من صفاتنا السلبية اننا لا نعرف شيئ في الاقتصاد، اعني الاقتصاد بصورة عامة، وبالأخص اقتصاد الاسرة، ولدينا مثال حاضر هو الأضحية، فالمعروف عندنا انو العندو والماعندو لازم يضحي، في حديثي بعنوان: (الاضحي واللعبة الكبيرة) وضّحت الضغوط الكبيرة علي الأسرة في موضوع الخروف، ووبالطبع ليس هناك مشكلة لميسوري الحال، ولكن بالنسبة لاصحاب الدخول المحدودة، يعتبر الخروف مجازفة وتهوّر، تقريبا ممكن اي زول يجيب خروف، لكن المشكلة التأثير علي الميزانية بعد ذلك، أهي دي ما عندنا، نحن مثلما يقولون (لا نحسبها) لكن هذا الحساب هو الاقتصاد بعينه، هناك شعوب مختلفة في العالم معتادة علي (الحسابات) وبتعمل موازنة بين الاحتياجات والدخل، يعني (ميزانية) عديل لو اخذنا مثال بسيط، لو ارادت الأسرة استبدال التلفزيون مثلا، فان عليها الاستغناء عن الفُسح الاسبوعية لمدة شهر او شهرين، وهكذا.
لا يمكن ان (تضحّي) الاسرة بدخلها لمدة شهرين او ثلاثة، هذا من اجل يوم واحد او يومين، هذا ما يحدث عندنا، لا تقل انها شعيرة دينية، الدين يقول لنا: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها)[البقرة:286] والاسلام دين يسر، اي شي يصعب علي المسلم او يسبب له حرج يسقط تلقائيا، (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج:78] في الصلاة، في الصيام، في الحج، في كل شيئ، في الصلاة ان لم تستطع الوقوف يسقط الوقوف، وان لم تسطع الجلوس بالطريقة المعينة تسقط تلك الطريقة، وهكذا، ولكن للاسف حتي الفقهاء يسوقون الناس باتجاه معاكس، والغريب ان علماء السلطة البائدة كانوا يفتون للناس، حتي يستدينوا ويشتروا بالتقسيط، فيكلفوا الأسر فوق طاقتها، والعجيب ان هيئة شؤون الانصار -مثلا- كانت تنتقد ذلك، ولكن الآن بعدما صاروا داخل المؤسسات الدينية لم ينتبهوا للامر، كنا نعتقد انهم سيقومون بحملة توعوية تنويرية تستند علي منهج التيسير، لكنهم لم يفعلوا.
مشكلة الخروف دائما تقع علي رب الاسرة، يعني مشكلة الرجل، حتي لو كانت المرأة عاملة ودخلها اكبر من الرجل، ولذلك لو كانت الميزانية لا تسمح، فعلي الرجل ان يلجأ الي الحيلة والمكيدة. وانا لي تجربة حصلت في الأول بالصدفة، لكن بعد ذلك استخدمتها بمكر، وطبعا الاشياء هذه داخل الاسرة مباحة، والدين أباح للرجل ان يكذب علي زوجته في هذه المواقف العصيبة، وهذا هو الكذب الابيض، ذات مرة اخذت قروشي وذهبت لشراء الخروف، ونقص المبلغ بسيط، ولكن لم اجد خروفا بذلك المبلغ، مع ان المبلغ كان معتبر، لكن تعرفون جشع التجار، خصوصا الجشع المرتبط بالمواسم كما قلنا، المهم.. كل يوم اذهب لأبحث وارجع خاوي اليدين، حتي ثالث يوم في العيد، وطبعا ذهبت تلك (الحمّي) التي في البداية، وفي النهاية اقتنع افراد الأسرة، وخرجت من موضوع الخروف زي الشعرة من العجين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة