من عجائب هذا العصر الغريب أن مصير الرئيس الأمريكي ( ترمب ) قد أصبح محصوراً في أيدي ذلك القرار السوداني !! .. وفي هذه الأيام فإن هؤلاء المراقبين لمجريات الانتخابات الأمريكية يؤكدون بأن دولة السودان قد أصبحت ذلك الجدل الحاسم لمصير ذلك الرئيس الأمريكي ( ترمب ) في تلك الانتخابات .. وبطريقة غير مسبوقة في التاريخ فإن دولة السودان قد أصبحت ذلك الكرت الأحمر الذي يلعب الدور الأساسي في نتائج تلك الانتخابات الأمريكية !.. فتلك الدولة الأفريقية الفقيرة الحقيرة التي تكابد كافة ألوان الأوجاع في مجاهل أفريقيا في هذه الأيام هي التي بيدها مصير ذلك الرئيس الأمريكي .. فإن شاءت وقفت بجانب ذلك الرئيس الأمريكي وتكون السبب في فوزه .. وإن شاءت أبت وتكون السبب في إسقاطه !! .. وسبحان الله الذي يضع أسراره في أضعف مخلوقاته !! .. دولة عملاقة بكل القياسات والمعايير ترجو من تلك الدولة الفقيرة الكئيبة الكالحة المغلوبة على أمرها لتقف بجانب الرئيس الأمريكي ( ترمب ) !! .. وذلك حتى يفوز بجولة أخرى في رئاسة الولايات الأمريكية !! . من يصدق ذلك القول العجيب ؟؟ .. ومن يصدق ذلك اللغز المحير ؟؟ .. والعارفون بأحوال وأسرار تلك الانتخابات الأمريكية يقولون أن المستشارين في لجنة انتخابات الحزب الجمهوري الأمريكي يؤكدون بأن السيد ( ترمب ) في حاجة شديدة للغاية لحدث تاريخي كبير يدعم ذلك الرئيس ( ترمب ) .. ويرون أن ذلك الحدث التاريخي سوف يتمثل في حال اعتراف دولة السودان بذلك الكيان الصهيوني بجانب دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين !!.. وفي مقابل تحقيق تلك الغاية الخطيرة فإن دولة السودان في هذه الأيام تمثل تلك القيمة العالية والعالية جداً في سياسات الولايات الأمريكية .
لو تواجدت في قيادة السودان في هذه الأيام تلك العقول الواعية العالية الذكية اللبقة لاستغلت تلك الحاجة وأركعت أمريكا تحت الأقدام .. والسياسة لباقة ومهارة وشطارة لمن يجيدون تلك المهنة .. وتلك الجهات التي تتنافس بالفوز بالرئاسة الأمريكية يمكن استغلال أطرافها بمنتهى الذكاء ،، وذلك دون الميل الكلي الغبي لطرف من الأطراف كما يحدث عادة من أبناء السودان .. ولو كان هؤلاء أبناء السودان من الماهرين الأذكياء في أمور السياسة لاستغلوا الحزب الجمهوري الأمريكي بفرض كافة الشروط التي تبرئ ساحات السودان براً وبحراً وجواً .. وبنفس القدر لاستغلوا الحزب الديمقراطي الأمريكي بتلك المراوغات التي تبرئ ساحات السودان في كافة المجالات .. والظروف مواتية جداً لدولة السودان أن تستغل تلك الحاجة الشديدة دون أن تبدي ذلك الميل الغبي البليد لطرف من الأطراف .. والمعروف أن أبناء السودان يشتهرون بذلك النوع من الغباء المطبق في الأمور السياسية .. وذلك الميل والانهزام معروف ومعهود في أبناء السودان منذ لحظة الاستقلال .. ومع الأسف الشديد لا توجد في السودان تلك العقليات السياسية الماهرة الكبيرة التي تستغل مثل تلك السانحة المتاحة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست