الشباب السوداني الذين قادوا ثورة ديسمبر المجيدة ،كسّروا بأرواحهم العالية المتفائلة اغلال المستحيل،واخرجونا من ظلام العصابات وليالي التآمر والجهل والانحطاط الذي رزحنا تحت بطشه ثلاثون عاماً غريبة، إيتدأت ببيوت الأشباح ثم اختلاف دهاقنة لياليها الشوم، وانتهت برشوة الرئيس بدراهم معدودات. اعتمدت الثلاثين عاماً على الشباب. شباب تمّت مخاطبة عاطفته الدينية والوطنية ، وتمّ استغلاله بنجاح ، قاتل من قاتل منهم فيما تمّ توجيهه له وقتل شبابٌ نيّر اختلفنا معهم او اتفقنا ، وخدم من خدم منهم فيما تمّ توجيهه له أيضاً ،وظّن هؤلاء جميعاً بأنّهم يقومون بخدمة العقيدة والوظن ،حتى جاءت الحقيقة وتكشّفت أمام بعضهم فأبي الاستمرار كثيران الساقية أو قطعان الخراف،بينما يموت الوطن امامهم. لولا الشباب الذين اعتمدت عليهم حكومة المؤتمر الوطني البائدة لما استمرت يوماً بعد الثلاثين من يونيو 1989م . استطاعت حكومة المؤتمر الوطني مخاطبة الشباب واستغلال قلوبهم قبل عقولهم ،دربتهم عسكرياً ، ووجهتهم الى ميادين قتال نتج عنها موتاً وخراباً في الجنوب والغرب وأثمر انفصالاً. ووظفت الشباب فيما تريد واستفادت منهم للوصول لأهدافها. اليوم وبعد الثورة التي انجزها شبابنا ،لانسمع مخاطبةً لشباب الثورة ،ولا نحس بخطاب متمرس يوجّه شبابنا نحو العمل الجاد.فإنّ كان الشاب السوداني لايخشى الموت وقاتل تحت خطاب أثار عاطفته وقدّم أرواحه فداءً لما أقتنع به ، فمن الاولى ان تتم مخاطبته اليوم وحثّه على العمل العام،وتوجيهه نحو برامج الخدمات العامّة التي تنفع المواطن في كآفة المجالات وهم قادرون على الانجاز والتحدي بقليل من الاشراف والثقة والدعم. علي أبوزيد-الدوحة 5.8.2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة