سنة 1967 م وبعد العدوان على مصر والاردن وسوريا في حرب الايام الستة، لم تجد مصر المهزومة عسكرياً وسياسياً مُخرجاً لها من ازمتها الا السودان في مؤتمر القمة العربية بالخرطوم. قام قادة السودان بإجراء صلح بين جمال عبدالناصر وفيصل بن عبدالعزيز ال سعود نتج عنه عودة العلاقات ودعم مادي سنوي لمصر والاردن بمبلغ 147 مليون جنية استرليني .(ويكبيديا-مؤتمر القمة العربية في السودان1967).وكان السودان فاعل خير وتم وحتى صورة قادة المؤتمر تمّ التقاطها بدون الزعماء الذين اجروا وساطة الصلح (ويكبيديا – القمة العربية – الخرطوم 1967). بعد اتفاقية كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر (26.مارس.1979) والتي خاضها انور السادات بمفرده تاركاً كل العرب وراء ظهره ، وأحدثت شرخاً سياسياً داخل مصر، و داخل العالم العربي الى يومنا هذا. وقاطعته الدول العربية، وطُردت مصر من الجامعة العربية ونُقلت الجامعة العربية من مصر الى تونس، ونكسّت الاعلام.ولم يتبقَ لمصر المؤمّنة الاّ عُمان و الجار الجنوبي لمصر(السودان)،اذ لم ينكس السودان علمه ولم يقطع العلاقات الدبلوماسية بل رقّى العلاقة الى تكامل بين الدولتين .وحتى هذا التكامل كانت اتفاقياتاته مجحفة بين الطرفين ، كان يمكن أن تجد مكانها على الارض لولا رجال أحبوا السودان وشعبه، وتمّت اقالتهم بعد رفضهم التوقيع على تلك الاتفاقيات بعد شهر واحد من تعيينهم على رأس مؤسساتهم وبعد أن أفنوا فيها وفي قارة افريقيا في مجال السكة الحديد زهرة شبابهم ،وقضوا نحبهم بعد الاقالة بأربعة ايام من الرفض (مدير عام السكة الحديد-شاكر عبدالرحمن). أثناء الحكم الديمغراطي الثالث (1985-1989) زار حسني مبارك السودان وحين وصوله لمطار الخرطوم سأله احد الصحفيين سؤالاً تضمّن عبارة (النظام المصري)، فذهب حسني مبارك مغاضباً الى بلاده خلال ساعتين فقط. وبعد الانقلاب على الحكم الديمغراطي في السودان بواسطة الاخوان المسلمين يونيو 1989م ،تمّ تقديم القائد العسكري للانقلاب على انّه حارب مع الجيش المصري جنباً الى جنب في اكتوبر سنة 1973.فكان اول اعتراف بالانقلاب على الديمغراطية الوليدة من الجارة الشمالية (مصر). رفض حسنى مبارك في 1995 مشاركة الحكومة المصرية في مفاوضات وزراء خارجية منظمة الاتحاد الأفريقي في اثيوبيا( إديس أبابا) لحل النزاع الحدودي على حلايب وشلاتين بين السودان ومصر (26–28 June 1995). وبعد محاولة اغتيال حسني مبارك في قمة أديس أبابا(26.june.1995) ، اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال لانطلاق منفذي المحاولة الفاشلة (مصريو الجنسية) من السودان. فأمر الرئيس حسنى مبارك بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرضت الحكومة المصرية إدارتها على المنطقة الى يومنا هذا .(ويكبيديا – محاولة اغتيال حسني مبارك). وكانت مصر تحتمى آنذاك بظل ابنها الامين العام للأمم المتحدة (1991-1996) (بطرس بطرس غالي وزير الخارجية المصرية المعين قبل التوقيع على معاهدة كامب ديفيد، وأفشل امين عام للأمم المتحدة ،حيثُ حدثت في عهده كل من مذابح راوندا بعد اربعة سنوات من موافقته على بيع صفقة أسلحة للهوتو عندما كان وزيراً للخارجية المصرية سنة 1990،والحرب الاهلية الانغولية ،والحروب الاهلية بعد تفكك يوغسلافيا،وتصعيد الازمة الصومالية التي اتهمه فيها بعض الصوماليين بأنّه كان السبب المباشر لهذا التصعيد ، وهو الامين العام الوحيد الذي لم تُجدّد له فترة ثانية بعد ان استخدمت امريكا حق الفيتو لتحول بينه وبين فترة ثانية بالرغم من سعي مصر وبعض توابعها الافريقيات للتجديد له لفترة ثانية). وبناءً على السذاجة والعنترية التي كانت تدار بها الدولة السودانية (1989-2019) . أصدر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، أمراً تنفيذياً طبق بموجبه عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية شاملة على السودان تحت مبرر دعمه (للإرهاب الدولي) نعاني نحن شعب السودان منه ولم يتأذ منه انقلابيي 1989م ولا بطانتهم.وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد ادرجت السودان ضمن قائمتها للدول الراعية للارهاب بتاريخ (18.أغسطس.1993) واتهمت الخارجية الامريكية السودان بأنّه يسمح باستخدام اراضيه ملجأ للذين تصنّفهم امريكا بأنّهم ارهابيون (حماس)، (زعيم تنظيم القاعدة)و(غيرهم كالذين نفذّوا محاولة الاغتيال). بالرغم من احتلال حلايب الصريح من الجارة الشمالية ، الاّ أن وفود ضباط قوات الشعب المسلّحة السودانية تحج الى مصر بإستمرار للتدريب في أكاديمية ناصر العسكريّة، بينما يحج ضباط مصر المؤمّنة الى الولايات المتحدة الامريكية للتدريب والتزوّد بأحدث العلوم العسكرية .ويحج اعلاميو السودان الى أجهزة الاعلام المصرية للتدريب والنهل من مناهل العلوم الصحفية والاعلامية الحديثة .ولا يغيب القانونيون السودانيون بمختلف تخصصاتهم كذلك عن هذه (الحجج). أمّا قادة السودان ،فقد أقام الصادق المهدي بمصر المؤمّنة بعد احداث الجزيرة أبا سنة 1971م مباشرةً بالرغم من استباحة سلاح الطيران بقيادة حسني مبارك لحرمة دماء السودانيين وانصار المهدي خاصّة ، واستباحة حرمة ارض السودان وأرض الجزيرة (أباء) ،ثم أقام فيها جعفر التميري بعد عودته من امريكا بعد الانتفاضة الشعبية على حكمه في 6 ابريل 1985م مباشرةً ، والآن ينعم بالأقامة فيها كلٍ من ابنعوف و صلاح قوش مدير المخابرات السودانية الأسبق بعد انتفاضة ديسمبر ابريل المجيدة عليهم مباشرةً،كما يطيب فيها المقام دائماً لقادة الحزب الاتحادي. كما استرى الكثير من الكيزان وتوابعهم وأبناءهم الميامين شقق سكنية فيها بما ولغوا فيه من مالٍ الشعب السوداني . بالرغم من الاحتلال الصريح لحلايب وشلاتين. النيل (وعليه زيادة 6.5 مليار متر مكعب من المياه السودانية التي تفوق قيمتها اليوم 600 مليار دولار امريكي بينما يتسول السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مبلغ 2 مليار دولار ولايكترث لشعب السودان احد) والود وحسن النويا والتنازلات المستمرة يجروا من الجنوب الى الشمال في الحالة السودانية المصرية، بينما ياتي من الجارة الشمالية كل ...............(فليكمل كل سوداني يقرأ هذا المقال من عنده). علي أبوزيد – السودان 16.8.2020
المرجع : 1-جريدة الشرق الاوسط السعودية. الأحد - 17 محرم 1439 هـ - 08 أكتوبر 2017 مـ رقم العدد ( 14194). العقوبات الأميركية على السودان... خريطة زمنية. تتضمن نوعين من العقوبات تنفيذية وتشريعية.وإنجاز سعودي لرفعه. 2-ويكيبيديا ،بطرس بطرس غالي. 3-وكيبيديا ، محاولة اغتيال حسني مبارك 4-بيت الشعر للاستاذ عبدالرحمن الريح (لو أنت نسيت انا ما نسيت)، فما اراد كاتب المقال استفتاح المقال ب (لو) (لو انت نسيت انا مانسيت) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي ابوزيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست