هل مساومة قحت والعسكريين خطيئة أولي؟ بقلم:عبد الله على إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 12:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2020, 05:24 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل مساومة قحت والعسكريين خطيئة أولي؟ بقلم:عبد الله على إبراهيم

    04:24 AM November, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    شاهدت طرفاً من لقاء الأستاذ لقمان أحمد مع قيادات من قحت وياسر عرمان على تلفزيون السودان. ومتى نظرت في خلافهم في البرنامج رجع بك إلى التسوية بين الثورة والمجلس العسكري التي رتبت لأوضاع الحكم الانتقالي الحالي. فبينما يرى الحزب الشيوعي في تلك التسوية "خطيئة أولي" عقدت بين الثورة والعسكريين في غير حلال تجد المؤتمر السوداني وياسر عرمان قبلوا عن طيب خاطر بها، بل نسب عرمان الفضل للعسكريين في انتزاع السلطة في طور من الثورة لم يكن بوسع قحت القيام بذلك ناهيك من عقيدة المؤتمر السوداني بنقص التسوية نفسها لغيبة الحركات المسلحة من تركيبتها السياسية والحوكمية.
    ولا أعرف ممارسة سياسية خضنا فيها بغير علم سياسة مثل الصفقة التي عقدتها قحت مع العسكريين. فمثل هذه الصفقة تنتمي إلى فصل المساومة في علم التكتيك السياسي. وهو فصل طوت صفحته معارضة الإنقاذ بوجهين. فالوجه الأول أن الإنقاذ كان نظاماً "سِدة" المساومة عنده بيعة له مدفوعة الثمن مهما كلف. أما الوجه الثاني فهو إخلاء المعارضين لساحة المقاومة المدنية وهي مدرسة التكتيك السياسي. فلم تعد المعارضة مثلاً لانتخابات اتحاد جامعة الخرطوم بعد فوزها في نحو ٢٠٠٩ وتخريبها لانتصارها فيه بيدها لا بيد عمرو. ولما أنهت المعارضة السياسة بيدها تعاورها هبوبان: حوارات الصلح الوطني اللامجدية مثل حوار الوثبة ، أو منبر ثيبو مبيكي بأديس أبابا، أو التكالب على توقيع الميثاق الغليظ بعد الميثاق الغليظ مع الحركات لمسلحة طمعاً في "الانتفاضة المحمية".
    واستبدلت جماعات المعارضة المستميتة علم المساومة ببيت من الشعر. فذاع عنها بيت الشاعر المصري أمل دنقل: لا تصالح ولو منحوك الذهب. ومعلوم أنها استبدلت علم التحليل السياسي والاجتماعي ببيت آخر من الشعر أو من جنسه وهو سؤال الطيب صالح: من أين جاء هؤلاء؟ وتخلص الحزب الشيوعي من خبرته في المساومة التي دخل بموجبها المجلس المركزي في عهد الفريق عبود (١٩٥٨-١٩٦٤) على بينة ماركسية لينينية. واعتذر عنها المرحوم التجاني الطيب كعثرة في ندوة بالقاهرة جر عليه نقدي في كتابي "بئر معطلة وقصر مشيد: صدأ الفكر السياسي السوداني". واشتهرت من جديد عبارة الأزهري: لن ندخلها (الجمعية التشريعية) ولو جاءت مبرأة من كل عيب".
    المساومة فعل سياسي راشد طالما كانت من إملاء ميزان القوى في تدافع الكيانات الاجتماعية زوداً عن مصالحها وأعرافها. وانعقدت المساومة مع العسكريين على بينة من هذا التوازن. فأرتكب العسكريون ذميمة فض الاعتصام لترجيح الكفة لصالحهم بصورة تامة ليبحثوا عن قاعدة اجتماعية لمجلسهم بديلة لقحت. وكانت مباراة الرد هي الموكب الشعبي في يونيو ٢٠١٩ الذي ثبت قحت من جديد في الميدان وبقوة. ووضح أنه لا غني لأحد من الآخر وأن التسوية كانت قدراً.
    ربما كانت جاءت التسوية بشروط أفضل لقحت مثلاً. ربما. ولكنها تسوية لا مهرب منها مع ذلك. ولذا يبطل كل نظر لها ك"خيانة للثورة" كما يفعل الشيوعي. فهذه نزوة أخلاقية منه غير خائلة على ماركسي. وجعلت منه حزباً كثير الشكوى مريرها لا غير. أما من قبلها كمساهمة بيضاء من غير سوء من العسكريين في الثورة فهو مجرد إذعان لحقيقة من حقائق القوة وتزيين لها: وهي حقيقة إرادة العسكريين ألا يفلت من أيديهم القابضة على زمام الدولة الموازية. والإذعان ثم التزيين سمة في الانتهازية.
    الرك في المساومة هو الشغل المر في ما بعدها. فأنت لا ترفع يدك بعدها لتدخل في نوبات التبخيس أو التزيين والتلاوم. فأنت لا تكف بعدها عن التعبئة السياسية لتحرك سنة الميزان لصالحك. وهذا ما تنهض به لجان المقاومة بالفطرة كسيرة الجناح. ففشل قحت الملاحظ ليس في "ارتكابها" المساومة مع العسكريين بل في الانصراف بعدها عن تحريك ميزان القوة لصالحها بطرق لا يسع المقام ذكرها. ووقعت بالنتيجة قواها في الخلاف الذي يعقب كل مساومة لا موالاة بعدها ولا دلك. وهو الخلاف بين من يسوقهم تعاليهم عليها في طريق الثورة المضادة ومن يسوقهم الإذعان في طريق الانتهازية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de