مدخل: هذا المقال،ليس هو بالتحليل السياسي،ولا التقييم الموضوعي،بل هو تعليق انطباعي لما نشاهده ،في الفترة الأخيرة، من هجوم مستمر وغير مبرر، من بعض الأفراد والجيهات،علي عمل وشخصية رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك،والرجل لا زال صامدا وصامتا تأدبا واحتراما ...وكأنه يقول: ليت قومي يعلمون.* هناك تشابه كبير ،في المواقف ،بين رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق ،سعد الحريري، ورئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك..وينطبق عليهما المثل السوداني( ما بريدك ولا بحمل براك). فقد ظل الحريري،يراوح تجواله مابين ( قصر بعبدا) حيث رئاسة الدولة..وقصره الجديد في البقاع الغربي..وكلما اشتدت الأزمة في لبنان ،استدعوه وكلفوه برئاسة مجلس الوزراء..وعندما يبدأ في الاصلاحات واعادة هيكلة الدولة..رفضوه ،فيستقيل الرجل ،ويظل الكرسي شاغرا حتي تتعقد الامور أكثر فأكثر فيستدعونه من جديد ...وهكذا .. أما حمدوك..فقد ظل باقيا علي الكرسي،ولكنه جلوس ،خيرا منه ذهاب واياب الحريري..فعندما بدأ في الاصلاحات واعادة هيكلة الدولة..(.علي نار هادئة) ..اتهموه بالضعف أمام المكون العسكري..وطول البال في معالجة المشاكل واحتياجات الناس اليومية..وبالتهاون وعدم الشدة في ردع فلول ورموز النظام البائد...وغير ذلك الكثير من الاتهامات الجائرة. : حمدوك...تحكمه الوثيقة الدستورية بالدرجة الاولي..وهوملتزم بها باعتباره رجل مبادئ وأخلاق ...ولو لا وجود حمدوك علي رأس الحكومة المدنية، لاستفرد العسكر بالحكم منذ الشهور الاولي بعد التوقيع علي تلك الوثيقة...فلن تكون الوثيقة أكثر ( قدسية) من الدستور.
حمدوك ،يؤمن بالديمقراطية ،قولا وفعلا، وهذه الديمقراطية كانت غائبة لأكثر من ( 52) سنة ،مع حكم العسكر، وبالتالي فان الكثيرين منا ،ربما لايزال في رهبة من تداعيات الديمقراطية...والبعض الاخر.ربما قد تعود علي غيابها ولم يعد يستسيغ طعمها. حمدوك..رجل قد عمل لفترة طويلة في اامنظمات الدولية..ويعرف تماما كيف تدار المؤتمرات والحوارات وكيفية العمل علي التقاء وتصالح المتناقضات..وكم يحتاج ذلك من مخزون الصبر والحكمة واحترام كل المتغيرات التي تحكم مسار المفاوضات..ولو لا حكمة وصبر حمدوك لانفض سامر اجتماعات السلام في جوبا دون تحقيق أهدافه بالكيفية والنجاح الذي كلل به... : وبطبيعة ااحال، فالرجل في نهاية هو بشر ، يخطئ ويصيب..وفي ذات الوقت لا يمكنه أن يتحرك وحده في كل الميادين ...بينما يتكئ اغلب السياسيين داخل وخارج الحكومة، بل يستلقي علي أريكة الانتقاد في كل صغيرة وكبيرة...فاذا كان هذا ما قدر ان يقوم به حمدوك...فماذا فعل بقية القطيع؟ كل خوفي..أن تفقدوا حمدوك لأنكم لم تحسنوا وفادته..ولم تقدرونه ..فاذا خرج الرجل لن تجدونه ابدا...ولن يستجيب لكم كما بفعل اللبنانيون مع سعد الحريري... د.فراج الشيخ الفزاري f.4u4f@ hotmail.com
العنوان
الكاتب
Date
ظلموك يا حمدوك...وما عرفوا يقدروك! بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة