|
اللاجـيء لا يـمكن طـرده حـتي ان لم يتجـنس بقلم:د. ابومحمد ابوآمنة
|
04:46 PM September, 19 2020 سودانيز اون لاين ابومحمد ابوآمنة-السودان مكتبتى رابط مختصر
علت في الفترة الاخيرة اصوات في شرق السودان تطالب بمراجعة اوراق التجنس والاقامة واللجوء بالنسبة للارتريين وطردهم, لانهم كذبوا في البيانات ولان ابراهيم محمود وزير الداخلية في فترة من فترات الانقاذ تساهل معهم. اللاجؤون الارترون حضروا للسودان في خمسينات وستينات القرن الماضي, وابراهيم محمود حين ذاك لم يمكن مولودا علي ما اعتقد, او ربما كان تلميذا في الكتاب. اثارت بعض العناصر نيران الكراهية والتنافر بين مكونات الشرق المختلفة, والتي عاشت علي وئام وسلام علي مر الاجيال. فاشعلوا النيران ودقوا طبول الحرب, فوقع العديد من الشهداء الابرياء من الجانبين. اننا يجب الا نملء شعور الجماهير بشعارات جوفاء لا يمكن تحقيقها علي ارض الواقع. فاللاجئ الذي يحمل الوثائق الثبوتية لا يمكن طرده, واللاجيء الذي لا يحمل وثائق تجنس ولكنه مكث في البلد المضيف كالسودان اكثر من 10 سنة متتالية, وفقد الصلة ببلده, لا يمكن طرده. ترمب وعد ناخبيه في الانتخابات الاخيرة بطرد اللاجئين والمتسللين والمسلمين من الولايات المتحدة. فهل تمكن من تنفيذ وعوده؟ كلا .. ثم كلا , فوجد قوانينا دولية صارمة تحمي حقوق اللاجئين. حين عجز عن الايفاء بتعهداته الانتخابية لجأ ترمب الي بناء السور الفاصل. تقول مواثيق الامم المتحدة: "يستحق اللاجئون على الأقل، نفس معايير المعاملة التي يتمتع بها غيرهم من المواطنين الأجانب في بلد معين، وفي كثير من الحالات نفس المعاملة التي يتلقاها مواطنوهذا البلد." هل يمكن طرد سوداني من بلده؟ طبيعي لا, واللاجئ يتمتع بنفس الحقوق, وعليه لا يمكن طرده. ومن ارتكب اجراما منهم يجب ان يحاسب, دون تعميم الاجرام علي الكل. يوم تطلب الحكومة السودانية افتراضا من اللاجئين الارتريين اوغيرهم بالمغادرة, ستواجه بعاصفة استنكارات من منظمات الامم المتحدة, ومنظمات حقوق الانسان الدولية, والحكومات الديمقراطية في شتي انحاء العالم, وتعود مرة اخري للعزلة الدولية القاتلة. عندما نعبئ شعور الجماهير حول مطالب معينة, يجب ان تكون هذه مطالب يمكن تحقيقها ونابعة من تطلعاتهم, لا مطالب مستحيل تنفيذها. في الشرق وقعت كوارث انسانية في الاسابيع الاخيرة, ونحن نعبئ الجماهير وراء مطالب يستحيل تنفيذها, فمات العشرات, واحرقت الاسواق, ونحرت الابقار دون سبب, وشردت العوائل, وانتشرت الكراهية والبغضاء. لماذا لا نحشد الجماهير حول مطالبها السياسية التاريخية, مثل · الحكم الفيدرالي وحكم ابناء الاقليم انفسهم بانفسهم, · الاستيلاء علي موارد الاقليم, · التنمية الحقيقة للمناطق المتخلفة, · التمييز الايجابي, وحق العمل لابناء الشرق. تركنا كل هذا جانبا وقلنا اطردوا اللاجئين الارتريين. وهؤلاء يتمتعون بحقوق دولية لا تستطيع حكومة السودان التعدي عليها اوسحبها منهم بجرة قلم. يتمتع اللاجئ بكل هذه الحقوق: · علي راسها عدم الطرد · الحماية القانونية من الملاحقة بتهمة الدخول غير القانوني · الحق في السكن والحق في العمل · الحصول على التعليم والحصول على المساعدات العامة · الوصول إلى المحاكم · الحق في الحصول على وثائق الهوية والسفر وفي النهاية ما يربط اهل الشرق بالاريتريين اكثر مما يجمعهم بسودانيين في مناطق معينة, فيجمعهم الدين, اللغة, الدم, الارض, والتقاليد, الثقافة, والتاريخ والمعتقدات الطائفية, فكل مسلمي ارتريا هم من انصار الطريقة الختمية. وانصار الختمية ليسوا بقليلين في الشرق. والناظر الجد كان منهم, رحمة الله عليه.
|
|
|
|
|
|