عندما يرد الحديث عن التطبيع بين السودان وإسرائيل الكثيرين يرددون علينا الآية الكريمة ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ، وأخرين يسألوننا عن المصلحة التي ستعود علي السودان بسبب التطبيع مع إسرائيل وبعض أخر يقولون لنا إن الذين طبعوا مع إسرائيل لم تمنحهم شيئاً ونقول لهم الآتي:- مقدمة:- في عام 1948 أُعلن عن تأسيس دولة اسرائيل بموجب قرار الأمم المتحدة الخاص بالتقسيم. وبعد أقل من 24 ساعة هاجمت الجيوش النظامية للدول العربية تحديداً من مصر، الأردن، سوريا، لبنان والعراق الدولة الإسرائيلية ، وقد شارك الجنود السودانيين مع هذه الجيوش وقد أبلي الجندي السوداني بلاءاً حسناً وفقدت الكثير من الأرواح السودانية في هذا الهجوم ضد إسرائيل ، خلال الأشهر الأولى من عام 1949 جرت مفاوضات مباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة بين اسرائيل وكل من الدول التي هاجمتها (باستثناء العراق الذي رفض التفاوض مع اسرائيل). وأسفرت المفاوضات عن اتفاقيات هدنة عكست ما كانت الاوضاع عليه لدى وقف القتال. وبناء على ذلك إستولت إسرائيل علي السهل الساحلي والجليل والنقب بأكمله. وتركت يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لتصبح تحت الحكم الأردني، في حين أضحى قطاع غزة تحت ادارة مصرية. وتم تقسيم القدس حيث سيطر الأردن على الشطر الشرقي منها وسيطرت اسرائيل على الشطر الغربي من المدينة. غير أن إتفاقيات الهدنة التي وقعت عام 1948 لم تنجح في تمهيد الطريق إلى سلام دائم ، وتحديداً في مايو 1967 عادت مصر فحشدت قوات عسكرية ضخمة في صحراء سيناء وأوعزت إلى القوات الدولية لحفظ السلام التي كانت مرابطة هناك منذ عام 1957 بمغادرة المنطقة، وفرضت الحصار على مضايق تيران، وعقدت معاهدة عسكرية مع الأردن، فما كان من إسرائيل إلا أن أقدمت علي إنزال ضربة استباقية في الخامس من يونيو عام 1967 بمصر جنوبا، ثم بالأردن شرقا، ثم بالقوات السورية المتخندقة في هضبة الجولان شمالا وبعد قتال دام ستة أيام تم تحديد خطوط وقف النار جديدة، حيث أصبحت يهودا والسامرة وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية. ونتيجة لذلك تم توحيد شطري القدس، لتصبح تحت حكم اسرائيل. بعد إنتهاء حرب الأيام الستة هذه طلبت إسرائيل الإعتراف بسيادة ووحدة اراضي كل دولة وكذلك استقلالها السياسي وحقها في العيش في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها وألا تتعرض للتهديدات أو لاستخدام القوة ضدها." فما كان من السودان إلا أن دعي الي قمة الخرطوم في اغسطس 1967 والتي تنادي أن "لا سلام مع إسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل ولا اعتراف بإسرائيل". ومن دون إطالة أقفزهنا مباشرة فوق كثير من الاحداث من عام 1967 الي عام 1977 حين قام رئيس مصر الراحل أنور السادات بزيارة القدس وإجراء مفاوضات بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. تمخضت عن اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978 لإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط، وتضمنت مشروعاً مفصلاً لحكم ذاتي للفلسطينيين. وفي 26 مارس عام 1979 وقعت اسرائيل ومصر على معاهدة سلام في واشنطن، وانتهت بذلك فترة 30 سنة من الحرب بينهما. وبموجب نصوص المعاهدة انسحبت اسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وتم استبدال خطوط وقف النار وخطوط اتفاقيات الهدنة السابقة بحدود دولية ومعترف بها من الجانبين. وأيضاً في إطار مفاوضات إمتدت لمدة ثلاث سنوات بين الأردن واسرائيل في أعقاب مؤتمر مدريد 1991 تم صدور بيان للملك حسين ورئيس الوزراء يتسحاق رابين عام 1994 ينهي حالة الحرب بين البلدين التي دامت 46 عاماً. وتم التوقيع على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في معبر العربا في عام 1994، بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. حصلت مصر نتيجة إتفاقية كام ديفيد علي مساعدات مليارية وعلي وضع دبلوماسي خاص مع الولايات المتحدة والأردن التي تأوي الفلسطينيين علي علاقات ممتازة مع أمريكا ومع إسرائيل ، أما السودان الذي لا هو جار لإسرائيل ولا هو أكثر ضرراً من الفلسطينيين أو الأردنيين أو المصريين أصر علي أن يحمل راية العداء لإسرائيل وهو صفراً علي اليسار لدي أمريكا ولدي إسرائيل ، وللمفارقات العجيبة في وقت يموت فيه السوداني للدفاع عن أرض فلسطين ويمون الجندي السوداني في مقدمة الجيش المصري يكافئنا الفراعنة بإحتلال حلايب وشلاتين وأبو رماد ولم يرمش لعربي جفن ؟؟ ليس ذلك فحسب بل تآمرت علينا نفس هذه الدول العربية التي نناصرها وأرسلت لنا كل متردية ونطيحة من مجرمي العالم وبالذات من الفلسطينيين فإلتقط أبو جهل "الترابي وشلته السازجة " القفاز من دون حول ولا قوة ولا سبب ولا فهم ولا حق ليقول للعالم أنا إمام الأمة الإسلامية بعثت لأتمم علي أهل السودان الوبال وأحمل شعلة العداء ضد دولة إسرائيل وأعطي كل المجرمين الجوزات السودانية فعاسوا في الارض فساداً وتفجيراً بإسم المواطن السوداني الذي يشهد كل العالم بسلميته وحسن خلقه ومعشره. وأقول هنا مثلما نحن لا ترضي أن يعتدي علينا أحدأً ونعطي أنفسنا الحق في الدفاع عن النفس علينا أن نقبل أن لإسرائيل وللولايات المتحدة الحق في الدفاع عن أنفسهم بضرب وطننا في الأعماق بمصنع الشفاء وببورتسودان وبالشجرة وبأن يألبوا علينا التمرد وأن يفصلوا الجنوب وأن يعزلوننا عن العالم بصفتنا دولة إرهابية معتدية ومن يقول غير ذلك فهو جاهل ومنافق وغير منصف ونقول قد أن الأوان بعد ذهاب هذا النظام الفاسد والذي أزهق أرواح أبنائنا حرباً وجوعاً وتشريداً بالعالم نقول لإسرائيل نحن غير مارأيتي نحن أفضل شعب بالدنيا "وهذي يدي"
نقول للذين يستدلون علينا بالأيات أنتم لم تأتوا بجديد ولكنكم نسيتم أن الله تعالي قد قال أيضاً : ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) [ يونس : 41 ] وقال : ( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) [ القصص : 55 ] .وقال ( لكم دينكم ولي دين ) وأمرنا سبحانه وتعالي حين قال (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ...) هذا كلام الله ليس فيه أن نقاتل اليهود ولا المشركين من دون سبب ومن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير) لم يخاصمه ولم يقتله ولم يعاديه فنرجوكم أن تحلوا عنا نصحكم المنتقي من أجل مآرب سيئة وقصد شرير بنا أما في ردنا علي من يسألون عن المصلحة التي ستعود علي السودان بسبب التطبيع مع إسرائيل ، نقول لهم لقد أوضحت في مقدمة هذا المقال أن السودان كان وظل تحت حكم النظام المباد يحارب الإسرائليين والأمريكان بالتفجيرات من قبل الإرهابيين الذين يحملون الصفة الرسمية السودانية ويمهد لهم لتهريب السلاح الي الفلسطينيين لمحاربة الإسرائليين في عقر دارهم علي الرقم من أنه لم تسمح الأردن الدولة الجارة وهي دولة كل فلسطيني ولا مصر التي حملة راية الجهاد في السابق بإنتحال شخصية أوطانهم وحملها الكيزان بجهل وعمالة ونحن الآن نريد أن نقدم الإعتزار والبرائة (من جرم جره سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذاب ونستغفر الله ونقول اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) وبذلك نقول لإسرائيل كما أسلفت نحن غير مارأيتي نحن أفضل شعب بالدنيا "وهذي يدي" ونخلص أنفسنا من الجرم الذي إقترفه البلهاء ونرتاح من وخذ الضمير وهذه أكبر فائدة ، أما الذين يعتقدون أن السودان ذاهب لتمده إسرائيل بالمال فنقول لهم نحن دولة أكبر مساحة من إسرائيل وأغني موارداً ولا نحتاج منهم مالاً فإذا تسول الكيزان فهؤلاء قد أنكرت خصالهم كل الأمة السودانية ولا يوجد أعف من شعبنا ولا أكرم من شعبنا والعالم كله يشهد ، ولا نريد من علاقاتنا معهم غير ما هو مشروع ومتعارف عليه بين الأمم فأسكتوا نصائحكم البائرة عنا ونرد علي الذين يقولون لنا إن الذين طبعوا مع إسرائيل لم تمنحهم شيئاً فنقول لهم ما أسلفنا بعاليه نحن لا نريد شيئاً مما بخاطركم ونزيدهم قولاً بأننا قوم نبيت جوعي لنكرم ضيفنا عزاز النفس يعرفنا الأنام مرحباً بالتطبيع مع إسرائيل اليوم قبل غد مرحباً بهم شركاء في الإستثمار شركاء في الأمن شركاء العلم والمعرفة شركاء في الإنسانية وكما قال ديننا الحنيف "لكم دينكم ولي دين" يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف علي النور حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست