مصطلح الأرباح الخيالية في عرف هؤلاء التجار بالسودان !!
هؤلاء التجار بالسودان لديهم ذلك المنطق المنحرف الخائب والتعريف العجيب لمصطلح التجارة والأرباح .. وبنفس القدر فإن هؤلاء أصحاب محلات تعبئة الغاز بالبلاد يمارسون نفس تلك الأطماع والجشع في تجارة تلك السلعة الهامة في حياة الناس .. وهي تلك الممارسات الظالمة والجائرة المعهودة في كافة تجار السودان .. وسلعة ( غاز الطبخ ) هي من تلك السلع الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها بحجة أنها غير ضرورية وملحة .. وتلك البيوت السودانية في أغلب الأحيان تعتمد على ذلك الغاز في حال الطبخ .. ورغم ذلك فإن تلك السلعة تواجه اليوم أبشع أنواع الاستغلال والتلاعب في الأسعار والأوزان والمواصفات في غياب تلك الحكومة ( المنحوسة ) برئاسة السيد عبد الله حمدوك .. وهي تلك الحكومة الغائبة كعادتها عن كافة الأنشطة التجارية بالبلاد .. ولا تتدخل إطلاقاً لمراقبة ومعاقبة من يتلاعبون في تلك الأسعار .. وكأنها حكومة ( شكلية فقط ) وغير مسئولة عن ذلك التلاعب الكبير الذي يمارس في كافة أسعار السلع بالبلاد .. والسؤال التقليدي الذي يشغل أذهان الناس في هذه الأيام هو : ( ما هي تلك التكلفة الحقيقية لقيمة غاز الطبخ من المنبع وحتى محلات بيع الغاز ؟؟ ) .. وقد أجاب على ذلك السؤال صاحب محل لبيع ذلك الغاز بمنتهى الصراحة والصدق ،، وقال أن تكلفة تعبئة أنابيب الغاز وحتى وصولها لباب المحلات هي في حدود مبلغ ( 170 جنيه سوداني ) .. وذلك بعد إضافة تلك العمولات الإضافية لسماسرة الغاز وأجرة الترحيل .. وكان من البديهي أن يكون السؤال التالي هو : ( ولماذا تبيعون تلك الأنابيب الجاهزة المعبئة بالغاز بمبلغ 500 جنيه سوداني في أفضل الأحوال ؟؟ .. أي بربح مقداره 330 جنيه سوداني ونسبة الربح في تلك الحالة تعادل %195 ؟؟ ) .. وتلك النسبة من الأرباح الفاحشة لا تحدث إطلاقاً في أية دولة من دول العالم التي تحترم نفسها وتتواجد فيها تلك الحكومات التي تردع وتعاقب !!.. وهنالك محلات أخرى لبيع ذلك الغاز تبيع تلك السلعة بأضعاف أضعاف ذلك السعر .. فأجاب ذلك التاجر أيضاً بمنتهى الصراحة والوضوح وقال : ( نحن كتجار في هذا البلد نرفع قيمة السلع بمقدار حاجة الناس الشديدة لتلك السلع الضرورية ،، وهي تلك السلع التي لا يستغنى عنها الناس في أية لحظة من اللحظات .. وبالمختصر المفيد فنحن تجار السودان نستغل بشدة ذلك التلهف الشديد من قبل الزبائن في هذه البلاد لنربح المزيد والمزيد من الأموال !!.. ونتلاعب في تلك الأسعار بالقدر الذي نريد ونشاء .. ولا توجد في السودان إطلاقاً تلك الجهات التي تسأل حين نرفع الأسعار كيف نشاء !.. ولذلك فنحن لا نتقيد إطلاقاً بتلك الأخلاقيات التجارية التي تنادي بتلك النسب المعقولة من الأرباح !! .. وكذلك لا نتقيد إطلاقاً بتلك الخزعبلات التي تجتهد لتقارب التكلفة الفعلية لتلك السلع مع قيمة البيع !! .. ولا نتقيد إطلاقاً بفرضية العرض والطلب كما يقول هؤلاء أهل الاقتصاد البلهاء .. وتلك القيود التي تحدد الأسعار تعد بلادة وغباء وفشل في مفاهيم التاجر السوداني .. وتكلفة السلعة المعروضة مهما تكون قليلة ورخيصة فهي لا تعني شيئاً في عرف التاجر السوداني !.. فهو ذلك التاجر الذي يريد المزيد والمزيد من الأرباح .. فالعبرة لدى التاجر السوداني تتجسد في أكبر قدر من الأرباح تحققها سلعة من السلع وليست العبرة بأدنى تكلفة يدفعها التاجر عن تلك السلعة !! .. ثم أسترد ذلك التاجر وقال : نحن تجار السودان عادةً نبرر ونربط تلك الزيادات في أسعار كافة السلع المعروضة ( بالدولار) .. بينما أن معظم تلك السلع ليست لها أية صلة من الصلات بارتفاع أو انخفاض قيمة ( الدولار ) بالبلاد !! .. والمضحك في الأمر أن هؤلاء التجار بالسودان يعرفون جيداً ذلك التلاعب باسم ( الدولار ) .. وحين يسألهم الناس عن أسباب ذلك الربط بين ( الدولار ) وكافة السلع والخدمات بالبلاد يجيبون بمنتهى الخبث والمكر قائلين : ( تلك هي من أسرار مهنة التجارة بالسودان !! ) .. فيا عجباً ويا عجباً من أسرار تلك المهنة !!
تلك المهازل التجارية التي تجري في البلاد هي قائمة في غياب تلك الحكومة ( المنحوسة ) للسيد عبد الله حمدوك ,, وهي تلك الحكومة المؤقتة الغائبة كلياً عن ساحات التجار والأسواق .. وغائبة كلياً عن ذلك التلاعب الذي يجري في الأسعار .. ويفترض في تلك الحكومة من أول يوم تولت فيه مقاليد الحكم بالبلاد أن تضبط تلك الأسواق السودانية من تلاعب هؤلاء التجار الخبثاء الجشعين المعروفين بالجشع الشديد منذ استقلال البلاد .. وأن تراقب تلك الأسعار في البلاد بطريقة حاسمة وجازمة تردع هؤلاء الخبثاء من التلاعب في مصائر الأمة السودانية .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الحكومة المؤقتة الحالية قد ولدت خائبة ،، ثم نشأت خائبة ،، ثم ترعرعت خائبة .. وهي من أفشل وأضعف الحكومات التي حكمت البلاد منذ لحظة الاستقلال .. ولا تملك مثقال ذرة من ذلك الأثر والتواجد والمفعول في حياة الإنسان السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست