توفر السعادة في بلاد الأشقاء يسعد الشعب السوداني .. وانعدام السعادة في بلاد الأشقاء يحزن الشعب السوداني .. ومضغة الطيبة والمودة وحب الخير للآخرين مضغة كامنة في قلوب أهل السودان .. وتلك الحروب والدمار التي تطال البعض من دول الأشقاء لا يسعد ولا يفرح الإنسان السوداني .. وفي السنوات الأخيرة فإن تلك الحروب والدمار التي لحقت ببعض الدول الشقيقة قد أبكت النفوس كثيراً .. ومثلت كارثة وفجيعة لا يمكن نسيانها في يوم من الأيام .. فتلك الشعوب عاطفية ولا تتعامل مع بعضها البعض من منطلق الخلافات والاختلافات والتوجهات السياسية العقيمة .. ولا تهمها كثيراً توجهات الحكومات في تلك الدول بأشكالها وألوانها .. فهي تلك الشعوب التي لا تتعامل مع بعضها البعض من منطلق ( اليمين أو اليسار أو الوسطية ) ،، بل هي تلك الشعوب التي تترك الخيارات لأهلها في الدولة الواحدة القائمة .. فالشعوب لا تتدخل إطلاقاً في سياسات وتوجهات الشعوب الأخرى ،، ولا تنطلق في تعاملاتها إطلاقاً من منصات الأحلاف الدولية التي تدخل في شئون الدول .. ولا تهمها إطلاقاً أجندات تلك الدول العالمية التي تسيطر وتهيمن على حكومات الشعوب الأخرى .. وتلك الأفكار السياسية والمناوشات والخلافات الخاصة لشعب دولة من الدول الشقيقة هي ملك لذلك الشعب دون تدخل الآخرين من الشعوب .. فشعب كل دولة يملك القرار والمصير لنفسه بنفسه .. وتلك هي السمة السائدة بين شعوب المنطقة لسنوات طويلة .. ولذلك فإن الشعوب تفرح بأفراح الشعوب وتحزن لأحزان الشعوب .. وتلك الكوارث الكبيرة التي لحقت بالكثير من الدول الشقيقة في السنوات الأخيرة قد مثلت فاجعة أليمة في نفوس الشعوب الشقيقة .. ومن عادة تلك الشعوب العفيفة الطاهرة النقية أن لا تفرح لأحزان الآخرين من الشعوب .. وقد آلمتها كثيراً تلك الفواجع والكوارث والحروب والدمار التي لحقت ببعض تلك الدول الشقيقة وشعوبها .. وقوائم تلك السيرة السوداء الكالحة طويلة تدمي القلوب والأكباد .. ولا يمكن حصرها في كلمات قليلة .. وفي مقدمة تلك القوائم فإن الشعوب تتألم وتتأسف كثيراً على تلك الأحداث والحروب والدمار التي لحقت بدولة ( العراق ) الشقيقة في أعقاب سقوط نظام صدام حسين .. وكذلك فإن تلك الشعوب الأبية تتألم كثيراً في حسرة وأسف على تلك الأحداث والحروب والدمار التي لحقت بدولة ( سوريا ) الشقية ،، وذلك في خضم إرهاصات ثورات الربيع العربي .. وبنفس القدر فإن تلك الشعوب تتألم أسفاً وحسرةً على تلك الأحداث والحروب التي دمرت ومازالت تدمر دولة ( ليبيا ) الشقيقة في أعقاب ثورات الربيع العربي .. وبنفس القدر فإن تلك الشعوب تتألم وتتوجع أسفاً وحسرةً عل تلك الأحداث والحروب التي جرت ومازالت تجري في دولة ( اليمن ) الشقيقة في أعقاب ثورات الربيع العربي .. وجاهل من يظن أن تلك الكوارث والحروب في المنطقة توافق وتجاري أمزجة الشعوب !.. فهي تلك المهازل والمآسي التي تجري في غياب الحكومات العاقلة .. وتلك الشعوب تعرف جيداً أن عافية شعب من شعوب المنطقة هي عافية لكافة الشعوب .. وسلامة شعب من شعوب المنطقة هي سلامة لكافة الشعوب .. والحديث الشريف يقول : ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) .. والشعوب ليس في يدها قرارات المصير .. ومع الأسف الشديد فإن تلك الشعوب في معظم الدول لا تملك السيطرة على مقاليد الأمور .. ولا تستطيع أن تمنع وقوع مثل تلك الكوارث والحروب .. وفي نفس الوقت هي عادة لا تتدخل في شئون الدول الأخرى بالقدر الذي يمنع وقوع الكوارث .. ولكنها فقط تتألم وتتوجع على أحوال البعض من الشعوب .. ولا تملك إلا ذلك الاستنكار والتألم في الأعماق .. وذلك هو أضعف الإيمان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست