بعد أيام قليلة ذلك الموعد مع تلك المسيرة المثيرة التي تمثل لغزاً محيراً .. ومن العجيب الغريب أن أغلبية تلك الأطراف السياسية وغير السياسية تريد الاشتراك في تلك المسيرة بأي شكل من الأشكال .. بينما أن هنالك أطراف قليلة عاقلة وحكيمة لا تريد أن تتم تلك المسيرة .. والملاحظة الأخرى العجيبة أن الحماس لتلك المسيرة يكتسح الأعداء والأصدقاء في نفس الوقت وبنفس الهمة والقدر !!.. وجميع مكونات المجتمع السوداني لديها أجنداتها الخاصة المخططة لتعرضها في تلك المسيرة المليونية .. وتلك الأهداف متباينة ومتغايرة بذلك القدر الكبير ,, ومن المؤكد جداً أن تلك الهتافات لن تلتقي إطلاقاً على نغمة واحدة .. كما أن تلك اليافطات والشعارات المرفوعة سوف لن تحمل نفس النداءات والصيحات والاتجاهات .. وبالمختصر المفيد يمكن وصف المسيرة يوم 30 يونيو بوصف ( الكشكول ) .. حيث ذلك التباين الكبير بين المواقف والنوايا والأهداف .. وتلك المسيرة المقترحة يوم 30 يونيو يمكن وصفها بأنها سوف تماثل ساحات ( المولد ) التي تعج بأشكال وألوان الطرق الصوفية .
الخوف الكبير الذي يقلق عقلاء الناس في هذا البلد يتجسد في ذلك الانفلات الأمني ( لا قدر الله ) .. وأن تحدث نوع من الهرجلة والمرجلة بالقدر الذي يخلق نوعاً من المصادمات بين الأطراف المشتركة في المسيرة .. وتلك المخاوف واردة رغم أن الناس يثقون كثيراً في حكمة وبراعة الشعب السوداني .. ذلك الشعب الواعي الذي يتقي المخاطر عند اللزوم .. والخوف كل الخوف في تلك المؤامرات والمكائد المتوقعة من بعض الجهات والأطراف .. ومثل ذلك الخوف يفرض على الشعب السوداني غاية الحيطة والحذر .. والنصيحة السليمة من عقلاء الناس في هذا البلد هي إلقاء تلك المسيرة إذا كان في الإمكان .. وذلك من منطلق الحكمة التي تقول : ( الوقاية خير من العلاج ) .. وفي كل الأحوال يجب على هؤلاء وهؤلاء أن يدرسوا الجدوى من تلك المسيرة في نهاية المطاف .. فإذا كانت مخاطر المسيرة أكبر من منافع المسيرة فلا داعي من تلك المسيرة من الأساس .. وإذا كانت منافع المسيرة أكبر من مخاطر المسيرة فلا بد أن تتم تلك المسيرة في تاريخها وموعدها بالقدر الذي يحقق تلك المنافع .. ولكن بشرط أن يكون الشعب السوداني واعياً بذلك القدر الكبير .. وأن يفوت تلك المؤامرات والمكائد على هؤلاء أصحاب النوايا .. وفي كل الأحوال فإن الحرص الشديد مطلوب في هؤلاء المشتركين في تلك المسيرة .
وهنالك مخاطر أخرى كبيرة وأكيدة للغاية متوقعة في حال تلك المسيرة في موعدها .. وهي مخاطر ( فيروس كورونا ) .. فتلك المخاطر أكيدة مائة في المائة في حال المسيرة والتجمعات .. وذلك الفيروس الخطير سوف ينتشر كالنار في الهشيم .. وعليه نوصي هنا أفراد الشعب السوداني ونقول لهم : إذا كان لا بد من الاشتراك في تلك المسيرة يوم 30 يونيو فنرجو من هؤلاء الأشخاص المشتركين في تلك المسيرة أن يلتزموا بلبس ( الكمامات ) بأي حال من الأحوال .. وذلك منذ لحظة الخروج من الديار والاشتراك في تلك المسيرة وحتى لحظة العودة للديار في نهاية المطاف .. وذلك الالتزام بلبس ( الكمامات ) سوف يقي المشتركين من فيروس الكورونا بنسة ( % 90 ) أو أكثر بإذن الله .
مازالت كافة الأمة السودانية في انتظار قرار حكومة السيد عبد الله حمدوك في شأن تلك المسيرة في الموعد المحدد .. إشاعات تؤكد بأن تلك الحكومة سوف تمنع تلك المسيرة .. وإشاعات أخرى تؤكد بأن الحكومة سوف تسمح بتلك المسيرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست