القرآن كتاب معجز فهو كلام الله، وهناك وصف مشهور للقرآن، وهو شبيه بوصف ام معبد للرسول (ص).
"والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً، ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن، والله إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أعلاه لَمُثمِر، وإنَّ أسفَلهُ لَمُغدِق، وإنّه يعلو ولا يُعلى عليه”.
هذا ابلغ وصف للقرآن الكريم، لكن هذا الوصف لم تجد به قريحة مسلم، بل ان كافرا هو الذي وصف القرآن هذا الوصف، انه الوليد بن المغيرة الذي عرف بعدائه الشديد للرسول والاسلام، ووصفه له لم يكن بغرض المديح والمبالغة، وانما كان يعبر عن حقائق ادركها.
والقرآن الذي وصفه الوليد هو نفسه الذي بين ايدينا، فلا تزال حلاوته وطلاوته كما هي وهي باقية الي ان يرث الله الأرض، ولا يزال الكفار والملحدين يتأثرون به، آمنة او مؤلفة النص جارت النسق القرآني، وهذا يعني ان الكاتبة متأثرة بالقرآن، علي الأقل ببلاغته والفاظه، فالكاتبة اخذت عبارات كاملة من القرآن، مثل (بل عجبوا ان جاءهم)، وهذه حتي من المسلمين من لا يذكرها.
ذكرت لكم من قبل قصة ذلك اليهودي، الذي كان يقرأ كتب الاسلام باحثا عن الثغرات، فكان ان اسلم لانه عرف حقيقة الاسلام. وهناك قصة الذي بال في المسجد، فهم به الناس، فنهاهم النبي أن يعترضوه، وقال: إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، فلما فرغ الأعرابي من بوله، أمر النبي أن يصب على بوله دلو من ماء.
لا يجب ان نكون انانيين، فنغلق الدين علي انفسنا فقط، بل يجب ان نكون حريصين علي منح الفرصة للناس، فربما ادركوا الاسلام ولو بعد عشرات السنين، وهذه الترهات والعبث الطفولي لن تشككنا في ديننا قيد انملة، بل ستزيدنا ايمانا به.
قالوا يصفون ما كتبته آمنة بانه (ركيك)، لا بد ان يكون ركيكا، فهذا قول بشر وذاك قول الله، بل ان هذا اقصي ما يستطيعه البشر، عندما رأيت المكتوب لأول مرة لم اتمالك نفسي من الضحك، وذلك للمفارقة الكبيرة الواضحة للجميع، الاجدر ان نقول لها اذهبي فاطلعي علي سور اخري وحاولي مجاراتها! بالمناسبة القرآن يتحدي الكفار والملاحدة بهذا، وقيل هذا هو معني الحروف المتقطعة في بدايات السور، فالمعني: ان القرآن ما هو الا هذه الحروف العربية، فأتوا بمثل آياته، يعني : كاف ها يا عين صاد .. هاكم هذه هي حروف القرآن فأتوا بمثل آياته ان استطعتم، فلا يستطيعون، ولو حاولوا كآمنة فستكون النتيجة مضحكة.
لو آمن أمثال هؤلاء الملحدين لصاروا افضل منا عند الله، لأن ايمانهم يكون عن اقتناع، اما نحن فوجدنا انفسنا مسلمين وراثة، فلم نتكبد عناء البحث والتفكّر.
احدي الملحدات قالت ان كورونا كشفت الله، فقد فشل في حماية بيوته، اظن ان هذه خطوة أولي نحو الأيمان، ففي ذهنها فكرة عن الله، ولكنها تعتقد انه فاشل، فربما انتقلت بعدها الي انه ليس بفاشل وانما سمح بهذا الفشل، ولاحقا ربما تدرك ان له في هذا السماح حكمة ما.
سأل احدهم احد الشيوخ قائلا من خلق الله؟ قال له: خلقه اخر قبله، فقال ومن خلق ذاك، فقال له اخر قبله، حتي قال له: ومن خلق اول واحد؟ فقال هذا الأول هو الله، الذي لا قبله ولا بعده، وهؤلاء الاخرين الذين ذكرتهم لك لا وجود لهم، وانما اوصلتك اليه بهم. وقد حكي لنا القرآن قصة ايمان النبي ابراهيم عليه السلام، ففي البداية ظن ان الكوكب هو ربه، ثم تدرج الي القمر ثم الشمس، قبل ان يهتدي الي خالقه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست