الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (3) بقلم د ابوبكر شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2020, 06:53 PM

أبوبكر خليل شداد
<aأبوبكر خليل شداد
تاريخ التسجيل: 06-25-2020
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (3) بقلم د ابوبكر شداد

    06:53 PM September, 23 2020

    سودانيز اون لاين
    أبوبكر خليل شداد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    نواصل الاقتباس من حديت الاستاذ الطيب صالح رحمه الله عن قضية الهوية للتعرف اكثر علي رؤيته الشخصية للقضية ومضاعفاتها في بلد مزقته الصراعات الايدلوجية والعراك الثقافي وذلك لقراءة مجمل الاراء التي عبر عنها في حوار قديم كنت أجريته معه ونشر في صحيفة (الخرطوم) السودانية المعارضة في عددي 26-27 أبريل 1998.

    سألت الأستاذ الطيب صالح :



    ولكن أين إذا موقعنا نحن في السودان من القائمة العربية ونحن أكثر من عشرين مليون عربى



    -أجاب الأستاذ الطيب صالح بسؤال ، لماذا تشغل نفسك بهذه القائمة أو بغيرها ...أنت بلد طويل عريض...لديك تاريخ حافل وممتد.


    أنت كما أنت ..إذا كان من حولك يجدون فيك شيئا يفيدهم، حتما سوف يأتون اليك ... ثم ان السودان ليس مجهولا ولا هو محتقر كما تظن ..هناك جهلاء فى العامة يسيئون : نعم ... ولكن هناك أناس يعرفون قيمة السودان وعلمائه منذ وقت طويل ..وأسألك،

    هل الناس هنا يعرفون موريتانيا اكثر من السودان؟.. الصومال؟

    ...عندما تسأل عن (عمان) دولة قديمة وعرب معروف عروبتهم ...اسألهم عن اليمن ....هذه أمور من طبيعة الظروف ونحن لأننا


    حساسين، وفى هذا الجو كل فرد يعالج الأمر بطريقته ...البعض بالضحك والسخرية منا، ولكن لا يجب أن تأخذ هذه المواقف وتبنى عليها قرارات ...خلاص يجب أن ندير ظهورنا للعرب ...أنت الشمالى العربى المسلم لا خيار لك.


    ويوضح الأستاذ الطيب صالح بالمناسبة اذا كنت تبحث عن قضية الهوية، كلمة (هوية) هذه كلمة جديدة فى المعجم وأدخلت حديثا للتضليل
    و ليس للتعريف! .يضيف، السياسي والمثقف الجنوبي فرانسيس دينق قال لي ذات مرة : يجب عليكم أن تعترفوا أنكم لستم بعرب! .. وأضاف الأستاذ، فى النهاية سوف يأتى من يقول لك هل أنت متأكد من أنك مسلم ؟




    لعلي اكتفي مؤقتا بهذا القدر من الاقتباس المطول من حديث الاستاذ الطيب صالح والذي يوضح كيف تأزمت قضية الهوية في السودان الحديث مع تراكم الأخطاء السياسية والمجتمعية التي افضت في نهاية الأمر لانفصال جنوب السودان عن شماله بعد صراع مرير امتد لأكثر من نصف قرن.
    واظنه ضروريا ان نتطرق للظرف التاريخي والمناخ السياسي عبر الحقب المتعاقبة لما له من تأثير كبير في تشكيل الوعي وتشكل عناصر الهوية في السودان .
    يمكن القول أن الهوية السودانية تراكمت عناصرها عبر الحقب التاريخية المختلفة علي هذه الرقعة من الأرض بمختلف مسمياتها، فقد عرفت البلاد في فترة ما قبل الميلاد باسم كوش وهو الاسم الذي ذكر في التوراة وعرفت أيضا باسم بلاد الأقواس (تاسيتي) مرورا باسم بلاد النوبة (أرض الذهب) في المصرية القديمة كما عرفت باسم إثيوبيا في اللغة اليونانية القديمة وتعني بلاد الوجوه المحروقة وشمل اسم إثيوبيا رقعة كبيرة امتدت من ساحل البحر الأحمر الي غرب أفريقيا. لكن بلاشك تراكمت معطيات الحضارة في هذه الأرض عبر حضارات زاهرة علي مر العصور في عدة ممالك ودول حيث وفرة الماء في حوض النيل مثل مملكة كرمه ومملكة مروي ومملكة نبته التي تمددت حدودها من شمال السودان حتي حكمت فلسطين ومصر والي ساحل البحر المتوسط. وقد عاد تاريخ الملوك الكوشيين للذاكرة العالمية مؤخرا مع ﻛﺸوفات الآثاري النمساوي ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺷﺎﺭﻟﺲ ﺑﻮﻧﻴﺔ الباحث في تاريخ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻪ ..كما ﺻﺪر مؤخرا ﻛﺘﺎﺏ (الفرعون الاخير) لمؤلفه ﺍﻟﻜﻨﺪﻯ ﻫﻨﺮﻯ ﺍﻭﺑﻴﻦ والذي يحكي قصة ﺍﻧﻘﺎﺫ الكوشيين ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ الملك ﺗﺮﻫﺎﻗﺎ ﻻﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ‏ وهي قصة اثيرة في التاريخ الباكر لليهودية حدثت ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻵﺷﻮﺭﻯ ﻟﻠﻘﺪﺱ ‏ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 701 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ وذكرت ﻓﻰ العهد القديم ﺳﻔﺮ ﺣﺰﻗﻴﺎﻝ حيث أنقذ الملك الكوشي ترهاقا أبناء يعقوب من بطش الاشوريين.

    اعقب ذلك دخول وانتشار المسيحية و قيام الممالك المسيحية في وادي النيل مثل ممالك نوباتيا، مملكة المقرة ومملكة علوه في منطقة سوبا جنوب الخرطوم حاليا والتي يرجح تأثر هذه الممالك بمملكة أكسوم المسيحية في الحبشة التي قامت علي مذهب القسيس الموحد آريوس الذي انتشر في مصر وأفريقيا وإسبانيا بعد رفضة القاطع لعقيدة الثالوث المقدس وفكرة الوهية المسيح التي تبناها مجمع نيقيا الكنسي في عهد قسطنطين الأول عام 325 ميلادية، ولعل هذا ما يفسر احتفاء النجاشي بالمسلمين الأوائل و قبول كثير من هذه الشعوب الآريسية الموحدة لدعوة الاسلام لاحقا كما حدث في مصر والأندلس وأفريقيا ومنها السودان وقد جاء ذكر القسيس آريوس في رسالة الرسول (ص) الي هرقل عظيم الروم (أسلم، تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الاريسيين، بمعني إثم اضطهادهم وارغامهم ليقبلوا عقيدة الثالوث).
    أعقب ذلك دخول الإسلام صلحا لا فتحا وذلك عبر معاهدة (البقط) بين المسلمين القادمين من مصر ومملكة المقره المسيحية في شمال السودان وذلك بعد فشل جيوش عبدالله بن أبي السرح في دخول السودان حربا. عقدت الاتفاقية عام 651 م واستمرت لأكثر من 700 عام دخل خلالها الإسلام السودان سلما مع حركة التجارة والبشر عبر شمال السودان. ومع انتشار الإسلام المضطرد في ارجاء البلاد قامت الممالك الإسلامية لاحقا في كل من مملكة تقلي في جنوب كردفان وكذلك مملكة الفور في غرب السودان كما قامت السلطنة الزرقاء أو مملكة سنار في النيل الأزرق عبر تحالف كبير بين القبائل العربية من العبدلاب والافريقية من الفونج في العام 1504 م وذلك بعيد سقوط الأندلس مما حدا بالمفكر السوداني أبوالقاسم حاج حمد الي وصف ميلاد مملكة سنار الإسلامية بالفردوس الموجود عوضا للمسلمين عن فقدان فردوس الأندلس المفقود. ولعله من الغريب ان نذكر بحزن ان مواقع قيام الممالك الاسلاميه الاولي في السودان هي الآن من أكثر المواقع التي يحتدم حولها الصراع السياسي والجدل حول قضية الهوية.
    سقطت مملكة سنار تحت ضربات جيش الغزو التركي المصري في عهد الخديوي محمد علي والذي ارسل حملته في العام 1821م بحثا عن المال والرجال واعقب ذلك قيام الثورة المهدية في العام 1981 وانضمام كثيرين الي دعوتها لتحرير البلاد وحتي فتح الخرطوم وطرد المستعمر ولكن اعقب ذلك عودة الاستعمار الانجليزي للانتقام واعادة الاحتلال عبر مصر بما عرف بالحكم الثنائي لستة عقود تم خلالها ضم إقليم جنوب السودان في العام 1870 بينما تم ضم مديرية دارفور بعد الحرب العالمية الأولى في العام 1916.
    لم يكن غريبا انتشار الثقافة العربية الإسلامية في بقاع السودان تبعا لقيام الممالك الإسلامية والهجرات المتتالية من البلاد العربية للسودان علاوة علي هجرات بعض القبائل العربية العائدة من الأندلس الي غرب السودان وكذلك هجرات القوافل العابرة من غرب إفريقيا في طريق الحج.



    شكل كل هذا الزخم والتداخل تأصيلا للثقافة العربية الإسلامية في وسط وشمال السودان رغم بقاء بعض المناطق بعيدة عن هذا الانصهار الثقافي، يعلل البعض عزلة جنوب السودان ومناطق اخري عن التأثر بالثقافة العربية الإسلامية بمحدودية حركة القبائل العربية الرعوية اساسا في المناخ الاستوائي الماطر والذي لا يناسب حياة الرعاة ولا يشبه البيئة الرعوية شبه الصحراوية في شمال السودان والجزيرة العربية. وقد ذكر البروفيسور عبدالله علي ابراهيم ملاحظة طريفه مفادها ان البعوض يعتبر حشرة ذات حس وطني عال، دافعت عن الأفارقة في وسط القارة لازمان ضد هجمات وتوغل تجار الرقيق الغربيين وحتي اكتشاف الغرب للأدوية في القرن السابع عشر، ويورد الأستاذ كريم طرابلسي
    ان السير رونالد روس عاد من رحلة استكشافية إلى سيراليون قاد خلالها الطبيب البريطاني الجهود لمكافحة مرض الملاريا الذي قتل العديد من
    المستعمرين الإنجليز في البلاد. وعقب عودته في 1899 ألقى روس محاضرة في ليفربول حول تجربته، حيث أعلن بأن "نجاح الإمبريالية في القرن القادم سوف يعتمد إلى حد كبير على النجاح الذي سنحرزه من وراء المجهر و البحث العلمي.
      السير روس، فاز لاحقا بجائزة نوبل للطب بفضل أبحاثه عن الملاريا، لكنه أنكر لاحقا أنه كان يتحدث تحديدا عن دور عمله. لكن مقولتة أوجزت بدقة كيف أن جهود العلماء البريطانيين كانت لا تنفصل عن محاولات حكومتهم الحثيثه لغزو وإخضاع العالم.
    رغم كل هذه العوامل الطبيعية والجغرافية وتأثيرها في محدودية التواصل بين اطراف البلد القارة الا انه لا يمكن اغفال اسباب وسياسات المستعمر التي عمدت الي تعزيز عزل جنوب السودان عن شماله بغرض افساح المجال واسعا للنشاط التبشيري عبر مجلس الكنائس العالمي، فقد اصدرت السلطات الانجليزية في الحكم الثنائي في العام 1922قانون المناطق المقفولة والذي يمنع السودانيين الشماليين من الدخول والإقامة في 7 مناطق منها دارفور وجبال النوبة ولاحقا انحصر القانون علي جنوب السودان الا بإذن مسبق ومسبب من المستعمر ويمنع انشاء المدارس العربية بل وحتي في حالة الزواج من امرأة جنوبية يحظر علي الأب الشمالي أخذ أبناءه معه عند عودته الي شمال السودان. كذلك تم عزل دارفور وإهمال التنمية ومد الطرق وخطوط السكك الحديدية إليها ربما عقابا لها علي وقوف سلطنة دارفور مع الثورة المهدية وأيضا وقوفها مع الدولة العثمانية المسلمة ضد بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.
    يتواصل الحديث في المقال الرابع عن بواكير تشكل الهوية الوطنية بين الثقافي والسياسي

    * *

























                  

العنوان الكاتب Date
الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (3) بقلم د ابوبكر شداد أبوبكر خليل شداد09-23-20, 06:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de