دفعنى الى الكتابه فى هذا الموضوع الأدبى \السياسى أمران : الأول هو رغبتى فى تعريف الأبنه عزة بشئ من تاريخ السودان بطريقة تحبب اليها تلك المعرفة وقد عاشت كل عمرها بقاهرة المعز ، وثانيهما هو مقال ارسل الى على الواتساب يقول كاتبه ، وهو ليس شيوعيا ، كما قال بشئ من المبالغة التى تقترب من الصدق ، ان الأبداع شيوعي . وهو أمر ظل يخطر ببالى كل مأأقرأ شيئا سودانيا مبدعا فى الشعر أو القصة او حتى فى السياسة ، فأجد ان وراءه شخص ينتمى الى قبيلة اليسار بدرجة أو أخرى . للأيفاء بالدافع الأول ، لم أجد أفضل من قصيدة الشاعر المبدع – جدا – محمد المكى ابراهيم ، اكتوبر الأخضر . ففيها من الأبداع والتاريخ مايوفى بغرضى واكثر .فمن عنوان القصيدة : اكتوبر الأخضر يبدأ تجلى الأبداع ، فوصف اكتوبر الثورة بالأخضر ، وليس ألأحمر ، ابداع له ماوراؤه فى متن القصيدة . غير ان مقدمة القصيدة- التى يبدع وردى فى جعلها" رمية " ، تبين الأمر بصورة أوضح : اسمك الظافر ينمو فى ضمير الشعب ايمانا وبشرى وعلى الغابة والصحراء يمتد وشاحا وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا منها ينتقل الأبداع الى استخدام هذا السلاح فى توطيد اركان الثورة ، قائلا : وتسلحنا باكتوبر لن نرجع شبرا سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا ونرود المجد حتى يحفظ الدهر لنا اسما وذكرى أى ان التوطيد سيكون من خلال التنمية بكدنا ، وكذلك ببناء الأمجاد . وبالعودة الى الخضرة وارتباطها باكتوبروتحقيق التنمية ، يواصل الشاعر المبدع : باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغنى الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمنى والكنوز انتفضت فى باطن الأرض تنادي لاشك انه لاتفوت على من يستمع أو يقرأ ، الربط بين الأرض والخضرة ، ولكن قد يغيب عنه الأبداع فى ارتباط الأرض بالغناء ، وهو دليل الفرح والثورة التى جعلتها تغنى وتشتعل بالقمح ، وكأن الشاعر قد قفز من اكتوبر 1964 ليرى الأرض فى الجزيرة وهى تعطى انتاجا لايمكن وصفه باقل من الأشتعال ! والأرض لم تشتعل بالقمح فقط وانما بالوعد والأمانى القادمات !! ولم يقف دورها عند هذا الحد ، بل ان كنوزها انتفضت وهى تنادى اكتوبر قائلة : باسمك الشعب انتصر ... حاجز السجن انكسر والقيود انسدلت ... جدلة عرس فى الأيادي اكمالا لفرحة الأرض ، انكسر حائط السجن وخرج من كان بداخله من الثوار وقد انكسرت قيودهم واصبحت مثل جدلة العرسان ! فهل ابدع من هذا الوصف للفرح المرتبط بتقاليد اصيلة ؟! ثم تنتهى القصيدة بابداع ليس كمثله فى ما قرأت وسمعت من اناشيد ثورية محلية وعالمية، وهى تربط بين مقاطع من تاريخ السودان الثورى وثورة اكتوبر ، التى هى ، فى ابياته التالية ، ليست الا تجليا لهذا الأرتباط ، فتمعن : كان اكنوبر فى أمتنا منذ الأزل كان خلف الصبر والأحزان يحيا صامدا منتظرا حتى اذا الصبح أطل اشعل التاريخ نارا .... واشتعل كان اكتوبر فى غضبتنا الأولى مع المك النمر كان اسياف العشر ومع الماظ البطل وبجنب القرشى حين دعاه القرش حتى انتصر لااظن ان الأبداع فى هذا الختام يحتاج تعليقا ، بل ريما يضر التعليق بتأثيره .. فتمعن فحسب!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست