◦ ان الحوار الذي انتهي اليه الحركات بعد جولات اوشكت علي عام كامل لا يمكن تصنيفه الا في خانة العجب ولو ان التوقعات لم يختلف من هذه كثيرا الا ان من الصعب جدا التصور هذه النهاية الدرامية .
◦ فالاخوة في الجبهة الثورية منذ ان بدأوا الحوار تم تدوين لدي المنبر ملحوظات مهمةكانت اولها اختيار المكان .لا اعني قدرات الدولة المالية ولكن الاخوة في الجنوب يعرفون المشكلة السودانية اكثر من متحاوري الجبهة الثورية انفسهم وبل يمكن القول انها متطابقة بالصورة طبق الاصل لمشكلتهم التي عجزوا عن ايجاد الحل المناسب اقل من الانفصال وبالتالي ذلك الحل هو الشئ العملي الوحيد في يد الجنوبين ولو كانت هناك منطق اخر لما تركوه. ◦ ثانيا ◦ دخول المنبر غير موحدين فكان علي الوساطة ان تعمل علي توحيدهم اولا قبل بدأ الحوار او ليس هناك سببا واحدا في يجعل حكومة الجنوب تتبني مهمة مستحيلة وضياع الوقت والكل يعلم بالضرورة ان لا يكون هناك سلاما بغياب بعض الاطراف المسلحة ناهيك الاساسية منها .لان يوم الثاني للتوقيع سوف يتحول كل الثوار المسلحين الي قيادة الشخص الذي لم يوقع السلام والسبب السلام العادل يتحقق علي الارض واقعا معاشا قبل التوقيع علي الورق. ◦ ثالثا ◦ الحركات المسلحة كلها تنظيمات قومية وتتكون عضويتها من كل السودان الشئ الطبيعي ان تحاور السلطة في الخرطوم علي القضايا القومية ودارفور من ضمنها بشكل تلقائي . ◦ فان الحرب من دارفور لا يعني تفويض من اهل دارفور في الحرب او الحوار باسمهم وبالتالي الشئ الطبيعي ان تحاور المركز بناء علي دستور الحركة واهدافها المعلنة ولا توجد حركة اعلنت انها تحارب من اجل دارفور وهذا خلط سياسي غير ضروري ولم يكن مقبولا ولا تستطيع الحكومة او الحركة الزام دارفور في قضايا دارفور التي تتم الاتفاق مع الحركات باسم دارفور اذا كانت غير مجدية . ◦ رابعا ✓ فلسفة الحوار هي الاغرب من نوعها سابقة غريبة وشاذة لان القضية السودانية يمكن ان تختصر في الخلل في حقوق المواطنة المتساوية وهذه القضية لا يمكن ان تعالج بالتجزأة وتوزيعها علي المسارات ولا يحق لاحد التخلي عن الجزء منها . اخذ كلها او ترك كلها والعودة للحرب . او الاستسلام لمن اراد ولكن لا يمكن ان تتم ذلك باسم الاخرين الذين مازالوا يحملون السلاح.. ◦ ولذلك القضية السودانية لا يمكن التوصل للاتفاق الا عبر الحوار من اجل المشاركة الفاعلة في السلطة المركزية لان كل شئ اخر يعتبر اجراءات ادارية وقانونية تتم عبر اليات السلطة القومية بما في ذلك عودة اللاجئين ومعالجة اوضاع النازحين مسؤلية السلطة القومية باعتبارها كارثة قومية . والتقديرات الاخري مثل التعويضات ايا كانت تتم من خلال البرلمان القومي هي الجهه التي تستطيع الزام جميع الاطراف ولذلك الغرض من الحوار هو الوصول الي التمثيل المناسب في البرلمان وليس القرار بالنيابة عنه او دخول في التزامات نيابة عن البرلمان . ◦ خامسا ◦ مسار الشمال والوسط هو العجب نفسه اذا كانت الجهات الاربعة ومعها الوسط تجأر بالشكوي و تطلب الانصاف فمن الذي الظلم السودان ومن من تطلب الجبهة الثورة الانصاف ؟ وقد كانت تلك واحدة من العلامات تطفي عدم الجدية لمواقف الجبهه الثورية فقط تريد استخدام اللحام ومواد لاصقة لصناعة السلام وهم يعلمون انه يتفكك لمجرد حمله قبل وصول الخرطوم هو ما حدث بالفعل . ◦ سادسا ◦ الاخوة في الجبهه الثورية وحكومة الجنوب ان يصارحوا الشعب السوداني وبل العالم ان المنبر يتم تمويله بالكامل من جيب الفريق اول حمدتي دقلو من اول يومه حتي الان من الطبيعي ان ينهار اذا قرر المنبر نتف ريشه بالكامل لان مسألة الترتيبات الامنية لبس فقط تتطلب قرار شجاعا بل القوة الحقيقية تستطيع تجريد الجلابة من وسيلتهم الوحيدة في الاستمرار في السلطة وكل شئ اخر يختبي خلفه . ◦ ولذلك يحتاج الامر الي تسمية الاشياء باسمائها ليس هناك مؤسسة تستحق تسميتها بالمليشيا اكثر مما يسمونها بالجيش اذا نظرنا الي طريقة انشائها والغرض وطريقة قيادتها ومهمتها ونوع الجرائم التي ارتكبتها كل لصالح فئات عرقية محددة لمجتمع السودان وحتي المليشيات الاخري من انتاجها ان الشي الطبيعي ليس فقط ان تصنف باعتبارها المليشيا الاكبر وتنطبق عليها ما تنطبق علي باقي المليشيا بل يتطلب تصفيتها لقيامها بجريمة ابادة الشعب ولا ينفع ان تحتمي وراء مؤسسة كونتها بنفسها وتحمليها جرائمها وتبقي فكرة بناء الجيش الجديد بمواصفات القومية هي الهدف من الحوار .والا يبقي الامر انحياز لاحدي المليشيات الكبري من الطبيعي لا احد يدفع ماله لمشروع تصفيته. ◦ فكان من باب الاولي ان يرفضوا تمويل المنبر من طرف يعتبرونه خصم علي الاقل من الناحية الرسمية وان لا يستمتعوا بالإقامات في الفنادق وتذاكر الرحلات الجوية وتكاليف الاعاشة والنثريات وغيرها وتأتي في الاخير وتقول شكرا لكن مليشياتك لابد من حلها علي حساب مليشيات اهل الشمال . ولذلك من الطبيعي من يريد استمرار الحوار ان يذهب الي الخرطوم .والذين اصدروا البيان باسم الجبهة الثورة كان عليهم ان يوضحوا ملابسات خاتمة المطاف. ◦ ومنعا للاطالة نتوقف و نواصل تداعيات انهيار منبر جوبا منها الاختراق الاقليمي واستقطاب من الاحزاب السودانية وقضايا اخري تخص بناء الجبهه الثورية نفسها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة