أمتلأت الأسافير ضجيجا بشأن الصلح مع أسرائيل بين مؤيد ومعارض. من عجب أن من تولى كبر المعارضة أحدهم يدعى د. ياسر أبشر ويقيم في أمريكا. سبب العجب هنا هو البداهة. فإذا كنت أنت لا تؤمن بالسلام مع أسرائيل، وتؤمن بوجوب مجاهدتها لطردها من ديار الأسلام والمسلمين، فماذا تبقى أنت في أمريكا، حاضنة أسرائيل، لماذا لا تخرج معتمرا سيفك، راكبا ناقتك مبتغيا إحدى الحسنيين؟!
يقرر الأستاذ محمود محمد طه بأن (الحل العسكري غير ممكن، على الإطلاق، وذلك لأمر بسيط، وهو ان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وانما يحاربون، من ورائها، دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيها قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك). "الشرق الأوسط"، لذلك، فالأستاذ محمود محمد طه يوصي بضروة اللجؤ للحل السلمي، بل وزاد على ذلك بقوله أن (إسرائيل ستنال اعتراف العرب بها دون ان يقبض العرب ثمن الاعتراف وبعد ان يقدم العرب الاعتراف علي أقساط).
لقد شهدنا جميعا أن ذلك تمّ كما تنبأ به الأستاذ محمود محمد طه، فقد خرّج جيلنا كله "من المحيط الى الخليج"، وخرج مسلمونا "من طنجة الى جاكارتا" مطالبين برمي أسرائيل في البحر، فأثرنا العواطف، وجيّشنا الجيوش، ولعلعت إذاعتنا بأحمد سعيدها المسلم، وجوليا بطرسها المسيحية وربما سوسن حماميها الدرزية أو غيره فلم نعد من أسرائيل الا بالأكفان وأشجان رأفت الهجان الكذوبة.
ها هي الدول العربية، "أهل الجلد والرأس" قد أخذت تتسابق، سرا، وجهرا، للصلح مع أسرائيل.
لقد جرى هذا الأمر على أقساط، كما تنبأ الأستاذ محمود محمد طه، وحدث بدون أن تدفع أسرائيل الثمن كما قال.
الا تعجبون معي أن شعوبنا في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق تبيت على الطوى بفعل تعنتنا، في عالم يقوم على المصالح والمنافع المشتركة، نبيت على الطوى ولا نزال نناضل من أجل أناس هم أنفسهم باعوا قضيتهم، ويسكنون في "مخيمات" مكيفة الهواء!!. الا تتذكرون أن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، السيد أحمد قرّيع، هو من باعت مصانعه الأسمنت لبناء الجدار العازل بين تل ابيب وغزة. يقبض الثمن صباحا، وفي المساء تنعق إذاعته أن "هبوا لدك الجدار"، وصباح اليوم الذي يليه تحمل أبنته هويتها الإسرايئلية لتعبر حواجز الشرطة لمكان عملها في تل أبيب محيية الجنود على طول الطريق "شالوم!! شالوم!!".
بأمكاني أن أعدّد شواهد لا تنتهي من لقآءات العرب، والأفارقة، ونحن منهم، والمسلمين، سرا، وجهرا، بأسرائيل ولكن لماذا أفعل ذلك و"نجمة داؤود"، كتفا الى كتف، مجاورة "أهلة الأزهر"، لماذا أفعل هذا وأبن الشيخ "البرهان" منحن في عنتبي يكاد يقبل يد أبن الحاخام؟!
أصطلحوا مع أسرائيل الآن، فقد مضى من الوقت ما يكفي والأردن تصدر "الكبكي" السوداني لتل أبيب على أنها بلد منشا، وجوافتنا تعبر أرض كنعان ونحن نيام.
قوموا الى صلحكم يرحمكم الله وأبشر أبشر فيرجينيا هذا أن قد سترى "غريبا" بعيني رأسك "مساير" اليهود وأغطية نصف رأسهم تجول ما بين خيبر والبقيع فأين ستذهب يومها "عنترياتكم" التي ما قتلت ذباب؟!
أين الملايين؟!
عبدالله عثمان
وذو الشوق القديم وإن تعزّى مشوق حين يلقى العاشقينا
--
العنوان
الكاتب
Date
أصطلحوا مع أسرائيل: أهل البكاء غفروا والجيران كفروا بقلم:عبدالله عثمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة