اليوم في كل ركن من اركان السودان وفي جميع المناسبات الاجتماعية وجلسات السمر و احتساء اكواب الشاي و فناجين القهوة لا يخلوا الحديث الا عن اقالة او استقالة الوزراء السودانيين في حكومة حمدوك الانتقالية هذة, البعض مستحسن للخطوة ومبارك لها و الاخر ساخط عليها خاصة للطريقة اللتي تم بها اقالة وزير الصحة الزائع الشهر بسبب فيروس كرونا الدكتور أكرم التوم أو أكرم كرونا. مابين هذا المعسكر وذاك المعسكر ضجيج وصراخ وعويل يجسد الطريقة و السيكولوجية اللتي يتعاطها السودانيين أتجاه المناصب الحكومية و الوزارات المختلفة وللأسف هي مغلوطة وليست في مصلحة مستقبل الدولة السودانية وتوضح جليا واجهة الاختلاف الكبير في تعاطي الامريكان لهذة المناصب الحكومية حيث يرونها بانها مرهقة و مكلفة على عاتقهم. المسؤول الامريكي في اي منصب يدرك بانة يخدم الشعب الامريكي و الدولة الامريكية في المقام الاول وان اي خطأ ما يقوم بة سيكون لذلك اثر سلبي على الشعب الامريكي و على الدولة الامريكية برمتها بجانب انها ستكون وصمة عار على اسرتة ولهذا فان المسؤوليين الامريكان تراهم سريعيين جدا في تقديم استقالتهم عند بروز اي بادرة خلاف او شك مع من يراسهم و يعلوا عليهم في صنع القرار. ومن ادب استقالة المسؤوليين الامريكان أنهم عند تقديم استقالتهم دائما ما يشكرون الرئيس على منحهم الفرصة و الثقة لخدمة الشعب الامريكي في ادارتهم او عن طريق حكومتهم, خذ على سبيل المثال استقالة السيد جيمي قروول عام 2003 ابان عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حيث كان السيد جيمي كبير المستشاريين في زارة المالية الامريكية وهو اللذي كان المسؤول عن تعقب شبكات الامداد المالي للارهابيين الاسلاميين حول العالم, استطاعة بخبرتة ان يبطل كثير من القنوات اللتي يستخدمها الارهابيين حول العالم لحركة الاموال. شكر السيد جيمي الرئيس على هذة الثغة اللتي اعطيت الية لخدمة الشعب الامريكي و قال انة سيتفرق ليكون محاضر في كلية القانون لدى جامعة نوتردام . ايضا استقالة جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي في حكومة الرئيس ترامب و اللذي اختلف مع الرئيس في سياسات جوهرية للخارجية الامريكية في ملفات تخص كوريا الشمالية و ايران بجانب التعامل مع حركة طالبان, راء السيد بولتون بان الشعب الامريكي سيتضرر من ابرام ترامب لاتفاق مع حركة طالبان فقدم استقالتة لكي لا يدخل في صدام مع الرئيس بينما اصرة الرئيس ترام على انة قام بأقالته من منصبة. اما دولتنا السودانية فقد ابتلاها الله بمسؤوليين حكوميين ووزراء يرون بان هذة المناصب تعلوا من شانهم الاجتماعي و وسيلة للثراء السريع و البرستيج وليس لخدمة الشعب السوداني فلهو تشريف اكثر من تكليف , فاذا تم اقالتهم او طلب منهم تقديم استقالتهم كان ابواب جهنم فتحت عليهم , تراهم يولولون ويصرخون كأن الدولة السودانية ملك حر ورثووه عن ابائهم و اجدادهم!, ووما يذيد الطين بلة ترى كثير من قطاعات الشعب السوداني يتعاطف معهم وكان من بعدهم ليس هنالك شخص اخر اكثر حنكة و خبرة و دراية ليتقلد هذا المنصب او الوزارة. على الشعب السوداني ان يستلهم كيف يتعامل الشعوب الاوروبية و الامريكية مع وزرائهم والقائمين على شانهم, يجب ان ينظر اليهم بانهم في منصبهم هذا من اجل خدمة الشعب وليس النظر اليهم كانهم اصنام تعبد او كواكب مضيئة مصدر اعجاب وابتهال وفخر للقبيلة و الجهوية العمياء. وانها ثورة حتى النصر ! الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكية - فيرجينيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة