طبقة البروليتاريا..لعنة اللعنات.. بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2020, 06:26 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طبقة البروليتاريا..لعنة اللعنات.. بقلم د.أمل الكردفاني

    06:26 PM July, 04 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لا يوجد طبقة أكثر سوءً من طبقة البروليتاريا، بنموذجها الإدراكي الضحل، والذي لا يمكن أن نعتبره ثقافة، لأن هذا النموذج في الواقع، لا يخلق حضارة، بل (هو هو)، فذات النموذج الإدراكي للبروليتاريا في العصر الفرعوني، هو ذات النموذج الإدراكي في عصرنا هذا، والنموذج نفسه في فرنسا هو النموذج نفسه في ساحل العاج وفي الصين وفي سيرلانكا والهند...
    تعتبر البروليتاريا الطبقة الأكثر أهمية من ناحية عضلية، أي قوة عضلية، تزرع وترفع الطوب ، والأحمال الثقيلة، وتحمل السلاح، ولكنها الأكثر أهمية في عالم السياسة. فهذه الطبقة هي التي يتم استغلالها من الطبقة البرجوازية لتمرير كل الأجندة السياسية عبر إستثارة عاطفتها المحضة، سواء باسم الدين أو باسم الحرية، أو بأي مسمى يتم بثه داخل قلبها دون أن تعي فحواه وعياً جيداً. هذه الطبقة نفسها التي تُستغل لتعمل ككلاب نابحة لأسيادها، وتقبل هذه الوظيفة، دون أي تساؤل منطقي أو أخلاقي.وبما أنها طبقة ذات وضع إدراكي منخفض أو حتى ضحل، فإنها الأكثر قابلية لحمل الرواسب التي يبثها فيهة المثقفون من أبنائها عندما ينتقلوا من طبقة لطبقة أعلى. إن العنصرية والتحاسد والنميمة والعنف الجسدي واللفظي، والهمجية، تجد بيئتها المُثلى في هذه الطبقة، وهي الطبقة التي عندما يخرج منها أحد أبنائها، فهو يخرج منها محملاً بكل تلك النواقص والإضطرابات النفسية، من شعور مطلق بالدونية، ولذلك ما أن يصل إلى أدنى درجة من درجات السلطة، يمارس تلك الرواسب بشكل تسلُّطي، منحرفاً بسلطته ومسيئاً إستعمالها ومتعسفاً في استخدامها.
    إن قابلية الموظف العام القادم من طبقة البروليتاريا المسحوقة للسرقة وللفساد، أعلى من الموظف القادم من الطبقة الوسطى بكثير.
    إذا كان طفلك يلعب مع باقي الأطفال في منطقة المسحوقين فإن تعرضه لسرقة أشيائه يكون أكبر بكثير منها لو كان يلعب مع أطفال الطبقة الوسطى. وتعرضه للعنف الجنسي أو اللفظي أو العنصري سيكون أكبر بدوره. وتعلمه للغة الهمجية سيكون أكبر بدوره.
    عندما كنت في مدرسة حكومية وأنا طفل في السادسة من عمري، كانت أستاذة الرياضيات وكانت تدعى ست سيدة ما ان تدخل الفصل حتى تجلدني بدون سبب، كانت المدرسة بلا جدران، وبلا مقاعد وحتى الكتب كنا نتشاركها (أربعة طلاب في كتاب)، كان أغلب الطلبة من البروليتاريا، وهم أنفسهم الذين أصبحوا فيما بعد (الأمن الشعبي للحركة الإسلامية)؛ إذ لا يلعب هذا الدور القذر بجدارة أكثر من أبناء هذه الطبقة، وهم أنفسهم اليوم الذين يمثلون دور لجان المقاومة. لم أكن أعرف لماذا تجلدني تلك الأستاذة بدون سبب إلا بعد أن كبرت وأدركت أن المسألة لم تكن تعدو كونها عنصرية. وعندما انتقلت لمدرسة خاصة، كان الوضع مختلفا تماماً.
    من هذه الطبقة تحديداً، نشأت السياسة في السودان، وترعرعت لتنموا بكل رواسب تلك الطبقة، فهناك "ست سيدة" عند كل من ينصب نفسه سياسياً.
    في مصر والتي عشت فيها قرابة ستة عشر عاماً، كانت كل طبقة منفصلة عن الأخرى، والإنتقال من طبقة لأخرى لا يكون سريعاً، وخاصة في أربع مؤسسات هامة: القضاء، النيابة (تحت إشراف القضاء)، الكلية الحربية، أساتذة الجامعات. وهي الجهات التي يخلص منها وزراء الدولة. ولذلك عندما يتم الحديث عن السيسي مثلاً، يكون من المؤكد أن السيسي نشأ في الطبقة البرجوازية. ولديه مخزونه المالي والثقافي الذي يعبر عن طبقته.
    على العكس تماماً؛ أدت ديموقراطية التعليم، والتوظيف الديموقراطي في الكلية الحربية والنيابة العامة والجامعات والقضاء..الخ في السودان، إلى وصول أبناء البروليتاريا إلى تلك المناصب، وبذات النموذج الإدراكي لتلك الطبقة. مما دمّر القيم البرجوازية التي كان من الواجب أن تتسم بها تلك المناصب والوظائف العليا.
    وعلى هذا المنوال، أصبح السياسيون يستغلون طبقاتهم لتمرير أجندتهم المتعفنة، من عنصرية، أو إرهاب، أو كراهية، ..الخ. إن من ضربوا ذو النون، ومن أعجبوا بهمجيتهم، هم جميعا منبثون من تلك الطبقة المسحوقة، ويتشاركون ذات النموذج الإدراكي الذي يمنحهم شعوراً منعشاً عند إذلال الآخرين. وهذا النموذج هو ذاته الذي يجعل عبد الملك أكثر ملكية من سيده، والماركسي ماركسياً أكثر من ماركس، وهو النموذج الذي لا يعترف بالنظام، بل بالقوة. لذلك ساد منطق القوة على قوة المنطق منذ الإستقلال، وسادت الدموية والقتل والاعتقالات غير المشروعة ورفض المجرى القانوني الطبيعي، كلما كان خرق القانون ممكناً. فإبراهيم الشيخ الذي يطالب باتباع مؤسسات القانون والعدالة لإبنه، هو نفسه الذي يقوضها عبر لجنة التفكيك، وهو ذاته الذي يشجع فوضى ما يسمى بلجان المقاومة، كما كان الإسلاميون يقبلون بالفوضى التي كان يحدثها شباب أمنهم الشعبي، ولذلك ولوحدة ذلك النموذج الإدراكي للبروليتاريا، سنجد أن الماضي يكرر نفسه، سواء من ناحية الإقصاء والتهميش والاستحواز والعنصرية، بل عدنا لمنطق التمكين من جديد، والإحالات التعسفية للصالح العام، والمصادرات التي لا تتوفر فيها ضمانات العدالة، والأمن الشعبي بما يسمى بلجان المقاومة، وبتطبيق القانون على البعض دون البعض الآخر، واستغلال النفوذ للتهرب من المساءلة القانونية، وانتهاك قانون الإجراءات الجنائية...الخ.
    هو نفسه الماضي، أعادته طبقة البروليتاريا، عبر نموذجها الإدراكي الذي يطابق ماضيه حاضره. وهو نفسه النموذج الذي استطاعت القوى الدولية استغلاله، لتدمير ثقة الإنسان السوداني في قدراته وعقله، فظل يلجأ دائماً للخارج إما لاستيراد أفكار ومفاهيم المجتمعات الأخرى، أو حتى الاعتراف المطلق بالقصور العقلي، واستجلاب الرجل الأبيض ليعيد استعماره للدولة، مع ترحيب شامل من طبقة البروليتاريا المهزوزة عقلياً.
    من اليسير جداً أن تذهب لمحكمة وتجد قاضياً يأمر شرطياً بضرب متهم مغمى عليه، أو يمارس إرهاباً لفظياً على محكومة عليها بالجلد، ومن اليسير جداً أن يمارس شرطي أو موظف العنصرية ضدك أو عرقلة مصالحك، او طلب رشوة،..أو كسر القانون، لأن هذه الطبقة هي بالفعل التي تحكم الدولة. وبالتالي تحكم بذات الطريقة التي يمارسها الصبية من أبناء البروليتاريا عند لعب كرة القدم. واثناء الشجار،...الخ.
    وذات هذه الطبقة هي التي تحمل البندقية، وتحارب دون أن تحاول مجرد الاجتهاد لمعرفة ما هي أسباب الحرب، فيكفي أن يوجه القائد الجندي نحو الإتجاه المطلوب ليقوم الجندي بإطلاق الرصاص.
    لذلك أيضا؛ تنعدم في هذه الطبقة النزاهة والحيدة اللازمين للحكم بالعدل والمساواة، فهي طبقة تنجرف وراء العاطفة اللا واعية، مثل انجرافها وراء هلال مريخ، ولذلك فمن يقتل منها شهيد ومن يقتل من غيرها لا بكاء عليه. ولذلك بالضبط؛ تقوم كل الحكومات بعمليات قتل وإعدامات بالجملة خارج إطار القانون، بل وبدعوات من الشعب المنتمي أو المنبثق عن تلك الطبقة. فكم نسمع اليوم بدعوات إعدام تجار الدولار بلا قانون لحماية الثورة، وهذا بالفعل ما فعله البشير عندما أعدم من حازوا دولارات دون محاكمات عادلة. (الماضي الذي تكرره طبقة البروليتاريا الهمجية باستمرار).
    (يتبع)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de