ما يجري الان في السودان ، من مشقة في الحصول علي الضروريات ، وصراع وقتال بين القبائل، واهمال كامل في أداء الواجب الوطني وتوفير الخدمات فضلا عن الانفلات الأمني الذي طال كل المدن الكبري بما فيها مدن ومناطق العاصمة الخرطوم...والصراع الظاهر والخفي بين مكونات الحكم الانتقالي...كلها مؤشرات خطيرة تهدد مسيرة الفترة الانتقالية...وأكثرها مقصودة ومدبرة وكأنها عقوبات مستحقة لهؤلاء الشباب الذين فجروا الثورة...حتي لا يكررونها مرة أخري! صحيح هناك مظاهر هنا وهناك تشي الي انتقالنا من عهد البطش والظلم ومغادرة ( الأرض الخراب ) التي خلفتها حكومة( الانقاذ ) ونعيش مرحلة الانتعاشة التي تعقب كل الثورات الشعبية في انتظار تحقيق الأحلام الكبري، ومنها ترميم وصيانة البيت الداخلي، وترسية وترسيخ المفهوم الصحيح للمارسة الديمقراطية...والاهم مع كل ذلك التحضير لمرحلة الاستقرار السياسي وبناء الدولة الحديثة. ولكن المشهد السياسي والأمني والاقتصادي يقول بعكس ذلك ويومية الأحداث تؤشر الي حركة نكوص وتراجع عن تلك المبادئ مع وجود رغبات محمومة من بعض الأطراف بالعودة بنا الي ( ما قبل الانقاذ) ثم الانتقال الي مرحلة ( الانقاذ الكبري) كما هو مخطط له. ويتمثل ذلك في مظاهر الانفلات الأمني غير المسبوقة داخل المدن بل والحي الواحد، والتحرش الممنهج بالسلطة المدنية ، ومحاربة كل خطوة ثورية تقوم بها لجان المقاومة بل ومعاقبتهم بالضرب بالسيط والاعتقالات والتهميش رغم أنهم هم من ثار وضحي من أجل التغيير...وكلها مقدمات مخيفة لؤاد الديمقراطية الرابعة بذات السيناريو الذي تم استخدامه مع ااديمقراطيات الثلاثة السابقة. لقد تحولت الفترة الانتقالية ، التي كان من المفترض أن تكون ( استراحة محارب) استعدادا (لأم المعرك) في بناء الوطن..الي كابوس و( دورة تدريبية) في الانتقام من هؤلاء الثوار ، وكأن واقع حالهم يقول لهم: أيها الثوار ...شكرا لكم..لقد انتهي دوركم...ولم نعد في حاجة لكم فقد خدمتم أهدافنا وسنكمل المشوار...لقد افترقت بنا الطرق !! نقول ذلك بحسرة والم..ولن نلوم زماننا...فاللوم فينا ...وكأننا لا نعي الدرس رغم تكراره أربعة مرات ولذات الاسباب والعدو واحد.... تري ...متي تخلص ( الدورة التدريبة) في الانتقام من الشعب السوداني ؟ أم ان لشباب الثورة رأي أخر ؟ د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة