ما فرقت كثيراً .. بشروا ذلك الشعب السوداني حتى ولو كان بالأكاذيب والافتراءات .. فإن ذلك الشعب قد أدمن وتعود حالات الوعود والتباشير السرابية الكاذبة منذ استقلال البلاد .. وهو ذلك الشعب الذي لم يحظ بلحظات الرفاهية والحياة الرغدة الهانئة في سنة من السنوات طوال قرن من الزمان .. ودولة السودان هي تلك الدولة المنكوبة التي لم تحظ يوماً بتلك الحكومة الرشيدة في مرحلة من مراحل التجارب السياسية في البلاد .. وهؤلاء أبناء السودان الذين يمثلون النخب المثقفة أصحاب الكفاءات والمؤهلات لم يتقدموا بدولة السودان نحو الأمام قيد أنملة في يوم من الأيام .. ولم يتصدوا في سنة من السنوات لوضع برامج إستراتيجية تنموية بعيدة المدى لدولة السودان .. بل كانوا دائماً وأبداً كالآخرين يخوضون مع الخائضين !.. وبنفس القدر كانوا ومازالوا يتساوون مع الآخرين في التفكير والبساطة والضحالة في الخطوات .. وقد أضاعوا دولة السودان بتلك الهبالة المفرطة القاتلة العقيمة .
تلك التباشير الكاذبة والوعود الرنانة الخادعة كانت تمثل شعار نظام الإنقاذ البائد منذ لحظة الانطلاق في عام 89 ،، حيث شعار (الإنقاذ ) للبلاد من التردي والويلات !! .. والبلاد لم تذق إطلاقاً حلاوة تلك التباشير في سنة من السنوات .. وتلك الفرية قد دامت ثلاثين عاماً ثم انتهت في نهاية المطاف بصيحات ( الإنقاذ من الإنقاذ !! ) .. وبعد سقوط ذلك النظام الكاذب الذي خدع الشعب بالتباشير والوعود الرنانة لأكثر من ثلاثين عاماً فإن أحوال الشعب السوداني لم تتحسن إلى الأفضل والأحسن كما كان يطمع أبناء السودان الثوار !.. وقد مضى عام وشهور عديدة منذ سقوط ذلك النظام .. ولكن مع الأسف الشديد فالأحوال في ذلك العام والشهور بعد سقوط النظام البائد قد تردت إلى الهاوية والأسوأ ثم الأسوأ .. فقد تراجعت الأحوال والظروف المعيشية في البلاد بطريقة جنونية لا يقبلها العقل .. وانفلتت الأحوال في البلاد بطريقة فوضوية مستحيلة .. وكل ذلك في غياب تام لحكومة السيد عبد الله حمدوك .. وهي تلك الحكومة التي لا أثر لا في حياة الشعب في هذه الأيام العصيبة .. ولا تبالي إطلاقاً بتلك الصيحات التي يبذلها الشعب السوداني !!.. وحتى تلك التباشير والوعود الكاذبة فإن تلك الحكومة قد أمسكت عنها في هذه الأيام !!.. والأحوال في السودان حاليا برمتها تبكي الكبير والصغير ،، فذلك الارتفاع الجنوني في أسعار كافة السلع والخدمات عند رأس كل ساعة !!.. وتلك الأزمات الحادة القاتلة في كل مجالات الحياة .. ولا يمكن بأية صورة من الصور أن يواكب الإنسان الحياة في دولة السودان بطريقة عادية وسلسة في هذه الأيام .. وتلك هي تكاليف الأغذية الضرورية لدوام الحياة وقد أصبحت مستحيلة بدرجة كبيرة في دولة السودان .. وتلك هي تكاليف العلاجات والأدوية وقد أصبحت مستحيلة بدرجة كبيرة في دولة السودان .. وتلك هي تكاليف التعليم والتعلم والدراسة وقد أصبحت مستحيلة بدرجة كبيرة في دولة السودان .. وتلك هي تعريفة المواصلات في كافة أرجاء السودان والعواصم والمدن وقد أصبحت مستحيلة بدرجة كبيرة في دولة السودان .. وتلك هي تكاليف ترحيل الطلاب والتلاميذ للمدارس والجامعات ثم الإعاشة وقد أصبحت مستحيلة بدرجة كبيرة في هذا السودان .. وبالمختصر المفيد فإن أحوال الناس في هذه الأيام تماثل الجحيم بكل القياسات !.. والأفظع والأوجع من كل ذلك أن المعاملات بين الناس في المجتمعات السودانية قد انهارت تماماً !.. وقد تراجعت تلك التعاملات البينية الحسنة بين الأفراد في المجتمعات السودانية .. حيث تسود حاليا كافة ألوان الممارسات من الجشع والطمع بين أفراد المجتمع السوداني .. وهي ممارسات تماثل ممارسات الوحوش وأسماك القرش في البحار .. حيث القوي يدوس على الضعيف !.. وحيث القادر ينهب غير القادر .. وحيث المريض ينزع ( الكفن ) عن الميت !! .. وفي خضم تلك الحياة الجحيمية القاسية قد غابت حكومة السيد عبد الله حمدوك عن الساحات كلياً .. وكأنها مجرد حكومة شكلية بمجرد الاسم!! .. ولسان حال الشعب السوداني في هذه الأيام تردد عبارة : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير ).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة