اليوم تستعرض المقاومة عضلاتها، ويعود التاريخ سنة الي الوراء، ويتخلي الناس عن كل انتماءاتهم ويتناسون كل اختلافاتهم، الهم الاوحد هو استكمال الثورة، الشعب يريد اسقاط ما تبقي من النظام، هناك حواجز كثيرة والغام وضعها النظام لكي يعيق الثورة ضده.
اليوم تتوافد القطعان البشرية من كل حدب وصوب، وتندفع الي كل ميادين الثورة، لكي تتأكد انها حطمت قيود الظلم والطغيان، وانها تتنسم الآن عبق الحرية.
اليوم اختبار حقيقي للثورة وثوارها، هل هم علي قلب رجل واحد؟ ام ان السبل قد تفرقت بهم؟ هل استطاعت الثورة المضادة ان تزرع فيهم الفرقة؟ ام انهم صامدون بفضل وعيهم واستحضارهم للاخطار المحدقة بهم؟
لقد اتضحت بالفعل الآن انانية النظام البائد وسرقته لمقدرات الشعب، لقد كان يعتبر الشعب قطيعا له يأكل لحمه ويشرب لبنه، اتضح الاستئثار الظالم لفئة معينة بحقوق اكثر من ثلاثين مليون نسمة،
لا احد اكبر من الشعب حينما يكون كتلة واحدة، لا شئ يخيفه علي الاطلاق، السودانيون جربوا وعرفوا، مبادئ الثورة كافية لتوحيد الشعب، الشعارات كانت واضحة، الحرية، السلام، والعدالة، الحرية لم تكتمل، وكذلك السلام والعدالة.
المشهد يجب ان يكون مختلفا عن العام الماضي، المتظاهرون يجب ان يكونوا في حماية شرطتهم، الشرطة تغيرت كثيرا مما كانت عليه، فالشرطة الآن تتجه الي خدمة الشعب، والحكومة هي حكومة الشعب، لا نريد مزيدا من الدماء والجراح، انها هبة استعراضية احتفالية، لا داعي للقلق، يجب ان يكون هذا أمرا عاديا، ليس اول مرة ولن يكون اخر مرة، فالجموع التي ستخرج ستكون هي ثيرمومتر الثورة، الثيرمومتر الذي سيفحص اين وصلت الثورة، ولذلك ينبغي ان يتكرر كل عام علي الاقل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة