزكاة في الولايتين لأن بعضهم تقع زراعته على تخوم احدى الولايتين ويتحرك جنوبا أو شمالاً وقد تتم مطالبته مرتين، وكذا الطلاب والتلاميذ ينتقلون بكل يسر وسهولة بين مدارس اولايتين فالحركة السهلة المعتادة للسكان بين الولايتين جعلت التقسيم في أوراق الحكومة وأضابيرها فقط دون أن يجد أي اعتراف عملي من سكان الولايتين . ومع عودة مديرية النيل الأزرق للسلام ووصول أبنائها الذين خرجوا في السابق وحملوا السلاح مطالبين بحقوق مشروعة لا خلاف عليها برز الآن تساؤل ملح عن الحدود الجغرافية لإقليم النيل الأزرق المعني بالحكم الذاتي في وثيقة السلام هل هي الحدود الجغرافية لمديرية النيل الأزرق أم أنها الحدود الضيقة لولاية النيل الأزرق الحالية، لا شك أن أهل مديرية النيل الأزرق السابقة تواقين للوحدة بين شطريها وتكوين إقليم موحد يلبي حاجة سكان الإقليم الذي ينقسم فيه أفراد الأسرة الواحدة بين الولايتين في السكن و العمل خاصاً كان أو حكومياً بل ويرتبط السكان ارتباطاً عضوياً يتعدى صلات القربى والنسب إلى المصالح الاقتصادية المشتركة ووحدة المصير، وعليه نامل من حكومة الثورة والحركة الشعبية شمال مناقشة هذا الأمر وتجلية الموقف وتحقيق رغبة السكان في إقليم موحد وبشعاره القديم السمبرية قوقو، وعاصمته مدينة الدمازين ويمتد هذا الإقليم من مدينة الكرمك جنوباً وحتى ود الحداد شمالاً وفي ذلك نهاية حقيقية لمسلسل الحروب في الإقليم ومنعاً لظهور أي حركة احتجاجية في المستقبل. السماني شكرالله [email protected]
11-15-2020, 04:00 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27473
الأخ الفاضل / السماني شكر الله التحيات لكم وللقراء الكرام
أثابكم الله خيراً .. لقد أثرت أمراً يمثل تلك ( الألغام ) التي مازالت مدفونة وسوف تنفجر في يوم من الأيام .. وتلك ( الألغام ) لا تتواجد فقط في النيل الأزرق بل تتواجد في الكثير من مناطق النزاعات !! .. وهؤلاء الذين أجروا تلك الاتفاقيات الأولية تجاهلوا كلياً مثل تلك المعضلات الخطيرة التي سوف تطفح على السطح في يوم من الأيام !.. وهنالك مناطق نزاعات عديدة تواجه تلك المعضلات المربكة الخطيرة .. وخاصة حين تتعارض رغبات الشعوب في تلك المناطق مع رغبات هؤلاء المسيطرين على الأمور بحجة الهيمنة والقوة .. ومن الصعب جداً فرض واقع الأمر على شعوب المناطق .. بل أن عدم الحرص في مراعاة رغبات الشعوب في المناطق المتنازعة تخلق ( جماعات ) أخرى تـتمرد بدورها على الواقع المفروض جبراً وقسراً وتحمل السلاح من جديد !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
السماني شكر الله
Biraima M Adam
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست