آخر مرة قد تركتنا على نوع من المناكفات الغير ضرورية بين الإخوة .. ورغم ذلك فإننا قد اشتقنا إليكم كثيراً كما اشتقنا لحروفكم .. ويشرفنا تواجدكم في ساحة حروفنا مرة أخرى .. وذلك الاسم ( فرح ) يدل على أنك من أبناء النوبة الأفاضل ( إذا أصدقت أنا في ذلك الظن ) .. وأقول ذلك لأن اسم ( فرح ) شائع جداً في مناطق النوبة بالشمالية .. وقد تكون من أبناء منطقة أخرى من مناطق السودان .. ومرة أخرى شكراً على تلك الإطلالة التي تشرفنا كثيراً .
أما عن قولكم : ( عموما الدعوة للانقلاب العسكري يخضع من ينادى بها للمحاسبة القانونية ) أجيبكم وأقول لكم : ( أين تلك العدالة التي تحاسب الناس يا أخي الفاضل حسين فرح ؟؟ .. وأنت تعرف البئر وغطائها !! ) .. وتلك الجرائم الحقيقية في البلاد لا تجد من يلاحقها لتحقيق العدالة في يوم من الأيام ،، فكيف تتوقع ذلك الحرص والمتابعة من هؤلاء الجهلاء في تلك الحكومة المؤقتة الذين يحاسبون الناس على حصاد الألسن والأقلام في يوم من الأيام ؟؟ .. فأنت بالجد تتوهم في مقدرات هؤلاء الناس !
يا أخي الفاضل حسين فرح إذا كان هؤلاء العساكر الذين يقتلون المتظاهرين العذل الأبرياء جهاراً ونهاراً بالرصاص في ساحات الاعتصام وفي تلك المظاهرات لا يسألون ولا يعاقبون ولا يتعرضون لتلك المسائلات والمحاسبات القانونية في يوم من الأيام فهل تتوقع في هذا السودان أن يتواجد ذلك الحريص الذي يبحث وينقب على كل من ينادي بتلك الانقلابات العسكرية ؟؟؟؟ .. صدقني يا أخي الفاضل حسين فرح أنت تتوهم في هؤلاء الناس وتفترض فيهم تلك المثالية في الأداء .. وعزة الله لو وقفت أنا عند منتصف الأسواق المليئة بالناس ورفعت صوتي عالياً مطالباً بذلك الانقلاب العسكري في البلاد لما وجدت أحداً يبالي بتلك الصيحات !! .. فهؤلاء الناس في السودان في هذه الأيام لا يبالون ولا يكترثون كثيراً بتلك الصيحات !! .. وأكثر من ذلك فإن هؤلاء العساكر الذين يمثلون القانون والدولة في البلاد لا يملكون ذلك الحرص الشديد في متابعة أقوال وكتابات الناس .. وحتى أنهم لا يفقهون إطلاقا بأن الدعوة للانقلاب تعد مخالفة تستوجب المحاسبة .. وبحق وحقيقة أنت تتوهم في هؤلاء المسئولين بدولة السودان .
يا صديقي حسين فرح إذا كان هؤلاء العساكر في الحكومة المؤقتة قد رفضوا كليا تلك ( المدنية الصرفة ) في البلاد وأصروا أن يتواجدوا في ساحات الحكم رغم أنف الانتفاضة والثوار فإن ذلك يعد انقلابا مبطناً في البلاد .. ورغم ذلك لم يحاسبهم أحد على ذلك الانقلاب المبطن .. فإذا كان مرتكب الانقلاب العسكري نفسه لم يحاسب ولم يعاقب على تلك الخطوة الخاطئة الجريئة في يوم من الأيام فكيف تتوقع أن يحاسبني هؤلاء التائهين في بحار الفشل والإخفاقات ؟؟. وإذا جاء أحدهم يوماً ليحاسبني على تلك الكلمات فسوف أقول له : ( أولاً حاسبوا هؤلاء العساكر القائمين بالانقلاب الحالي والذين قتلوا ويقتلون الأبرياء من أبناء الشعب السوداني ،، ثم ثانياً حاسبوني على تلك الكلمات بمجرد اللسان ،، ولا تكونوا أسوداً على أصحاب الألسن والأقلام وتكونوا أنعاماً على هؤلاء العساكر أصحاب الجرائم الحقيقية بالبلاد !! ) .
أما الإجابة على سؤالكم : كيف سينقذ الانقلاب العسكري البلاد ؟؟؟ فإن أية حكومة تحكم البلاد سوف تجتهد لإنقاذ البلاد من تلك الأحوال المتردية الحالية .. وسوف تزيل تلك الشوائب العديدة المتوفرة في حكومة السيد عبد الله حمدوك .. وعلى الأقل سوف توجد تلك الهيبة والقوة التي تحاسب وتعاقب هؤلاء التجار الجشعين بالبلاد .. والشعب السوداني قد مر بتلك التجارب مع تلك الحكومات العسكرية والمدنية في البلاد .. فتلك الحكومات كعادتها تجتهد في البدايات حتى تنال رضا الشعب وتخلق نوعاً من التحسن في الأوضاع .. وخاصة في بدايات الحكم والعهود .. ويكفي الشعب السوداني الخروج من معية تلك الحكومة الحالية الخائبة بكل القياسات .. ويكفي الشعب السوداني أن تأتي حكومة عسكرية لتردع هؤلاء التجار الجشعين وتفرض في البلاد نوعاً من الرقابة والعقوبات .
ولكم خالص التحيات والشكر مرة أخرى على مروركم بساحة الحرف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة