( والشي الغريب ان الذين شملهم زيادة الرواتب معظمهم لم يشاركوا في الثورة وبعضهم لايؤمن بها بينما الذين خرجوا للشوارع شاهرين لافتات تطالب بإسقاط النظام الضلالي المقبور واقامة دولة القانون والمؤسسات التي تراعي حقوق الانسان صاروا ضحايا لثورة صنعوها بايديهم وبكل اسف زاد الأمر سوءا في الجانب الاقتصادي وفي جانب السلام الاجتماعي فشلت الحكومة في ايقاف الصراعات القبلية في بورتسودان وقبلها في مدينة الجنينة التي سرعان ما تتوقف حتي تعاود الاندلاع مره اخرى نتيجة ...... ) .
الأخ الفاضل / علاء الدين محمد ابكر التحيات لكم وللإخوة القراء الأفاضل
أثابكم الله خير الثواب ومقالكم يتناول تلك الحقائق الموجعة المؤلمة التي يعيشها الشعب السوداني بعد تلك الانتفاضة الغالية النفيسة التي كانت قيمتها وتضحياتها تلك الأرواح النبيلة الطاهرة .. والمقال من البداية للنهاية يوضح صدقاً ذلك الواقع المؤسف الذي تعيشه الأمة السودانية المغلوبة على أمرها .
وقد لفت انتباهنا تلك الملاحظة الأكيدة الواردة في الفقرة أعلاه .. حيث دائماً وأبداً فإن تلك الحكومات الجديدة في البلاد تبادر سريعاً وتجتهد أولاً في إرضاء تلك الفئة العاملة في مكاتب دولة السودان بزيادة الرواتب والأجور .. وتهمل كلياً ذلك السواد الأعظم من أفراد المجتمع السوداني .. وهو ذلك السواد الأعظم الذي لا يقاضي تلك الرواتب والأجور .. وفي نفس الوقت هو ذلك السواد الأعظم الذي دائماً وأبداً ينتفض ويثور ويواجه الموات في ساحات الانتفاضة .. وهؤلاء الموظفين والعمال الذين يتمتعون بتلك الزيادات في الرواتب والأجور كل مرة لمجرد أنهم يعملون في مكاتب الحكومة قد لا يشاركون إطلاقاً في تلك الانتفاضات ،، وقد لا يؤمنون بتلك الانتفاضات من الأساس .. وقد لا يضحون بأنفسهم وأرواحهم في وقت من الأوقات .. وقد يكونوا من هؤلاء السدنة الذين يوالون النظام البائد !!،، وقد يكونوا من هؤلاء الذين يلعنون القائمين بأمر تلك الانتفاضات .. ورغم ذلك فإن حظ هؤلاء من السماء !!! .. وذلك فقط لأنهم يعملون في مكاتب الدولة .. والمصيبة الكبرى تتجسد كل مرة بعد تلك الانتفاضات حين تجتهد تلك الحكومات الجديدة في زيادة الرواتب والأجور لهؤلاء العاملين المحظوظين في دواوين الحكومة ،، حيث أن تلك الزيادات في الرواتب والأجور تكون سبباً أساسياً في ارتفاع كافة أسعار السلع والخدمات في البلاد بطريقة جنونية .. وحينها فإن ذلك المواطن المغلوب على أمه والذي لا يعمل لدى الحكومة ولا يتقاضى قرشاً واحداً من تلك الزيادات في الدخول يواجه كل مرة كارثة ارتفاع تلك الأسعار في البلاد دون أي ذنب أو جرم !!.. حكومات ملعونة وظالمة وجاحدة لا تفكر بطريقة سليمة ،، ولا تعدل إطلاقاً بين مكونات وأفراد المجتمع السوداني .. ولكنها بغباء شديد للغاية فقط همها الأول والأخير هو إرضاء تلك الفئة العاملة في مكاتب الدولة ،، ولا تهمها كثيراً معاناة السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني .. وذلك السواد الأعظم يشمل كافة مكونات المجتمع السوداني ،، حيث الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين والعاطلين عن العمل والطلاب والشيوخ وكبار السن والمرضى من الناس الذين يكابدون الويلات .. فشعب السودان ليس فقط هؤلاء العاملين في مكاتب الدولة !!.. يا ناس ،، يا مسئولين ،، يا بجم ،، يا طراطير ،، فكروا قليلاً ولو مرة واحدة في حياتكم بطريقة سليمة ومنصفة تعادل بين أفراد المجتمع السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة